أكاديميات العالم تخلد ذكرى ميلاد الفيلسوف المثير للجدل “مكيافيلي”

هاسبريس :

إحتفت الاوساط الادبية والمعاهد الفلسفية، والجهات الأكاديمية العالمية أمس الجمعة 3 ماي بذكرى ميلاد المفكر المثير للجدل والأديب والفيلسوف الايطالي “مكيافيلي”، الذي ولد في مثل هذا اليوم 3 مايو 1469، ويعتبر “مكيافيلي” سياسي ودبلوماسي إيطالي. ولد عام 1469 في فلورنسا بإيطاليا لأسرة عريقة، وهو من أشهر كتاب فترة النهضة ، كما كان مؤرخا وفيلسوفا، لدرجة أن العديد من الباجثين، إعتبروه “أب العلوم السياسية الحديثة”.

وقد عمل “مكيافيلي”دبلوماسيا ً لمدة أربعة عشر عاما ً في جمهورية فلورنسا الإيطالية أثناء نفي عائلة ميديتشي Medici الحاكمة، وعندما عادت العائلة إلى السلطة في عام ألف وخمسمائة واثني عشر تم طرد ميكافيلي وسجن لفترة وجيزة. ثم كتب كتاب “الأمير”.

نُشر كتاب الأمير، والذي كان عملًا هدف مكيافيلي منه أن يكتب فيه نصائح للحكام،وأيد فيه فكرة أن ماهو مفيد فهو ضروري، والتي كان عبارة عن صورة مبكرة للنفعية والواقعية السياسية التي إستعملها العديد من الحكام عبر العالم، ولقد فُصلت نظريات مكيافيلي في القرن العشرين، ولعل اكثر ما اشتهر عن مكيافيلي فكرته التي سميت باسمه وهي “الغاية تبرر الوسيلة”،أو “الماكيافيلية” والتي انتشرت عبر العصور في مختلف انحاء العالم.

ويذهب الكثير من المفكرين السياسيين بان لمكيافيلي دور هام في تطور الفكر السياسي، حيث انه اسس منهجا جديدا في السياسة، بافكار تبشر بمحاولات لتجاوز الفكر الديني. نقطة التحول هذه لتجاوز السلطة الدينية التي كانت سائدة في الفكر السياسي الأوروبي في القرون الوسطى، حيث إستطاع مكيافيلي أن يستبدلها بتحولات أخرى أكثر جدية من طرف فولتير ومنتسكيو وجون لوك وجان جاك روسو وغيرهم من المفكرين التنويريين الليبراليين. وهكذا كان ميكافيلي نقطة تحول هامة في تاريخ الفكر السياسي.

ومن الجدير بالذكر أن مكيافيلي ضع واحدة من النظريات السياسية الهامة وهي “الميكافيلية”القائمة على أن “الغاية تبرر الوسيلة”كما إشتهر بقوله “إذا كان يجب إيذاء شخص فلتكن الأذية شديدة بحيث لا يخاف من انتقامه”.

ومن أقواله، “الطريقة الأولى لتقييم ذكاء حاكم هي بالنظر إلى الرجال الذين يحيط نفسه بهم”، كما قال “إنها متعة مضاعفة عندما تخدع المخادع”، وذكر “مكيافيلي” أن “السياسة ليس لها أي علاقة بالأخلاق”ومن أشهر أقواله “لا شيئ يمكن تحقيقه من دون وجود مخاطر”كما أكد في كتابه “الأمير” “أن الدين ضروري للحكومة لا لخدمة الفضيلة ولكن لتمكين الحكومة من السيطرة على الناس. كان المواطن الروماني يخشى حنث اليمين أكثر من القوانين، لأنه يهاب أولئك الذين يمثلون سلطات الرب أكثر من الرجال”كما هو القائل : “حبي لنفسي قبل حبي لبلادي”

هذا، وخلف مكيافيلي ثروة أدبية وفكرية هائلة جدا في شتى المجالات يُقدر عددها نحو الثلاثين كتاباً. أما أشهر كتبه على الإطلاق فهو فإنه كتاب الأمير (1513)، كما ألف أعمال كثيرة أخرى من بينها: وصف الطريقة المتبعة من الدوق فالنتينو لقتل فيتيلوزو فيتيلي، وأوليفيروتو دافيرمو والسينيور باغولو، ودوق دي غرافينا أورسيني.

ويذكر أن مكيافيلي تزوج من “مارييتا كورسيني” ورزقا بستة أطفال هم غويدو، لودوفيكو، باتشينا، برايمرانا، بييرو وبيرناندو. استمر زواجهما حتى وفاته عام 1527.

توفي مكيافيلي عام ألف وخمسمائة وسبعة وعشرين في فلورنسا، إيطاليا. ودفن في قبر بكنيسة “سانتا كروس” التي مُنع من دخولها في آخر سنوات حياته،على إعتباره حليفا للشيطان .

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.