تجربة “المدن الذكية” تحت النقاش والعرض في منتدى كرانس مونتانا

هاسبريس :

بحضور عمداء ورؤساء المدن الإفريقية، ومنتخبين ومنتخبات عن الجماعات الترابية بالقارة السمراء، من صناع القرار المحلي بالقارة الإفريقية، تناول المشاركات و المشاركون في جلسة موازية، نظمت أمس السبت 16 مارس الحالي بالداخلة، على هامش فعاليات “منتدى كرانس مونتانا”،التجربة المغربية في مجال المدن الذكية لاسيما بمدن الرباط والدار البيضاء ومراكش، وما تتطلبه من التحديات المشتركة بين كافة المدن الذكية، والإسهامات العملية في خدمة مواطني إفريقيا في أفق إرساء معالم مدينة متطورة، باعتبارها إحدى ركائز التنمية الحضرية مستقبلا.

و أكد محمد ياسين الداودي نائب رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات، أن توجه المغرب نحو الحلول الذكية ليس وليد الصدفة، بل هو نابع من رؤية عميقة يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، قائمة على تجسيد مبدأ اللامركزية وجعل المجال الترابي ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشيرا أن الحديث عن إفريقيا قوية وحديثة لفائدة شبابها لا يمكن أن يغفل رقمنة خدمات القرب ومبدأ الحياة الذكية، حيث شرعت بعض المدن الإفريقية في سلك مسار الدول الأوروبية والآسيوية في هذا الاتجاه نحو خدمات رقمية ذكية.

كما أوضح الداودي  أن هذا التوجه يجد مبرره في الآفاق المتميزة التي يتيحها التحول الرقمي لفائدة الساكنة المحلية وتحقيق تنميتها المستدامة، مضيفا أن الانفتاح على التكنولوجيا لوحده لا يكفي لبلوغ هذه الأهداف وتحسين جودة عيش المواطن الإفريقي.

في حين تطرقت عواطف حيار، الأكاديمية والخبيرة الدولية في مجال المدن الذكية، أليات المقاربة المغربية في مجال المدن الذكية لاسيما بمدينة الدار البيضاء، والآفاق التي تتيحها في مجال خلق الثروات، مبرزة أن المغرب لم يقارب هذا الموضوع من زاوية استعمال التقنيات الحديثة بقدر ما ركز على كيفية وضعها رهن إشارة المواطنين وتمكينهم من التحكم فيها لاستعمالها في تحسين محيطهم وفي مجال الإبداع والابتكار.

ودعت حيار الشركات الإفريقية العاملة في مجال الحلول والتطبيقات الذكية إلى بناء استراتيجية رقمية قارية وطموحة تعمل على تعزيز نمو الاقتصاد الإفريقي بطريقة شاملة ومستدامة عبر إدراج الحلول الذكية ضمن الأجندة الإقليمية.

في سياق مماثل، شددت مداخلات عمداء ورؤساء المدن الإفريقية على ضرورة التحلي بالإرادة السياسية، مؤكدين على أهمية إرساء إطار قانوني وملائم ينظم عملية التحول الذكي نحو مدن مندمجة وقريبة من المواطنين، والتفكير في الموارد المالية والبشرية اللازمة، وتعميم هذا التحول الرقمي على كافة المدن الإفريقية، حيث تمت دعوة الجماعات المحلية الإفريقية إلى وضع التحول الرقمي في مصاف الأولويات الأساسية المتمثلة في الولوج إلى الكهرباء والماء والتطهير، وتقوية شبكة العلاقات القائمة بين جماعات القارة في إطار شراكة لامركزية جنوب جنوب.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.