مكتب المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بمراكش ينظم قافلة طبية متعددة التخصصات إهتماما بصحة الكفيف
محـمـد القـــنــور:
عــــدســــة : يــــوسف تــاشـفـيـن :
تحت شعار “إهتماما بصحة الكفيف وتأكيدا على تكافؤ الفرص للولوج إلى الخدمات الإستشفائية” نظم فرع مراكش للمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين وضعاف البصر بالمغرب، بشراكة مع المديرية الجهوية للصحة بجهة مراكش آسفي، صبيحة الثلاثاء 11 فبراير الجاري قافلة طبية متعددة التخصصات بمعهد أبي العباس السبتي للمكفوفين بمراكش، لفائدة مايناهز 120 تلميذة وتلميذ وبعض أساتذة وأطر ومستخدمي وعمال المعهد ، فضلا عن مايقارب 40 من المكفوفات والمكفوفين المسنين المنضوين في تعاونية النجاح، بباب الخميس في ذات المدينة، والتابعة للمنظمة المعنية، وبحضور العديد من الأطر الطبية المختصة ، وطاقم تمريضي ومسعفين من منظمة الهلال الأحمر، وأعضاء مكتب جمعية أمهات وأباء وأولياء تلاميذ المعهد وممثلين عن سائل الإعلام الوطنية البصرية والسمعية والورقية والإليكترونية.
هذا، وإندرجت القافلة الطبية في إطار البرنامج الإجتماعي والثقافي التواصلي لمكتب فرع مراكش للمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين ، وتفعيلا للمبادئ العامة للثقافة التكافلية والتضامن مع المكفوف الذي طبع مسار المنظمة تحت رئاسة سمو الأميرة للالمياء الصلح، حيث شملت القافلة الطبية تشخيص أمراض العين وأمراض الفم والأسنان ، وتحديد مختلف مشاكل البصرلدى التلميذات والتلاميذ من المكفوفين وضعاف البصر، فضلا عن التشخيص المتعلق بعجز العين، والحول، ومرض شبكة العين بالنسبة لضعاف البصر، وإجراء فحوصات لمرضى السكري من المستفدين، وتوزيع للأدوية الأساسية على ذوي الحالات المستعجلة .
وفي هذا الإطار صرحت الدكتورة لطيفة بلالي رئيسة فرع مراكش للمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين وضعاف البصر بالمغرب، والمشرفة على فعاليات القافلة الطبية التي إستمرت طيلة اليوم المذكور، والتي شملت طب العيون وطب الفم والأسنان وطب الأمراض الجلدية ،ومختلف الأمراض التي يعرفها الكفيف بحكم إعاقته وتفاعله مع المحيط الخارجي.
كما ثمنت بلالي جهود كل من إدارة معهد أبي العباس السبتي للمكفوفين التأطيرية والتنظيمية ، والمديرية الجهوية للصحة بجهة مراكش آسفي، ومدى تفاعلها مع مكتب فرع المنظمة، ضمن تواصل وصفته بالبناء والمتناسق ، قصد تقليص الفوارق الإستشفائية بين مختلف الفئات الإجتماعية ، والإهتمام بتقريب وسائل العلاج من المكفوفات والمكفوفين من مختلف الأعمار، وتعميم التغطية الصحية ضد المرض لجميع المواطنات والمواطنين ،في سياق اعتماد توسيع التدبير الجهوي وللامركزي، كمحرك أساسي لقطاع الصحة.
وخلصت بلالي أن الإعاقة ليست فى فقدان البصر أو في ضعفه، بل أن الإعاقة الحقيقية تكمن فى افتقاد الأمل والهدف، وغياب الرعاية والتواصل مشيرة إلى أن معهد أبي العباس السبتي في مراكش يتضمن تلميذات نجيبات وتلاميذ نجباء من الناشئة ، مثابرون دراسيا،ومنضبطين تربويا، ومبدعات ومبدعين ، ممن استطاعوا أن يتغلبوا على إعاقتهم، وأن يخرجوا من انعزالهم عن الآخرين، فضلا عن النماذج التي يقدمها أعضاء تعاونية النجاح كنماذج مستبصرة ومساهمة في الدينامية المجتمعية المحلية بمراكش.
وأشارت بلالي أن التاريخ المغربي عبر العصور والقرون حافل بالنماذج المتميزة الخاصة من المكفوفات والمكفوفين ممن تغلبوا على إعاقاتهم، وأصروا على العطاء، وأثروا فى الفكر والعلم والثقافة والإعلام ومختلف الفنون والصنائع، إذ رغم فقدانهم لبصرهم، – حسب تعبيرها – إلا أنهم تفوقوا بنور “البصيرة”، الذي يحدوه دافع العزيمة والوطنية والتربية الحسنة وحب التعلم والسعي من أجل المعرفة والتنمية .
من جهته، أبرز الإستاذ إدريس إعسكالن، أمين مال فرع مراكش للمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين وضعاف البصر بالمغرب، أن القافلة الطبية المعنية هدفت إلى تقديم الخدمة التشخيصية والعلاجية للمكفوفين والمكفوفات من الناشئة داخل المعهد، ولكل الأفراد المرتبطين بالمنظمة قصد المساهمة في مهمة علاج هذه الفئة نظرا لخصوصياتها وسعيا في الحفاظ على صحتها عبر إيفاد الأطر الطبية المختصة، وإعمال التشخيص و العلاج .
كما شدد إعسكالن على أن تنظيم هذه القافلة الطبية لفائدة المكفوفين وضعاف البصر من طرف مكتب فرع مراكش للمنظمة، جاءت ضمن برنامجه السنوي، وأنها تحمل في طياتها دلالات تربوية ، مشيرا أن البرنامج السنوي للمكتب يستهدف ضمن محاوره تثمين التحصيل الدراسي والتربوي لــ “نجوم العطاء” في أوساط الناشئة بمعهد أبي العباس السبتي للمكفوفين في مراكش، وتأهيل قدراتهم التعليمية والتربوية والإبداعية الفكرية والفنية والرياضية، وتتبع مسارهم الدراسي ووضعهم الإجتماعي والتربوي والنفسي بتنسيق مع إدارة المعهد ، ومسايرة تصميمهم وقدرتهم في تحدي الإعاقة، وتنمية روح المنافسة لديهم، وعمل كل من المكتب والإدارة على إظهار كل الإمكانات المتاحة لدى المكفوفين، وتأطيرهم في أن يحيوا حياة طبيعية، ومساوية لحياة أقرانهم من غير المكفوفين، وعلى أن يكون لهم دور فى تشكيل وتطوير المحيط الداخلي والخارجي تربويا وفكريا واجتماعيا وفنيا.