طرح عالم مصريات تساؤلات عدة حول كل ما جاء في كتب التاريخ عن الهرم الأكبر في الجيزة، بمصر، الذي يعتبر من أقدم وأكبر الأهرامات الثلاثة الضخمة، التي ما تزال قائمة حتى اليوم، وكأحد أشهر الهياكل في العالم. وذلكــ بعد تحقيق اكتشاف مثير في غرفة الملكة.
ويتفق العديد من علماء المصريات على أن الهرم بُني سنة 2560 قبل الميلاد،على مدار 20 عاما،فيما يُعرف باسم الأسرة الرابعة للمملكة القديمة .
غير أن المؤرخ ماثيو سيبسون، أكد أن “الهرم الأكبر” كان أصغر بكثير عندما بُني لأول مرة، وجُدّد زمن الأسرة الثامنة عشرة أو السادسة والعشرين.وجاء تأكيد “سيبسون” بعد اكتشاف العديد من الحالات الشاذة.
وأوضح “سيبسون” أن الجيزة خضعت لأعمال إعادة بناء هائلة في كل من الأسرة الثامنة عشرة والسادسة والعشرين، وأن مجرد إلقاء نظرة على العمل المنجز في تمثال أبو الهول العظيم، يفيد أن الهرم الأكبر وُسّع في تاريخ الأسرة الحاكمة اللاحقة، حيث على عكس تمثال أبو الهول، لا يظهر هرم “خوفو” الأكبر علامات شديدة على التجوية، مشيرا إلى أن الفرعون خوفو، كان يُعبد لأكثر من ألفي عام بعد وفاته، مما يعني أن المصريين القدماء ربما كانوا قد أُلهموا لإعادة بناء موقع راحته الأخيرة.
وتساءل “سيبسون” : “لماذا لم تُصوّر الأهرامات في أي شكل فني قبل الأسرة الثامنة عشرة؟ لماذا المراجع القديمة إما غير موجودة أو خفية للغاية؟، ربما ذلك لأنه خلال عصر المملكة القديمة كانت هذه الهياكل في مرحلة مبكرة وأصغر وأقل أهمية، ولم تكن خاصة أو فريدة من نوعها، رغم كونه جزم أنه لا يمكن التقليل من حجم العمل المنجز للمواقع الأثرية في الشرق الأوسط والمملكة الجديدة، مضيفا أن اسم خوفو الذي نُقش على الحجر، لا يعني أنه كان يجب القيام بذلك خلال فترة حكمه، فربما يكون قد بُني في وقت متأخر من التاريخ تكريما للفرعون خوفو .
ويعتقد الباحث سيبسون أن لديه بعض الأدلة القوية لدعم مزاعمه، وهي تأتي من غرفة الملكة، الواقعة في الجزء السفلي من الهرم الأكبر، حيث تبدو غرفة الملكة ضخمة بشكل لا يصدق، متسائلا لماذا توجد غرفة دفن ثانوية؟ ولماذا لا يكون لها أرضية أصلية وأين التابوت؟ ثم لماذا أغلق ما يسمى منافذ الهواء من الداخل؟ ولماذا لم تمتد إلى خارج الهرم؟.
وإفترض “سيبسون” أن غرفة الملكة كانت جزءا من الهيكل الأصغر، الذي وُسّع ليصبح الهرم الأكبر. مع العلم أن هناك العديد من التجاويف المملوءة بالرمل في جميع أنحاء غرفة الملكة، والتي ربما كانت تستخدم لسد الثغرات لإنشاء هيكل أكثر صلابة”.
وأظهر سيبسون في مقطع الفيديو الخاص به سبب اعتقاده، أن أجزاء من غرفة الملكة أُزيلت لتصميم غرفة الملك في وقت لاحق، ومع ذلك، في الوقت الراهن، إنها مجرد نظرية، وأقل ما يقال إنها من النظريات المثيرة للجدل.