أطلق جلالة الملك محمد السادس، اليوم الاثنين2 مارس الحالي بساحة الرصيف بالمدينة العتيقة لفاس، برنامج تثمين الأنشطة الاقتصادية وتحسين الإطار المعيشي للمدينة العتيقة لفاس (2020-2024)، وهو برنامج من الجيل الجديد يروم الحفاظ على الصنائع الحرفية والمهن التقليدية والعمل على ضمان إستمراريتها،وتأهيلها قصد توطين استدامتها والنهوض بظروف عيش المواطنين.
ويترجم هذا البرنامج، الذي يكلف غلافا ماليا لاستثمارات بقيمة 670 مليون درهم، العناية السامية للملك محمد السادس التي ما فتئ يوليها جلالته للمدن العتيقة بمختلف مدن المملكة، من أجل تعزيز جاذبيتها السياحية والثقافية، والنهوض بموروثها الحضاري والبشري والمحافظة على مكانتها كفضاء للعيش والعمل، وكوسيلة ناجعة لخلق الثروات وتطوير الاقتصاد الاجتماعي، كما يكشف عن الإرادة الراسخة للملك في المحافظة على الطابع المعماري والتاريخي للمدينة العتيقة لفاس، والنهوض بإشعاع هذه الحاضرة الألفية، التي تم تصنيفها سنة 1981 تراثا عالميا إنسانيا من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو).
كما تجدر الإشارة، أن هذا البرنامج الجديد الذي يهم أكثر من 1197 موقعا، يروم ترميم وإعادة تأهيل الموروث التاريخي للمدينة العتيقة لفاس من خلال 4 مواقع بـ13,50 مليون درهم ، فضلا على تطوير المرافق الاجتماعية للقرب في 171 موقع بـ263,45 مليون درهم ، ومعالجة المباني الآيلة للسقوط على مسار 980 موقع بـتكلفة مالية قدرها 200 مليون درهم ، وإعادة الاعتبار والتحديث الحضري لـــ 9 مواقع بـ105,55 مليون درهم ، وتعزيز الجاذبية السياحية والاقتصادية للعاصمة العلمية للمملكة من خلال 33 موقع بـ87,5 مليون درهم ،.
إثر ذلك، ترأس الملك حفل توقيع اتفاقية الشراكة والتمويل المتعلقة ببرنامج تثمين الأنشطة الاقتصادية وتحسين الإطار المعيشي بالمدينة العتيقة لفاس (2020-2024)، حيث وقع الاتفاقية عبد الوافي لفتيت وزير الداخلية، وأحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، وسعيد أمزازي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، ونزهة بوشاربوزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والسكنى وسياسة المدينة، كما وقعت ذات الإتفاقية نادية فتاح العلوي، وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي والحسن عبيابة وزير الثقافة والشباب والرياضة ، الناطق الرسمي باسم الحكومة، وسعيد زنيبر والي جهة فاس مكناس عامل عمالة فاس، وامحند لعنصر رئيس مجلس جهة فاس مكناس، وفؤاد السرغيني المدير العام لوكالة التنمية ورد الاعتبار لمدينة فاس.
وعقب ذلك، قام الملك زيارة ورش ترميم “فندق” الخراشفيين، وهو مشروع يندرج في إطار البرنامج التكميلي لتثمين المدينة العتيقة لفاس (2018-2023)، الذي تم توقيع اتفاقية تمويله تحت رئاسة الملك في 14 ماي 2018 بالرباط.
وإرتباطا، بذات السياق، يروم مشروع ترميم فندق الخراشفيين الذي تبلغ كلفته الإجمالية 6 ملايين درهم، بعد الانتهاء من أشغاله، المساهمة في المحافظة على الموروث التاريخي، والنهوض بالمهن التقليدية داخل الفنادق، وتحسين ظروف عمل الحرفيين، في حين يهم البرنامج التكميلي لتثمين المدينة العتيقة لفاس (583 مليون درهم)، الذي يشمل مشروع ترميم فندق الخراشفيين، ترميم 11 معلمة وموقعا تاريخيا، و10 أماكن للعبادة (مساجد، وكتاتيب قرآنية)، و40 مكانا للاستجمام (حمامات، وسقايات، ومرافق صحية)، وإعادة تأهيل 39 موقعا للصناعة التقليدية والتجارة التقليدية، وتحسين المشهد الحضري والإطار المبني عبر 17 موقعا ، و تأهيل دار المكينة.