أصل تسمية “عصور الظلمات” في أوروبا جيولوجي، وليس حضاري

هاسبريس :

مترجم عن مجلة Quaternary Science Reviews :

لم يستبعد خبراء في علوم البراكين، ومختصون في الجيولوجيا، في أن يكون ثوران بركان كارثي ساهم في انتشار الطاعون المميت، الذي أسفر عن مقتل نحو 50 مليون فرد في جميع أنحاء أوروبا خلال العصور الوسطى.

وتسبب ثوران البركان عام 536 ميلادي في إطلاق الكثير من الرماد والصخور، مما أدى إلى حجب أشعة الشمس فوق أكثر من ثلاثة أرباع مساحة القارة ، ليسفر عن انتشار المرض والمجاعة على نطاق واسع.

ومنذ فترة طويلة، أدرك العلماء أن بركان في إيسلندا كان مسؤولا “على الأرجح”في ذات السنة 536 ميلادي، عما وصفه علماء العصور الوسطى بــ”أسوأ عام في التاريخ”.

ولكن في دراسة جديدة، أكد خبراء آخرون أنهم حددوا موقع البركان الثاني، الذي ساهم في كارثة القرن السادس. وقالوا إن Ilopango في السلفادور، إحدى دول أمريكا الوسطى حاليا، ثار في وقت قريب من الكارثة العالمية.

وخلال عام 536 ميلادي، ألقت آلاف الأطنان من الرماد والغبار البركاني، بظلالها على أوروبا وبعض دول الشرق الأوسط ، خصوصا في شمال تركيا وأجزاء من جورجيا وأرمينيا وإيران في قارة آسيا.

كما أطلق ثوران بركاني هائل، ملايين الأطنان من الدخان في الغلاف الجوي في القرن السادس، حيث حُجبت الشمس ليلا ونهارا مدة 18 شهرا، ما تسبب في تساقط الثلوج في الصين وتدهور المحاصيل القارية، والجفاف الشديد والمجاعة والمرض في معظم أنحاء نصف الكرة الشمالي، بالمقابل أثارت موجات معتمة وقاتمة من الضباب في إيرلندا، مجاعة مميتة اجتاحت الأمة مدة 3 سنوات في نفس العصر.

وذكر ذات الباحثين في جامعة “كولورادو” بالولايات المتحدة، إن ثورانا بركانيا هائلا في عام 539 ميلادي، أدى إلى إطالة أمد معاناة البشرية ، حيث لازالت  كل الدلائل تشير إلى وقوع ثوران وصفوه بالجنوني ، بعدما إعتبر كأحد أقوى 10 انفجارات وقعت خلال 7 آلاف سنة خلت ما بين عامي 500 و545.

وأبرز الباحثون المذكورون ، أن هذا يتماشى مع انخفاض عالمي في درجة الحرارة، ما يشير إلى أن Ilopango إلى جانب الثورات البركانية الأخرى في ذلك القرن، كانت مسؤولة جزئيا، إذ أنتج النشاط البركاني المتدفق ملايين الأطنان من الرماد، الذي انتشر على مساحات شاسعة من العالم. ويؤدي حجب ضوء الشمس إلى توقف نمو المحاصيل، وحدوث المجاعة وانهيار الاقتصاد العالمي.

ولم تستبعد ذات الدراسات في أن يكون الجوع ونقص أشعة الشمس مسؤولين معا عن إصابة سكان أوروبا بعدوى الطاعون، كما أن الخراب الناجم عن الضباب قد يكون أدى إلى ظهور لقب “العصور المظلمة”، حيث يعتقد أستاذ جامعة هارفارد، مايكل ماكورميك، أن عام 536 ميلادي هو المرشح الأول لجائزة “أسوأ عام في التاريخ”.

 

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.