مشروع قرار‎ ‎مغربي بـ”أبو ظبي” حول متابعة تنفيذ إعلان مراكش للوقاية من ‏الفساد

هاسبريس :

 

يشارك المغرب‎ ‎بوفد رفيع المستوى، يترأسه محمد بشير الراشدي رئيس الهيئة الوطنية ‏للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، في‎ ‎أشغال الدورة الثامنة لمؤتمر الدول الأطراف في ‏اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد،‎ ‎‏ الذي تحتضنه مدينة أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة ‏في الفترة ما بين ‏‎16‎‏ و ‏‎20‎‏ دجنبر‎2019 ‎‏.‏‎ ‎
وحسب بلاغ صحافي توصلت به “هاسبريس” من المشاركين المغاربة، فإن الوفد المغربي ‏خلال هذه الدورة يضم مسؤولين حكوميين وممثلين عن هيآت دستورية وممثلين عن المجتمع ‏المدني، إذ خلال كلمة المملكة المغربية أمام المشاركات والمشاركين في المؤتمر، جدد ‏الراشدي التزام المغرب وانخراطه في كل المبادرات الرامية لمكافحة الفساد‎.‎‏ وذكرّ بالنتائج ‏الهامة التي أسفرت عنها الدورة الرابعة لمؤتمر الدول الأطراف الذي احتضنه المغرب في ‏‏2011، والذي تُوِّج ب”إعلان مراكش” الذي تضمن توصيات قوية دعت إلى اتخاذ كافة ‏التدابير التي من شأنها تعزيز الوقاية من الفساد.‏
هذا، وبعد أن استعرض الآثار الوخيمة للفساد التي حدد عددا منها في المس بقواعد ‏الديمقراطية، وفي تقويض سيادة القانون، وفي الحد من الولوج للموارد والتوزيع العادل ‏للثروات، عدَّدَ السيد الراشدي أوجه التقدم الذي أحرزه المغرب في تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة ‏لمكافحة الفساد خاصة في المجالين التشريعي والمؤسساتي وأيضا في مجال التفاعل مع آلية ‏استعراض التنفيذ‎.‎‏ ‏


من جانب آخر، ذكّر الراشدي بالمكتسبات التي كرسها دستور 2011 ومنها تعزيز مبدأ فصل ‏السلط، الذي تُوج باستقلالية رئاسة النيابة العامة، وإحداث هيآت للحكامة من بينها الهيئة ‏الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، باعتبارها هيئة مستقلة، مع توسيع ‏اختصاصاتها على مستوى الاقتراح والإشراف والتنسيق وضمان تتبع التنفيذ في مجال ‏التوعية والوقاية ومحاربة الفساد، وتعزيز مهامها في مجال التحري والتتبع وتلقي ومعالجة ‏الشكايات والتبليغات والتصدي التلقائي بشأن ملفات الفساد وإحالتها على سلطة المتابعة ‏التأديبية أو الجنائية، مشيرا إلى اعتماد المغرب لاستراتيجية وطنية لمكافحة الفساد متكاملة ‏الأبعاد، ترتكز في مقاربتها على الوقاية والزجر والتربية والتواصل، مكنت من القيام ‏بمجموعة من الإصلاحات بهدف تسهيل الولوج إلى الخدمات العمومية وتبسيط المساطر ‏ونشرها ورقمتنها، وتكريس الشفافية والتنافسية في الطلبيات العمومية، والشروع في مراجعة ‏أنظمة التصريح بالممتلكات، وتقوية آليات تدخل السلطات المختصة وتشجيع المواطنين على ‏الإبلاغ عن جرائم الفساد.‏
وبعد التأكيد على أن التقدم الذي تم إحرازه عالميا في ما يتعلق بتنفيذ الاتفاقية الأممية، لم ‏يمكِّن من بلوغ هدف مكافحة الفساد إلا بشكل جزئي، دعا الراشدي إلى جعل الدورة ‏الاستثنائية للجمعية العامة بشأن مكافحة الفساد المزمع عقدها سنة 2021، مناسبة لتحقيق نقلة ‏نوعية في هذا الملف من خلال اعتماد إعلان سياسي متوازن وصارم وعملي ومتوافق عليه، ‏يهدف إلى تجديد تأكيد التزام المجتمع الدولي الذي لا رجعة فيه، بالوقاية ومكافحة ظاهرة ‏الفساد من خلال الجمعية العامة كمحفل عالمي؛ وإلى إرساء‎ ‎مرصد دولي لتطوير آليات ‏تعميق المعرفة الموضوعية بمظاهر الفساد وتبعاتها، وإرساء مؤشرات أكثر دقة لقياس ‏الفساد ولتتبع وضعه، وتقييم فعالية وتأثير السياسات العمومية ذات الصلة. كما سيناط كذلك ‏بهذا المرصد جمع المعلومات المتوفرة حول المبادرات والممارسات الفضلى في مجال ‏الوقاية من الفساد.‏
وخلص الراشدي، إلى التشديد على دعم مشروع قرار حول متابعة تنفيذ إعلان مراكش الذي ‏سيتقدم به المغرب إلى المشاركين في الدورة الحالية، والذي يمثل تجديدا للإجماع الدولي ‏حول الوقاية من الفساد كركيزة أساسية لهندسة الاتفاقية الأممية.‏

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.