“هاسبريس” تنشر صور حصرية عن تقبل عائلة الزعيم الراحل أمحمد بوستة للعزاء بمراكش

هاسبريس :

عدسة : محمـد أيت يحي  : ‏

كان المهندس المعماري أحمد خليل بوستة، نجل الزعيم الراحل أمحمد بوستة ، بالإضافة إلى شقيقته إلهام بوستة وأفراد من العائلة من أوائل متقبلي العزاء على إثر خبر نعي الزعيم من مختلف الفعاليات السياسية والإقتصادية والثقافية ، وأطر ومناضلات ومناضلي حزب الإستقلال ،بالإضافة إلى من عايش مسارات الفقيد عن قرب وعلى كثب من الحرفيين والمزارعين والصناع التقليديين ومريدي الزوايا الصوفية وأبناء الحارات العريقة بمدينة الرجال السبعة ، وجيران الفقيد بحي قاعة بن ناهيض وزاوية لحضر وحي سيدي إسحاق والباروديين وأسوال ممن حجوا إلى بيت الفقيد بحي الطالعة في مراكش المدينة لتقديم العزاء بمجرد شيوع النعي  .

وحسب ما كانت قد أعلنته مصادر متطابقة ، ومقربة من الراحل أمحمد بوستة الزعيم الإستقلالي الذي وافته المنية الجمعة 17 فبراير 2017  بإحدى مصحات الرباط، أن هذا الأخير فضلا عن سيرته السياسية والنضالية المتعددة الواجهات ،وعن معارفة القانونية والفكرية والفلسفية المتنوعة، ودراساته المبكرة بجامعة السوربون في باريس بفرنسا ، وإطلاعه على أصول الشريعة الإسلامية ومختلف القوانين الدولية، وإلمامه العميق باللغتين العربية والفرنسية فقد كان الزعيم أمحمد بوستة رجلا من رجالات مراكش الأبرار، العارفين بحقوق الله وعباده، وكانت له علاقات إنسانية مع العديد من الحرفيين والمزارعين وأبناء مراكش من الممارسين لأنواع التجارات والصنائع، وقد فضل البقاء في منزله بحي الطالعة، على بعد خطوات من جامعة إبن يوسف ومزارات الأقطاب الصوفيين من أمثال الولية الصالحة للا عزونة، والولي الصالح سيدي إسحاق وسيدي عرجان، المعروف بكتب التصوف تحت إسم أبو الرجال، وتاريخيا بإبي برجان.


وعلمت “هاسبريس” أن المقربين من الزعيم امحمد بوستة كانوا يعرفون انه قد اختار قبره بضريح القطب الصوفي إبن العريف ، ابو العباس احمد بن عطاء الله الصنهاجي ، وشيخ المتصوف الشهير محي الدين بن عربي ، صاحب مؤلَف “الفتوحات المكية” فقد أوصى الراحل الزعيم أمحمد بوستة بدفن جثمانه بالجامع القديم ، بحي الحدادين وسط مراكش في روض القاضي عياض. و هو أقرب المسالك إلى الدار التي يقطن بها والمعروفة بـــ ” العرصة” او رياض بوستة بالقرب من مسجد بن يوسف و مؤسسة متحف مراكش، التي كانت تعرف بدار المنبهي، وزير الحربية على عهد السلطان مولاي عبد العزيز .

وأوردت ذات المصادر، أن لوصية الراحل أمحمد بوستة أعمق الدلالات الربانية والوطنية
فابن العريف القادم من مدينة الميرية الأندلسية لرحاب مراكش كان من رجال التصوف ، والعلم اللدني ، و اشتهر بكونه قد جمع الى جانب العطاء العلمي ما بين الزهد و عمل الخير ؛و النضال من اجل الشرعية والسلم الإجتماعي والقيم الإنسانية المؤسسة على الكرامة والثقة والطهرانية، والتي آمن بها و ادى ضريبة الدفاع عليها بحياته ؛حيث توفي مقتولا…
وقد ظل رياض الراحل الزعيم بوستة طيلة نعي وفاته فقد كان بمثابة زاوية اد كان محجا لمن يريدون حفظ القرآن الكريم و دليل الخيرات للامام الجازولي من الطلبة وأبناء القبائل المجاورة لمراكش في زمران والسراغنة وشيشاوة ومسفيوة والرحامنة وفطواكة وكندافة وغيغاية وغيرها ، ومقصدا للعديد من الصناع و الحرفيين التقليديين …

 

وأشارت ذات المصادر ، أن بدار الفقيد أمحمد بوستة كانت تقام احتفالات المولد النبوي كل سنة إلى عهد الحاج امحمد رحمه الله؛حيث كان يقصدها كل اهل مراكش دون استثناء.
إلى ذلكــ ، فقد عاش زاهدا مناضلا من أجل القيم الإنسانية و الوطنية التي آمن بها لم تغريه المناصب ولا المكاسب، ولا مقاعد الوزرات التي كان على رأسها ولا شهرة العمل الديبلوماسي في زمن الحرب الباردة بين المعسكر الغربي والمعسكر الشرقي، فقد عاش الزعيم أمحمد بوستة أستاذا متواضعا ، ومناضلا مترفعا عن ما يحني هامات الأعلام من أمثاله ؛وظل سياسيا حكيما جاهرا بالحق دون مواربة، ومن غير تزلف.

هذا، وشيع المئات قبل قليل من ظهر يومه الاحد 19 فبراير جثمان الراحل أمحمد بوستة القيادي الاستقلالي الى مثواه الاخير في جنازة مهيبة بحضور ولي العهد الامير مولاي الحسن والامير مولاي رشيد .

حيث شارك في تشييع جنازة الراحل العشرات من الشخصيات الكبيرة في مقدمتها رئيس الحكونة غبد الاله بنكيران وعدد من الوزراء والقياديين والشخصيات المدنية والعسكرية الرفيعة المستوى ، في جنازة مهيبة الى مثواه الاخير بزاوية سيدي بلعريف المذكورة بعد اداء صلاة الجنازة على روجه بمسجد بن يوسف العتيق، بحضور الجنرال حسني بنسلميان، وزير الداخلية محمد حصاد، والوزير المنتدب في الداخلية الشرقي الضريس، وادريس جطو رئيس المجلس الاعلى للحسابات، ومجموعة من القياديين الاستقلاليين على رأسهم حميد شباط ومحمد الوفا وعباس الفاسي ومحمد الخليفة، فضلا عن قياديين بمختلف الاحزاب من بينهم محمد العنصر الامين العام للحركة الشعبية، والياس العماري الامين العام لحزب الاصالة والمعاصرة ، وعزيز الرباح القيادي بحزب العدالة والتنمية، ومحمد ساجد الامين العام لحزب لاتحاد الدستوري، فضلا عن مجموعة كبيرة من الشخصيات السياسية والقيادية الاخرى.

كما حضر الى جانب الشخصيات المذكورة كل من عبد الفتاج البجيوي عامل عمالة مراكش والي جهة مراكش آسفي  و محمد العربي بلقايد رئيس المجلس الجماعي لمراكش ، والعمدة السابقة فاطمة الزهراء المنصوري، والعمدة الأسبق عمر الجازولي، والقيادي الاستقلالي عبد اللطيف ابدوح، والقيادية الإستقلالية مليكة العاصمي والبرلمانية الإستقلالية سعيدة أيت بوعلي والعديد من المثقفين والمفكرين والفنانين والحقوقيين المغاربة .

رحم الله الفقيد الأستاذ أمحمد بوستة ، وأسكنه فسيح جنته، وحشره في مغفرته الواسعة،الفيحاء وأن يبعثه اللهم ‏أحسن مقام مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولائك رفيقا ويلهم ‏ذويها الصبر والسلوان .‏

ولله ما أعطى ولله ما أخـــذ، وإنا لله وإنا إليه راجعون.‏

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.