من القمة نحو القاع: قصة رجل أعمال جزائري أصبح متشرداً في شوارع ليون

هاسبريس :

بين عشية وضحاها، انقلبت أحوال رمضان روابح المهاجر المسن الجزائري في فرنسا، البالغ من العمر 71 سنة، من رجل أعمال ثري إلى متشرد آفاق في شوارع مدينة ليون، باحثاً عمّن يعطف عليه من أجل الحصول على تذكرة عودة إلى الجزائر وطنه الأم.

وحسب تقارير إعلامية فرنسية، فإن روابح أدار الزمان عنه وجهه، وصار في الشارع بعد أن خسر كل ثروته، كما خسر الدفء العائلي بسبب طلاقه لزوجته، ليقضي لياليه في محطة المواصلات العامة بليون.

ووفق التقارير الإجتماعية الفرنسية ، فإن الجميع تخلّى عنه في محنته بدءا من أسرته، وأقاربه، ووصولا إلى الجميع ممن باتوا لا يردون حتى على الهاتف أثناء مهاتفته لهم، حتى إنه حاول الاستنجاد بالسلطات الفرنسية من أجل إنهاء محنته، لكن الجميع سد في وجهه الأبواب.

ويضيف روابح أنه وجد نفسه وحيداً في هذا العمر المتقدم، وأنه في مواجهة الصقيع وآفات الشوارع، خاصة في فصل الشتاء، حيث برودة الطقس وتساقط الثلوج، حيث بات لا يريد شيئاً، سوى تذكرة طائرة فقط للعودة إلى الجزائر من أجل الموت هناكــ ، في حين لم تذكر التقارير أية تفاصيل حول أسباب وحيثيات إفلاس روابح، وحول فيما إذا كانت أسرته وزوجته تخلّت عنه عقب تدهور أحواله المادية.

وكانت منظمة «أطباء بلا حدود» قد أصدرت أخيراً تقريراً عن أوضاع المهاجرين النفسية في إحدى الدول الأوروبية، وعن الظروف المعيشية الصعبة التي يمرون بها، وما يرزحون تحت وطأته من حالات القلق الدائم والإحباط التي باتت ملازمة لهم، وحول خيبتهم من الاستقبال الذي حظوا به في أوروبا، مما دفع معظمهم إلى التفكير في الذهاب إلى بريطانيا، معتقدين أن سوق العمل متاحة، والمساعدات الإنسانية أوفر، وأنها تتمتع بنظام لجوء أكثر عدلاً.

ووفقاً لشهادات معظم المهاجرين التي جاءت في التقرير، فإن أوروبا، التي حلم بها المهاجرون، ليست أوروبا التي وجدوها على أرض الواقع. وكانت المنظمة الدولية قد جمعت تلك الشهادات خلال يوليو 2018 في محيط حديقة ماكسيميليان العامة في بروكسل ومحطة قطارات الشمال، فضلاً عن بيانات جمعها فريق المنظمة العامل في عيادة الأمراض النفسية الموجودة ضمن مقر «مجموعة العمل الإنساني».

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.