المجلس الوطني للصحافة : الأسس و الآفاق، المرتكزات والأبعاد

هاسبريس :

يرتكز دور المجلس الوطني للصحافة على فلسفة التنظيم الذاتي لمهنة الصحافة، من خلال سعي مهنيات ومهنيي الصحافة والإعلام إلى تنظيم وتأهيل وتأطير مهنتهم على أسس ديمقراطية وبإستقلالية تامة، وفي إطار احترام تام لحرية الصحافة ولأخلاقياتها، مع استلهام التجربة والتراكمات الايجابية التي حققتها المهنة على الصعيدين الوطني والدولي.

وفي كلمة بالمناسبة،غداة  افتتاح مقر المجلس الوطني للصحافة بالرباط، وذلك بحضور رئيس الحكومة ومسؤولين حكوميين وسفراء وثلة من الشخصيات التي تنتمي لعالم الإعلام والثقافة، كان سعد الدين العثماني رئيس الحكومة،قد أكد أن تأسيس المجلس الوطني للصحافة يعد إضافة نوعية للمشهد الإعلامي بالمغرب،كمطلب للصحافة حتى يقوم الإعلاميون بجزء أساسي من تنظيم المهنة على مختلف مستوياتها، مبرزا أن الحاجة باتت ملحة لتنظيم مهنة الصحافة بالنظر لما يشهده العالم من فوضى في حركية المعلومات والأخبار الزائفة، ومشيرا إلى أن المهنيين الحقيقيين يسعون إلى تنظيم المهنة حتى يتم الفصل بين المهني الذي يشتغل وفق القانون والمساطر وفي احترام تام لأخلاقيات المهنة التي ينظمها القانون، وبين المتطفل عليها.

كما لفت العثماني الأنظار، إلى مساهمة الجسم الصحفي في إخراج المجلس الوطني للصحافة، الذي يعد من الأوارش العميقة والجذرية التي قامت بها المملكة، مشددا على أن “أخلاقيات المهنة هي بين أيدي المجلس ليقوم بما يلزم لتنظيم هذا القطاع”، ومعربا عن استعداد الحكومة للتعاون والتفاعل مع المجلس ومع الجسم الصحفي.

وبدوره، كان يونس مجاهد  رئيس المجلس الوطني للصحافة،قد أبرز أن المجلس الوطني للصحافة يختلف عن العديد من هيئات التنظيم الذاتي في عدد من بلدان العالم، حيث أن القانون خول له  صلاحيات كانت في يد السلطات العمومية، ويتعلق الأمر بمنح البطاقة المهنية، والتأديب وتأهيل قطاع الصحافة، كما منحه القانون حقه الاستشاري في القوانين والمراسيم المؤطرة للصحافة والنشر، وفيما يتعلق بصلاحيات اقتراحية في هذا المجال.

وأضاف مجاهد أن التحدي المطروح على المجلس الوطني للصحافة، يتمثل في قدرته على بلورة هذه المبادئ والمقتضيات والالتزامات في استراتيجية واضحة وواقعية، من خلال برامج عمل تتمحور حول قضايا تهم احترام أخلاقيات المهنة، معتبرا أن هذه الأخلاقيات تعد قضية محورية في صلاحيات المجلس، بل إنها من المقومات الرئيسية للتنظيم الذاتي، وعلى هذا الأساس خطا المجلس خطوة مهمة بمصادقته على ميثاق الأخلاقيات، الذي يتضمن مبادئ جامعة لآداب مهنة الصحافة وممارستها الفضلى.

واعتبر يونس مجاهد أن تحصين المهنة يتطلب تأطير الولوج إليها، بناءا على مقتضيات قانونية وأخلاقية وشروط علمية وتعاقدية، “ترتقي بها وتقطع الطريق على المتطفلين، خاصة في ظل الانتشار الواسع للتكنولوجيات الحديثة، التي سهلت على البعض محاولات اختراق مهنة الصحافة، دون التوفر على هذه المقتضيات والشروط”.

 

 

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.