فرع المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بمراكش يستمر في أنشطته التضامنية خلال شهر رمضان

مـحـمـد الـقـنـور

كعادته في إرساء برنامج إجتماعي وتواصلي في كل شهر رمضان،وطيلة شهور السنة، وتزامنا مع الإستعدادات لإحياء طقوس ليلة القدر المباركة، قام فرع المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بمدينة مراكش، بشراكة مع جمعية رائدات جهة مراكش آسفي ، بتوزيع العديد من القفاف المتضمنة للمواد الغذائية لفائدة المكفوفين والمكفوفات وعلى أفراد أسرهم المعوزة بمقر باب الخميس، الحدادين في مراكش .
هـــذا، ومنذ تأسيس مكتبه الجديد خلال الأسابيع المنصرمة برئاسة الفاعلة الجمعوية الدكتورة لطيفة بلالي، دأب فرع مراكش للمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين على تجسيد روح وقوة الثقافة التضامنية الرمضانية بمراكش، من خلال تقديم وجبات إفطار مجانية للصائمين المحتاجين، كتقليد سنوي يعكس مفهوم العيش المشترك وإحدى أبرز مظاهر التكافل والتضامن الاجتماعي بين الفئات المجتمعية المغربية وغيرها من المهاجرين العرب والأفارقة ممن يؤمون موائد الجمعية، من الأفراد والعائلات التي اضطرتها الظروف للعيش تحت عتبة الحاجة والفقر خلال شهر رمضان الفضيل.
ويهدف فرع المنظمة المعنية بمدينة مراكش، تنفيذا للمبادئ العامة المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين، برئاسة سمو الأميرة للا لمياء الصلح، على إغتنام مختلف المناسبات الدينية والوطنية قصد خلق أجواء روحانية وطقوس تضامنية تكتنفها ثقافة الفضائل والمودة والإخاء والتكافل الذي يوحد مختلف أطياف وفئات الشعب المغربي.


وباشرافه على مبادرات تضامنية أخرى من قبيل تنظيم رحلات إستجمامية خلال الشهر الكريم لفائدة نزلاء معهد أبي العباس السبتي للمكفوفين ، وورشات تواصلية ومنتديات ثقافية ولقاءات فنية، يساهم فرع المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بمدينة مراكش في إسعاد الصائمين المحتاجين من المكفوفات والمكفوفين، وفي ترجمة المعاني الحقيقية لمظاهر التكافل الاجتماعي التي تميز الشهر الكريم ، باعتباره زمنا دينيا بامتياز للاقتداء بالسنة النبوية الشريفة والتقرب إلى الله ونيل الثواب والمغفرة.
ويسهر فرع المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بمدينة مراكش، ضمن طاقم مكتب إداري مسير متناغم ومتعدد الإهتمامات على توضيب مستلزمات “القفة الرمضانية” وتحضير موادها الغذائية المتنوعة وتقديمها للصائمين من المكفوفين والمكفوفات ، فضلا عن تسخيره لوسائل لوجستية تواصلية وأمنية تتعلق بالسلامة الغذائية.


وفي هذا الإطار، تؤكد الدكتورة لطيفة بلالي، رئيسة فرع المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بمدينة مراكش في تصريح لـ “هاسبريس” ، أن الفرع يستهدف في إستراتيجيته التضامنية المنطلقة من ثقافة وأسس المنظمة العتيدة، مختلف فئات المكفوفين والمكفوفات من أفراد العائلات المعوزة في شتى أحياء المدينة العتيقة،فضلا عن عابري السبيل منهم،حيث حرص على إيجاد أرضية ملائمة ومتناغمة مع جمعية رائدات جهة مراكش آسفي قصد تكريس هذا النشاط ، والعمل على إستدامته  ضمن خطة عمل متكاملة، تراعي تغطية الأفق التضامني، والإجتهاد لاستيعاب مستوى تطور فئة المكفوفين والمكفوفات ببنياتهم المختلفة، وتحديد المهام المطروحة على مكتب الفرع في هذه المرحلة التاريخية، وعلى مختلف القوى الإجتماعية القادرة على المساهمة في إنجازها، وتحديد مواصفاتها الكفيلة بترجمتها من الخطاب إلى الممارسة الفاعلة، من خلال استلهام الخصوصية الحضارية التاريخية الوطنية المتمثلة في الإسلام كدين وكمكون حضاري ثقافي للأمة المغربية، ومن مكانة المؤسسة الملكية، ووحدة الأمة المغربية وتماسكها بتنوع أصولها المنصهرة مع القرون في خضم معركة انبنائها، وكحصيلة صيرورة تاريخية تضرب بجذورها في أعماق التاريخ.

كما ثمنت بلالي ،جهود أطر ونشيطات جمعية رائدات جهة مراكش آسفي، التي تكلفت بتغطية مصاريف هذه المبادرة الإنسانية، موضحة أن فرع المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بمدينة مراكش، وعملا بتوجيهات المكتب المركزي للمنظمة، يعمل على بناء شراكات فاعلة ، وتجسيد نموذج حي لمفهوم التكافل الاجتماعي في رمضان، حيث تعيد إحياء العادات الرمضانية، خصوصا في مراكش وعلى مستوى محيطها الخارجي، إلى جانب مساهمتها في إحياء وتكريس مفهوم الوحدة والتضامن بين المغاربة ، واستحضار المغازي النبيلة للشهر الفضيل، تعزيزا لمبادئ المودة والتعاضد وترسيخ مفهوم التكافل التي تمثل جوهر الشهر الكريم.


من جانبه، أبرز الأستاذ إدريس إعسكاني ، أمين مال مكتب فرع المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بمدينة مراكش، أن مبادئ المنظمة لا تتمثل فقط في تقديم المساعدات الغذائية والملابس، بل في توفير جو رمضاني تسوده الروحانيات والحميمية التي تميز الشهر الفضيل.
في ذات السياق، عبر عدد من المستفيدات والمستفيدين من المكفوفين من أعضاء ومنخرطي تعاونية النجاح، لـ”هاسبريس” ، عن استحسانهم لهذه البادرة التي دأب فرع مراكش للمنظمة منذ سنوات على تنظيمها للوقوف الى جانب المحتاجين والأشخاص المكفوفين كدليل واضح على تكريس أجواء مبادئ المحبة والأخوة والتسامح وخلق الأجواء الطيبة المباركة والمبرورة لفائدة الصائمين المحتاجين وتجسيد روح التكافل والتضامن وأهمية العيش المشترك والتفاهم والحوار بين مختلف مكونات نسيج المجتمع المحلي في مراكش.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.