مغاربة وأجانب متورطون في شبكات للهجرة السرية و الاتجار بالبشر
مـحـمـد الـقـنـور :
أوقفت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بتنسيق مع المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بالجديدة، بناءا على معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أمس الخميس 30 ماي الحالي،شخصين يبلغان من العمر 29 و39 سنة، أحدهما من ذوي السوابق القضائية، وذلك للاشتباه في ارتباطهما بشبكة إجرامية تنشط في ميدان تنظيم الهجرة السرية.
وذكر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني ،توصلت به “هاسبريس” أن هذه العملية مكنت من توقيف المشتبه فيه الرئيسي بمدينة الجديدة، وبرفقته ثلاثة من المرشحين للهجرة السرية، قبل أن يتم توقيف شريكه بمنزل كائن بجماعة مولاي عبد الله القريبة من مدينة الجديدة وبرفقته ثلاثة مرشحين آخرين للهجرة. كما تم حجز سيارة خفيفة ومبالغ مالية ومعدات إلكترونية وهواتف نقالة بحوزة الموقوفين.
وأورد ذات البلاغ إلى أنه تم الاحتفاظ بالمشتبه فيهما تحت تدبير الحراسة النظرية على خلفية البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك من أجل تحديد الامتدادات المحتملة لنشاط هذه الشبكة الإجرامية محليا ودوليا.
في سياق مماثل، أحالت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة طنجة على أنظار النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بنفس المدينة، أمس الأربعاء، ستة أشخاص، من بينهم ثلاثة مواطنين من جنسية سنغالية، وذلك للاشتباه في ارتباطهم بشبكة إجرامية تنشط في مجال تنظيم الهجرة غير المشروعة والمشاركة والاتجار بالبشر.
وأفاد بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أنه تم توقيف المشتبه فيهم بعد استغلال معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني حول أنشطة هذه الشبكة الإجرامية، حيث تم ضبطهم متلبسين بالتحضير لعملية تهجير غير مشروعة لفائدة 15 مرشحا للهجرة السرية من دول جنوب الصحراء.
هذا، وكشفت إجراءات البحث المنجزة في إطار هذه القضية، أن اثنين من المشتبه فيهم كانا يشكلان موضوع مذكرات بحث من أجل قضايا مماثلة تتعلق بتنظيم الهجرة غير المشروعة والاتجار بالبشر، كما كشفت التحريات أيضا أن أفراد هذه الشبكة الإجرامية كانوا يستقطبون المرشحين للهجرة السرية انطلاقا من دول جنوب الصحراء على أساس تهجيرهم بطريقة غير مشروعة نحو أوروبا عبر زوارق مطاطية، وذلك مقابل مبالغ مالية.
وقد تم الاحتفاظ بالمشتبه فيهم تحت تدبير الحراسة النظرية على خلفية البحث القضائي المنجز في إطار هذه القضية، وذلك قبل أن يتم عرضهم على أنظار النيابة العامة المختصة.
وللإشارة، فإن الهجرة السرية تعتبر من أخطر أنواع الهجرة حيث تعتمد على الأمور الغير شرعية والقانونية ، كعملية هروب سري من دولة إلى دولة أخرى بدون أي تشاريع أو وثائق قانونية تثبت ذلك، وفي الغالب تكون نتائج هذة الهجرة سلبية على المهاجرين، كالقبض عليهم أو أن تتعرض حياتهم إلى الخطر أو يتعرضون للموت الحتمي بسبب هجرتهم الغير شرعية.
إلى ذلكــ ، فإن العديد من الأشخاص بشكل عام يبحثون عن حياة أفضل مما يعيشونها،كفطرة فطر الله عليها الناس، حيث يعمد البعض منهم إلى إختيار أسهل الحلول ، من خلال الهجرة من المنطقة التي يقطنون بها إلى منطقة أخرى جديدة تساعد في تحسين مستواهم المادي أو كي يهربوا من الحروب والصراعات الطائفية والإضطرابات السياسية ولكن هذة الهجرة قد تؤثر بشكل كبير عليهم وعلى نفسياتهم فيما يتعلق بمدى تأقلمهم مع الحياة الجديدة التي يعيشونها، ونتيجةً لإختلاف الثقافات، ولا يجدون سهولة في البحث عن عمل، كما لا يجدون إلا الأعمال الشاقة والصعبة التي يلجأون للعمل بها للحصول على المال بسبب ظروفهم الصعبة وبأجور عادية لا تكفي إحتياجاتهم في البداية.
وعلى العموم ، فإن الهجرة تؤثر بشكل سلبي كبير على الدول التي يهاجرون إليها خاصة الدول التي تحتوي على كثافة سكانية عالية، مما يعمل على زيادة معدلات الفقر والبطالة بها، وتظهر العديد من النتائج السياسية والإقتصادية التي تؤثر بشكل سلبي على معدل الدخل بشكل عام على الدولة التي يهاجرون إليها، ولكن يعد هذا التأثير متباين ويعتمد على الوضع السياسي والإقتصادي للدولة.
ولقد إختلفت المصطلحات المتعلقة بالهجرة، إذ كان من أبرزها الهجرة النازحة، وهي الهجرة التي تحدث في دولة ما بسبب قيام السكان بالهجرة منها وتركها، ثم الهجرة الوافدة،التي تقوم بإستقبال المهاجرين من بلاد أخرى إليها، والهجرة المناوبة التي ينتقل فيها الشخص من المكان الذي يقيم فيه إلى المكان الذي يعمل به.
ثم هجرة العودة، وهي الهجرة التي يعود فيها الشخص إلى وطنه بعد إقامتة فترة في البلاد التي هاجر إليها، والهجرة المستمرة، وهي الهجرة التي يقوم بها الشخص وهو ينوي أن لا يرجع إلى بلاده مرة أخرى، والهجرة السرية، الغير شرعية والتي يقوم بها بعض الأشخاص بدون حصولهم على تأشيرة أو أي إثباتات رسمية بالسفر وفي الغالب يكون السبب في لجوء بعض من المهاجرين إليها بسبب الحروب الأهلية الموجودة في بلادهم أو بسبب الفاقة والفقر والخصاص وسوء الأحوال الإقتصادية الشديدة في بلادهم .