ملتقى العيون يؤكد أن من طنجة إلى الكويرة أرض للسلم و السلام

مـحـمـد الـقـنـور:
عــدسـة : بـلـعـيـد أعـــراب :

نظمت بمدينة العيون كل من جمعية الإخلاص للتنمية و التضامن و جمعية التكافل و التعاون الاجتماعي وجمعية الوحدة لأيادي الخير و جمعية رحاب النسائية للتنمية و التضامن الاجتماعي بتنسيق مع جمعية أبناء العرائش بالمهجر بمدريد و بمشاركة فرع العيون للمنتدى المغاربي للتعبئة الوطنية و الدولية للحكم الذاتي بالصحراء المغربية و جمعية أصدقاء العيون للتنمية و الأعمال الاجتماعية و جمعية الوفاق للتمنية الاجتماعية و فرع العيون المرصد المغربي لحقوق الإنسان مؤخرا ملتقى العيون للسلم و التسامح تحت شعار”المملكة المغربية من طنجة إلى الكويرة أرض السلم و السلام.. ومشعل محبة و وئام” .
وأستهلت فقرات فعاليات الملتقى باستقبال أعضاء القافلة العالمية للسلم و اللاعنف المنظمة من طرف جمعية أبناء العرائش بالمهجر بمدريد عند المدخل الشمالي لمدينة العيون ، قبل أن يتجه الجميع في موكب مميز وسط هتافات الترحيب والزغاريد من طرف نشطاء المجتمع المدني بمدينة العيون.
إلى ذلكــ ، ثمنت عكيدة عبة مديرة الملتقى ورئيسة جمعية الإخلاص و التنمية بالعيون فعاليات هذه التظاهرة ، في حين رحب محمد عالي أحسينة عضو اللجنة التنظيمية بأعضاء القافلة العالمية للسلم و اللاعنف، التي تشتمل على فعاليات جمعوية وحقوقية عالمية على غرار “خوسي مينيوس” رئيس جمعية تلاقح الثقافات بمدريد و “رفائيل ديلا روبيا “رئيس قافلة السلام عبر العالم و”سونيا بيني كراس باس” رئيسة فيدرالية عالم بدون حروب بدولة الإكوادور، منوها بمبادرتهم الإنسانية العالمية الرامية إلى نشر ثقافة السلم و اللاعنف، مشيدا بالأدوار الطلائعية التي تقوم به المملكة المغربية، بقيادة جلالة الملك محمد السادس ، من أجل توطيد السلم ونشرالسلام و ثقافة الحوار و الإخاء.

كما إستعرض أحسينة مختلف مجهودات جلالته من أجل فك النزاعات وإرساء التعاون المثمر بين الجميع، فضلا عن اهتمام جلالته بقضايا الهجرة و التغيرات المناخية و التصدي لكل اشكال الإرهاب، كقضايا باتت تفرض نفسها على الساحة الدولية، مقدما نماذج من ترافع جلالته عن قضايا القارة الإفريقية عبر ودعواته لبناء فكر تشاركي شمال جنوب ، وفق مقاربة منصفة و عادلة وفق منطق رابح – رابح بعيدا عن الوصاية المجحفة، و حرص جلالته على أن يكون المغرب منارة للدفاع عن حقوق الإنسان والسلامة البيئية والتنمية المستدامة من أجل أمن ورفاهية وإستقرار الأجيال القادمة.وإرتباطا بذات السياق، إستحضر أحسينة دورالمغفور له الملك الحسن الثاني مبدع معجزة الزمان المسيرة الخضراء رمز السلام ومحطة الحد الفاصل مع منطق الحرب والعنف،وجهوده الديبلوماسية والتنظيمية ومبادراته الفكرية في فك النزاعات الإقليمية والعالمية .

وتناول أحسينة المكانة التي يتميز بها المغرب كمنصة للعديد من الملتقيات القارية و العالمية ،والتي تهم قضايا التنمية والديمقراطية والسلام وحقوق الإنسان ، مستحضرا أهمية المبادرة المغربية للحكم الذاتي و تعاون المملكة المغربية المستمر مع الأمم المتحدة من أجل حل النزاع المفتعل بالصحراء المغربية، و إنهاء معاناة المحتجزين بتندوف الجزائرية ممن يتعرضون للإنتهاكات ويعيشون في ظروف لاإنسانية تحت رحمة مليشيات البوليساريو المُتحَكَّم فيها من طرف قادة الجيش الجزائري ، كرهائن قصد إبتزاز المجتمع الدولي و استجداء المساعدات الإنسانية التي لا تصل إليهم، بل يتم بيعها في أسواق مجاورة من طرف قيادة البوليساريو و المتحكمين فيها.

 

إلى ذلكـــ ، نوه أحسينة بمبادرة جلالة الملك محمد السادس إتجاه الجزائر الرامية إلى إنشاء آلية مشتركة للتشاور من أجل حل القضايا الخلافية و فتح الحدود لما فيه مصلحة الشعبين المغربي و الجزائري، كما تطرق إلى مختلف المكتسبات التي حقق المغرب في المجال الديمقراطي بتبني دستور 2011 و نهج الديمقراطية التشاركية و إنشاء المجلس الأعلى للمنافسة و المجلس الوطني لحقوق الإنسان و خاصة كل من اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان لجهة لعيون السمارة و اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة الداخلة أوسرد، بالإضافة إلى إقرار النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية الذي أشرف على إنطلاقته سنة 2015 صاحب الجلالة الملك محمد السادس .

هذا، وعرفت فعاليات ملتقى العيون للسلم و التسامح من خلال فقرات برنامجه ، تنظيم جولة بمدينة العيون ومدينة المرسى”ميناء العيون” حيث تم إستقبال الوفد من طرف السلطات المحلية و ممثلي المجلس البلدي للمرسى و أفراد من المجتمع المدني للمرسى، زار خلالها الوفد المعني مركز الثقافة الحسانية بالمدينة حيث أطلعت “دادا منت اخوالها” رئيسة المركز و إحدى منظمات هذا الملتقى الوفد على محتويات المعرض التراثية وقدمت شروحات حول دلالاتها التاريخية والحضارية، وتنظيم ندوة علمية حول السلم و السلام حول ” المغرب.. تجانس الثقافات و الأديان، صناعة للسلم والسلام”، تم تاطيرها من طرف كل من الأستاذ أحسينة و الفنان التشكيلي محمد الصياد ، وشارك فيها كل من الأساتذة والخبراء في مجالات التنمية والتواصل “خوسي مينيوس” رئيس جمعية تلاقح الثقافات بمدريد و”رفائيل ديلا روبيا” رئيس قافلة السلام عبر العالم و “سونيا بيني كراس باس” فيدرالية عالم بدون حروب بالإكوادور، تناولت مفهوم الأمن ومظاهر الإستقرار كحق من الحقوق الأساسية الفردية و الجماعية وأليات الدفاع عنها من خلال الهيئات الوطنية والدولية المختصة ، إذ في غيابهما تغيب كل الحقوق و يتخلى الأفراد عن كل شيء حتى اوطانهم ليجدوا أنفسهم لاجئين جماعيين او فرادى، كما إنصبت أشغال الندوة المذكورة على طرق تدعيم الديمقراطية التشاركية و تقويتها في مناطق النزاعات، وسبل تكريس الحقوق الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية التي لا تقل أهمية عن حقي الأمن و الإستقرار ومدى صونهما كمسؤولية دولية و أممية و الإنخراط في دعمه من طرف المنتظم الدوليمن خلال تكريس عوامل نشر السلم و السلام و اللاعنف و تشجيع حوار الأديان و الثقافات.
وأجمعت مختلف المداخلات أن زيارة قداسة البابا فرانسيس، يومي 30 و 31 مارس الفارط ، للمغرب تشكل تاكيدا لمكانة المغرب وتبرز تاريخه العريق بالتعامل الجيد و النظرة المتسامحة مع كافة الطوائف الدينية، و مما يؤكد ذلك الرسالة التي عبر تاريخه المديد، ورؤيته المتسامحة إتجاه معتنقي كل الديانات وكافة الطوائف الدينية، ومدى أهمية دور المغرب في دعم السلام و الإستقرار في العديد من البلدان التي تعرف نزاعات و تضحية دماء أبنائه من الجنود في بعثات حفظ السلام، وقوة التدبير الحكيم و العقلاني للمملكة المغربية مع الدول المجاورة في كل القضايا المشتركة والأزمات المغرضة التي يتم إفتعالها وتغليبه المستمر للغة الحوار و اللاعنف و استثمار مكانته الدولية في حل الخلافات أو عبر الآليات الدولية الأممية.

و خلال مداخلته سلط الاستاذ محمد عالي أحسينة الضوء على ما يتعرض له الصحراويين بمخيمات تندوف من تعامل لا أنساني ينضاف إلى ظروف الإحتجاز القسري في ظروف طبيعية صعبة و غياب أبسط الحقوق و قمع حرية التعبير مذكرا بقضية الخليل أحمد ابريه المختطف منذ إحدى عشر سنة بسجون الجزائر بتواطؤ مع قيادة البوليساريو و قضية محمود زيدان الناشط والمدون المعتقل بسجون البوليساريو الغير شرعية الذي كان يكتب عدة تدوينات ومقالات عن فساد قيادة البوليساريو، و قضية مولاي أبا بوزيد، عضو ” المبادرة الصحراوية للتغيير” والمعروف بانتقاده لقيادة جبهة البوليساريو على مواقع التواصل الاجتماعي، والناشط فاضل ابريكا، المنتمي بدوره إلى “المبادرة الصحراوية للتغيير” والناطق الرسمي باسم تنسيقية الكشف عن مصير الخليل أحمد..

و أشاد أحسينة بمناخ الامن و الإستقرار الذي تنعم به الاقاليم الجنوبية للمملكة المغربية و التطور التنموي الذي تشهده منذ استرجاعها، وشتى الجهود المتعلقة بدعم و تثمين الثقافة الحسانية و أنشاء قطب إعلامي عمومي يعني بالصحراويين و الثقافة الحسانية و دعم حقوق الإنسان بإنشاء لجنتين جهوييتين لحقوق الانسان و دعم الديمقراطية المحلية من خلال إنتخابات نزيهة يشارك فيها الصحراويون و يختارون من بينهم من يدبر شؤونهم، ليتوج كل هذا بالنموذج التنموي للاقاليم الجنوبية الذي أشرف على أنطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2015، والرامي إلى تعزيز مشاركة منتخبي الصحراء في كل القضايا التنموية القطاعية والمجالية التي تخص المنطقة، مؤكدا ان لا شراكة سياسية او إقتصادية إلا بإحترام الوحدة الترابية للمملكة المغربية، ومشددا على أن الصحراويين يناهضون مصادرة تنمية منطقتهم و الإستفادة من خيراتها بسبب أي توجه أو نزاع مفتعل أو أزمة مغرضة.

من جهته إنصيت مداخلة “خوسي مينيوس” على أهداف القافلة العالمية للسلم و اللاعنف، مشيدا باجواء الأستقبال التي عرفتها مسيرتهم في كل المدن المغربية التي زارتها ، ومعربا عن سعادته بثقافة التسامح التي يتمتع بها المغرب، حيث لم يخفِ إندهاشه بالدور الذي تقوم به المراة في المجتمع المدني مستشهدا بالجهود التنظيمية الفعالة لرئيسات الجمعيات المساهمات والمشاركات في تنظيم الملتقى العيون للسلم و التسامح، حيث دعا النساء الصحراويات إلى المزيد من النضال من أجل الحصول على المكانة التي يستحقونها في المجتمع المغربي، معتبرا أن الأهمية تكمن في تغيير العقليات داخل المجتمع و توجيهه نحو ثقافة المساواة والمناصفة والإعتراف بحقوق النساء ، إذ أن القوانين و حدها لا تكفي، ومثمنا ما وصفه بالقيادة النسائية للمجتمع المدني المغربي ، وتبوءِ المرأة لمناصب المسؤولية الرسمية.

في حين أشارت “سونيا بيني كراس باس” خلال مداخلتها إلى دور المجتمع المدني في نشر ثقافة السلم و السلام و اعتبرت أن السلام لا يصنع بمعزل عن الحقوق الإقتصادية و الاجتماعية و السياسية و أن البطالة و عدم تكافؤ الفرص و قمع الحرية و تبخيس الأبداع، تعتبر من اشكال العنف.

و‘رتباطا بذات السياق، أبرز”رفائيل ديلا روبيا” أن اهداف قافلة السلام العالمية، تسعى إلى توطيد مختلف الجهود المنصبة على العديد من القضايا الدولية الساخنة ، والمتعلقة بحظر التسلح النووي و حل الأزمات الدولية المتوثرة كأزمة الكوريتين و أزمة الهجرة من السالفادور إلى الهوندراس نتيجة الفقر و عنف العصابات، ومشكل كشمير الذي لازال مصدر توتر دائم بين الهند و الباكستان .
وخلص “ديلا روبيا” أن زيارته للعيون خلال القافلة العالمية للسلام تندرج في دعوة المجتمع الدولي من اجل حل النزاعات عبر الحوار و نبذ كل اشكال العنف و تقويض السلام.
هذا، وإختتمت أشغال الندوة بتوزيع شواهد تقديرية على المشاركين في الملتقى، قبل أن يرفع المنظمون و المشاركون برقية و إخلاص للسدة العالية بالله صاحب الجلالة الملك محمد السادس .

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.