نموذج تنموي جديد للأقاليم الجنوبية ‏ينطلق من كلميم

هاسبريس :

تميزت سنة 2016، التي نودعها بعد أيام ، على مستوى جهة كلميم واد نون بتوقيع مجموعة من ‏الاتفاقيات التي تروم تفعيل العقد البرنامج الخاص بتنمية هذه الجهة، وهو العقد الذي يندرج في إطار ‏النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية للمملكة الرامي إلى إنجاز العديد من المشاريع الهادفة إلى ‏تعزيز الدينامية التنموية بالأقاليم الجنوبية والرفع من قدراتها التنافسية.‏

وتدخل هذه الجهة، بمصادقة مجلس جهة كلميم واد نون في دورة يوليوز الماضي، على توقيع ‏مجموعة من اتفاقيات الشراكة والاتفاقيات الإطار مع عدد من المؤسسات والجهات الرسمية ‏والأطراف الشريكة في التنمية، في مسار تنموي جديد يضمن لكافة أقاليمها الاستفادة بشكل عادل من ‏ثمار أوراش التنمية الكبرى، ويحقق الرفاه لساكنتها من خلال النهوض بمجموعة من المجالات ‏الأساسية من قبيل التشغيل والصحة والبنيات التحتية والثقافة والحفاظ على البيئة.

وهمت هذه الاتفاقيات العمل على تنزيل مختلف المحاور التي نص عليها العقد البرنامج من خلال ‏تحقيق مجموعة من الأهداف تتلخص في النهوض بالفلاحة التضامنية وقطاعات التربية، والصحة، ‏والسياحة الطبيعية، ودعم المقاولات وفرص الشغل ، والتنمية البشرية ، والصناعة التقليدية ‏والاقتصاد الاجتماعي والثقافة والمحافظة على البيئة، بالاضافة الى البنيات الأساسية كمحور مشترك ‏بين الجهات الجنوبية الثلاثة (كلميم واد نون والعيون الساقية الحمراء والداخلة وادي الذهب).‏

ويوفر النموذج التنموي الجديد، الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالعيون بمناسبة ‏الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء (نونبر 2015)، آليات ودعامات أساسية لدعم تنافسية وقدرة ‏الجهة على استقطاب استثمارات جديدة، بحيث أنه تم في إطار تفعيل هذا النموذج التنموي الجديد ‏إطلاق ، يوم 8 فبراير 2016 بالداخلة أمام جلالة الملك ، برنامج تنمية جهة كلميم وادنون والتوقيع ‏على العقد البرنامج المتعلق به ما بين الدولة و هذه الجهة .‏

وقد تميزت سنة 2016 على مستوى البنيات الطرقية، بإطلاق مجموعة من المشاريع بأقاليم الجهة ‏منها بالخصوص، مشروع توسيع وتقوية الطريق الوطنية رقم 1 بإقليم كلميم والرابطة بين بويزكارن ‏وكلميم على طول 37,2 كلم بكلفة إجمالية بلغت 83 مليون درهم ، ومشروع إعادة بناء مجموعة من ‏القناطر بالإقليم ذاته في إطار إصلاح أضرار فيضانات 2014 التي عرفها الإقليم ، إضافة إلى ‏إطلاق مشاريع أخرى تتعلق بإحداث منشآت فنية بإقليمي طانطان وسيدي إفني .‏

وبخصوص الشأن البيئي، تميزت السنة الجارية بانخراط جميع الفاعلين بأقاليم الجهة من سلطات ‏محلية ومجتمع مدني ومؤسسات في حملات بيئية لجمع الأكياس البلاستيكية في اطار الحملة الوطنية ‏‏”زيرو ميكا” التي تهدف إلى جمع وإتلاف الاكياس البلاستيكية والقضاء عليها على صعيد كافة ‏التراب الوطني .‏

كما تميزت سنة 2016 بتنظيم عدة معارض سواء بكلميم باب الصحراء (المعرض الجهوي للصناعة ‏التقليدية)، أو سيدي إفني (مهرجان الصبار ، مهرجان أكناري) أو مدينة آسا (معارض للمنتوجات ‏الفلاحية والمجالية)، والتي ساهمت بشكل كبير في تسويق وترويج المنتوجات الفلاحية والمجالية ‏والاقتصادية لهذه الربوع الجنوبية والتعريف بما تختزنه من إمكانيات من شأنها إعطاء أبعاد تنموية ‏ذات وقع إيجابي على الساكنة والاقتصاد على المستوى الجهوي والوطني.‏

وبالموازاة مع هذه التظاهرات الاقتصادية، شهدت أقاليم الجهة تنظيم تظاهرات ثقافية وفنية ورياضية ‏على غرار فعاليات الملتقى الوطني باب الصحراء لإبداعات الشباب بكلميم (5 أبريل)، والمعرض ‏الجهوي السادس للكتاب (16 ماي)، والمهرجان الدولي لوثائقي حقوق الإنسان (27 ماي)، ومهرجان ‏الجمل (22 يوليوز). ‏

واحتضنت كلميم أيضا فعاليات المهرجان العربي لموسيقى الشباب (17 أكتوبر) في إطار تظاهرة ‏الرباط عاصمة الشباب العربي، ومهرجان الواحة والبادية (11 غشت)، ومهرجان موسم التمور (20 ‏أكتوبر)، والملتقى الجهوي الثاني للتراث بالجنوب المغربي (19 نونبر)، ومهرجان واد نون ‏السينمائي في 15 دجنبر .‏

من جهتها، شهدت مدينة أسا مجموعة من التظاهرات كمهرجان آسا للسينما والمسرح (12 ماي)، ‏وملتقى الإعلام ، وفعاليات موسم زاوية آسا (8 دجنبر) الذي تميز بتنظيم ندوات دولية.‏\r\nكما احتضن إقليم طانطان موسم طانطان (13 ماي)، وملتقى طانطان الثاني حول الفن والتراث (13 ‏غشت)، إضافة إلى منافسات نهائي كأس العرش لكرة اليد (2 يوليوز)، وتظاهرات رياضية أخرى ‏كالسباق الدولي على الطريق (8 دجنبر).‏

أما مدينة سيدي إفني فقد عاشت صيف السنة الجارية على إيقاع تظاهرات ثقافية ورياضية من بينها ‏مهرجان قوافل (20 يوليوز) و المسابقة الجهوية للعدو الريفي المدرسي.‏

وتشكل هذه التظاهرات الاقتصادية والثقافية والفنية والرياضية على اختلاف تيماتها ومواضيعها ‏محركا للتنمية المحلية بالجهة، وأضحت تفرض على مختلف الفاعلين في شتى المجالات بذل ‏قصارى جهودهم من أجل استثمار هذه الروافد الاقتصادية والثقافية والعمل على تسويقها بوتيرة أكبر ‏في سبيل تحقيق التنمية المحلية بالجهة.‏

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.