مهرجان الحوز، محطة ثقافية تؤكد عمق المغرب الكبير، وتراثه الممتد نحو إفريقيا

هاسبريس :

تحت شعار “المغرب الكبير، تراث بلا حدود” ،إنطلقت فعاليات الدورة السادسة لمهرجان الحوز الذي تنظمه جمعية الحوز للتربية والثقافية والتنمية تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس مابين 22 و 27 يوليوز، حيث تتوزع فقرات المهرجان على 13 دوارا بكل من الجماعات الترابية تحناوت، أيت أورير، أمزميز، إمليل ، دوار أزرو، ثلاثاء نيعقوب، ووريكان ،وأغواطيم وأسني ، ومولاي إبراهيم ، وأوكيمدين ، وأوريكا، قصد تمكين غالبية ساكنة الإقليم الممتد الأطراف والمتنوع التضاريس، من الإستفادة من منوعات المهرجان، وأهدافه الكامنة في إعتباره مسألة الثقافة مسألة جوهرية وبعدا أساسيا في التنمية، لكونها تهم الحياة اليومية للإنسان بالإقليم، وترتبط بهويته الوطنية والحضارية، وموقعه في هذا العالم الذي يتميز في الوقت الراهن بتطورات سريعة، وبرهانات تطرحها العولمة ، حيث يشكل ربحها ضرورة ملحة للإندماج في مستجدات العصر، ومن ضمنها الرهان الثقافي الذي بات يطرح إشكالية الخصوصية والكونية من جديد وبشكل أكثر حدة من الماضي.

وخلال ندوة صحافية، سعت إلى تقديم برنامج المهرجان وأبعاده التنموية، وأهدافه التأطيرية ، أفاد الفنان التشكيلي محمد المرابطي، رئيس الجمعية الحوز،ومدير المهرجان المعني، أن النسخة السادسة،ترمي إلى التعريف بالتراث المادي واللامادي الذي يزخر به إقليم الحوز، وخلق فضاء للحوار والإبداع والإبتكار، ومحطات للقاءات الفكرية ولتبادل الخبرات بين مختلف الفعاليات الأكاديمية والثقافية والإعلامية، وشتى الدوائر السوسيو إقتصادية والأوساط الفكرية والمناحي البيئية الرامية إلى توطين التنمية الثقافية بإقليم الحوز،  وترقيتها إلى مستوى التفاعل الإيجابي مع معطيات العصر، وإلى مستوى طرف فاعل ومحاور للثقافات المتسابقة على الهيمنة باسم الإنغلاق والتطرف والإنحلال وتدني التشبث بالتراث المغربي وبمختلف روافده الأمازيغية والعروبية والحسانية والعبرية والموريسكية، وتعميق مختلف الصلات التاريخية بين المغرب وجذوره الإفريقية وفق متطلبات العصرنة وإستحضار الحداثة  .

كما شدد المرابطي على أهمية توحيد الرؤى المتعلقة بالتنمية الثقافية في إقليم الحوز، وتنسيق مختلف جهود الفاعلين الثقافيين قصد المساهمة في إشعاع إقليم الحوز الزاخر بمؤهلاته الطبيعية والبشريةوموارده الحيوية وامكاناتهالإقتصادية وثرواته المادية والرمزية، ومنوها بالجهود الكبيرة التي بذلت لإنجاح الدورة السادسة من مهرجان الحوز، رغم من الإكراهات المالية التي إعترضتها.

وأفاد المرابطي، أن جمعية الحوز للتربية والثقافية والتنمية، وإيمانا منها، بكون الثقافة في مفهومها العام حاضرة في كل مجالات حياة إنسان من معمار ولباس واكل وموسيقى ورقص ورسم ونحث ومختلف  التعبيرات الروحية والفكرية والجسدية، فإنها في معناها الخاص تحيل إلى المعرفة والفكر والعلم والتقنية والإبداع بمختلف أشكاله، وهذه المجالات المتعددة للثقافة بحاجة إلى تجهيزات الإنتاج وأشكال متطورة للتداول والإستهلاك، خاصة في عصر الصورة والأنترنيت وماباتت تفرضه العولمة أمم الثقافات المحلية الحية من تحديات ورهان .

وخلص المرابطي إلى أن الفعل الثقافي ، لم يعد ترفا أو محورا ثانويا، بل أصبح صناعة ذات نفع فكري واقتصادي وإجتماعي ، وهو ما جعل الجمعية حريصة وشركائها على ضمان استمرارية مهرجان الحوز وتمكينه من التوطين لدى الساكنة بالإقليم، وعلى مستوى خريطة المهرجانات الجهوية والوطنية .

وللإشارة، فإن فقرات الدورة السادسة لمهرجان الحوز تتضمن معارض تشكيلية من محتلف المدارس الفنية، وندوات فكرية وموائد مستديرة تواصلية حول “تاريخ العلاقات الثقافية بين المغرب وافريقيا جنوب الصحراء ” و”آثار جنوب الصحراء الكبرى في شمال إفريقيا” وورشات فنية وتكوينية حول  كتابة السيناريو، تستهدف الشباب والناشئة بالإقليم ، وتنظيم قافلة “بسمة الحوز” مجموعة من الورشات الفنية لخلق بيئة ثقافية وترفيهية لصالح أطفال الدواوير بذات الإقليم، وجداريات لونية على مستوى عدد من الشوارع والأنسجة الحضرية بتحناوت فضلا عن عروض سينمائية ، وتقديم أشرطة سينمائية للمخرج محمد اليونسي بفيلمه “الوشاح الأحمر” كما سيتم تكريم المخرج الفرنسي ذو الأصول الموريتانية، عبد الرحمن سيساكو ، بعرض أشرطته “باماكو” و “تمبكتو” و “أثناء انتظار السعادة”..

ومن المنتظر أن يشكل حضور العداء المغربي رشيد المرابطي من خلال فقرة “الحوز، رياضة ، طبيعة وتنمية” خفقة قلب المهرجان الرياضية، موازاة مع قيام الجمعية المنظمة للمهرجان بتنفيذ مشروع جديد يستهدف التعريف بالتراث الطبيعي، والتنوع المجالي لإقليم الحوز، عبر إحداث مسارات رياضية موضوعاتية واستكشافية.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.