قمة إفريقية بمراكش تتدارس تمكين 70 مليون شاب من دون شغل أو دراسة أو تكوين

مـحـمـد الــقـنــور  : 

تحت شعار “نعم إفريقيا” إنطلقت اليوم الخميس 19 يونيو الجاري، بمراكش أشغال القمة الإفريقية لتمكين وإدماج الشباب الإفريقي من دون شغل أو دراسة أو تكوين (NEET)، والمنظمة من طرف مؤسسة “جدارة” بتعاون مع الاتحاد الإفريقي للشباب وبشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وذلكــ بحضور 1000 شاب رائد وممثلي 118 منظمة غير حكومية، ينحدرون من 43 بلدا إفريقيا، قصد حصر آليات ودينامية ومؤهلات شباب القارة السمراء، في أفق توقيع وتقديم وثيقة رسمية من طرف المنظمين تروم تعبئة كافة الأطراف المعنية والانخراط في العمل المستدام حول القضايا المتعلقة بالشباب الإفريقي، وإبراز الريادة والدينامية الرائدة للمملكة في دعم الشباب الإفريقي والنهوض بالتعاون جنوب جنوب، حيث لاتزال أكثر من 70 مليون شاب إفريقي في منأى عن الإنخراط  في دينامية الشغل أو الدراسة أو التكوين المهني، بمنصات تعليمية رقمية، وتدخلات عملية، تنبني على خطط منسقة وحلول مبتكرة و متابعة مستمرة، عبر برامج تكوين مهني موجهة، وعصرنة وتطوير التكوينات القصيرة المدى التي تتناسب مع حاجيات سوق الشغل المحلي، مع إدماج المهارات الرقمية والريادة في المناهج وإحداث منصات إلكترونية مجانية لتوفير محتوى تعليمي وتكويني بلغات محلية.، مع دعم التعلم الذاتي والتكوين عن بعد، خاصة في المناطق المعزولة والحيزات الهشة، ودعم ريادة الأعمال تمويل مشاريع صغيرة يقودها الشباب عبر صناديق دعم محلية أو إقليمية، وتشجيع الشراكات مع القطاع الخاص، وتحفيز الشركات على توفير فرص تدريب وتشغيل للشباب، وإنشاء فضاءات شبابية متعددة الوظائف تقدم خدمات التكوين، التوجيه، والدعم اللوجيستيكي والمعرفي النفسي للشباب، وتعزيز الانفتاح والتعلم المشترك.

وخلال الجلسة الافتتاحية للقمة المذكورة، ركز فيليبي بولييه، الأمين العام المساعد لشؤون الشباب لدى مكتب الأمم المتحدة للشباب، في رسالة مسجلة، على أهمية هذه القمة التي تتطرق لأحد التحديات الكبرى التي تواجهها إفريقيا، والمتمثلة في دعم الشباب الباحث عن العمل والتكوين والتعلم ، مشيرا إلى أهمية توفير مواكبة تقنية وقانونية للمبادرات الناشئة، وإدماج القطاع الخاص في تصميم البرامج التكوينية، قصد معالجة الإختلالات في الاقتصادات الوطنية الإفريقية، وتحديث المناهج التربوية والبنيات السوسيو ثقافية، مؤكدا أن الأمم المتحدة ملتزمة تمام الالتزام بدعم الحلول القابلة للتنفيذ التي يحملها شباب القارة، مع تنظيم ورشات لتقوية المهارات الاجتماعية، والتدابير المتعلقة بتمثيلية الشباب في السياسات العمومية.

كما تناول بولييه، أهمية النتائج الملموسة المتوخاة من أشغال وأوراش هذه القمة، والمتعلقة بتقوية الاقتصاد الاجتماعي، وتثمين مختلف الممارسات الفضلى والمبادرات الجديدة التي من شأنها التأثير في السياسات الاقتصادية والآفاق التنموية، وتوسيع شبكات الفرص، ومُنَوِّهًا بإبتكارات ومبادرات الشباب الإفريقي في مواجهة التحديات والإكراهات الذاتية والموضوعية، وتحويلها إلى إنجازات ومشاريع أكثر اندماجا واستدامة، عبر دعم المجالس الشبابية الوطنية والإقليمية.

في ذات السياق، أكدت ناتالي فوستيه، المنسقة المقيمة لمنظومة الأمم المتحدة بالمغرب، أن الأمم المتحدة فخورة بمواكبة هذه الحركة الإفريقية، خاصة وأن هذه القمة تعكس القيم المشتركة، والإدماج في الدينامية الاقتصادية، وتوطيد تكافؤ الفرص، في أفق تمكين 70 مليون شاب من دون شغل أو دراسة أو تكوين إلى فاعلين في التغيير، من خلال تعليم جيد، وتكوين بناء، وتأطير يُراعي ويلائم المتطلبات المحلية والإقليمية والوطنية للبلدان الإفريقية.

وأشادت فوستيه بدور المغرب الذي يعد مركزا حقيقيا للحلول، داعيا إلى ضرورة  نقلها وملاءمتها مع العديد من الدول بالقارة.

من جهتها، أبرزت كنزة أبو رمان، مديرة الشباب بوزارة الشباب والثقافة والتواصل،  الجهود التي تبذلها المملكة لفائدة الشباب الإفريقي، تحت القيادة الرشيدة والإستشرافية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس .

وشددت أبو رمان على أن المغرب، وضع على الدوام،التعاون جنوب جنوب في صلب عمله الدبلوماسي، مع التركيز على التنمية المستدامة والمندمجة للقارة، وفاء منه لتوجهه الإفريقي وسياسته للتعاون التضامني، مبرزة المبادرات الملموسة للمملكة، في هذا الصدد، لاسيما استقبال الطلبة الأفارقة بالجامعات، وإطلاق برامج للتكوين المهني تتلاءم مع الواقع الإفريقي، ودعم ريادة أعمال الشباب، وتطوير شراكات ثنائية مع عدد من الدول.

كما نوهت أبو رمان بالدور المتنامي لوزارة الشباب والثقافة والتواصل في تنزيل سياسات عمومية طموحة لفائدة الإدماج السوسيو اقتصادي للشباب، وذلك عبر برامج مستهدفة وفضاءات للمشاركة والإبداع، وكذا مبادرات لتقوية الكفاءات.

من جانبه، أكد حميد بلفضيل، رئيس مؤسسة “جدارة”، أن مبادرة قمة إفريقيا لتمكين الشباب تمكن من خلق حركة إفريقية تهدف إلى تمكين المنظمات غير الحكومية من الأدوات للاستجابة لرهانات وتحديات الشباب الإفريقي وتبادل الخبرات بين مختلف هذه المنظمات، مشيرا إلى إستمرارية تطوير هندسة للتكوين كاملة ومندمجة لفائدة منظمات المجتمع المدني الإفريقي، مع إحداث منصة تعليمية متقدمة عبر الإنترنت، وتنظيم ورشات للتكوين المتخصص تركز على تقوية القدرات المؤسساتية، وكذا برامج الإرشاد والتدريب الفردي لضمان التطبيق العملي للمعارف المكتسبة.

وإرتباطا بذات السياق، أفاد ماموني ديالا، رئيس الاتحاد الإفريقي للشباب، أن التحديات الرئيسية التي يُواجهها الشباب الإفريقي تتعلق بالتعليم والتكوين ونقص الفرص الاقتصادية، مؤكدا أن هذه القمة تمثل فضاء للتفكير في بناء إفريقيا ريادية ومندمجة.

في حين، أشاد الشيخ تيديان غاديو، وزير الخارجية السنغالي الأسبق،  بمبادرات المغرب والتزامه تجاه الشباب الإفريقي، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مؤكدا على ضرورة تحرير طاقات ومواهب الشباب الإفريقي وتقوية تمثيليتهم في هيئات صناعة القرار بالدول الإفريقية، و تنظيم البرامج التبادلية الشبابية لتعزيز الانفتاح والتعلم المشترك..

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.