ردا على منابر التجهيل وشرادم التيئيس حسب ما أسمته أكثر من جهة فقهية، من دعاة الفتنة وصناع الخلاف، والمختبئين تحت التفاصيل مثل الشياطين، ممن يتأهبون كل الفرص والغفلة قصد الخروج عن طاعة صاحب الإمامة العظمى، ولي الأمر، برزت رسالة الشيخ عمر القزابري للمواطنين في مراكش المدينة التي عرفت مسقط رأسه، ومن خلالها لكل المغاربة بالوطن، متميزة بروح الوسطية ، وسماحة الإعتدال ،وإعلاء صوت الحق، الذي يعلو ولا يعلى عليه، على الطريقة المعهودة لفقهاء المغرب ممن عبروا كل القرون بفكرهم الثاقب ودفاعهم عن فضائل الأمة المغربية الفضيلة. هذا، وتميزت رسالة الشيخ القزابري، إمام مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، بقوة الحجة، وسلاسة الأسلوب، وتدقيق العبارة وعمق التعقل، مما حول الرسالة المذكورة إلى باقة رياحين وورود تنثر العزم وتتدفق بالأمل ، والثقة في المستقبل، مفتتحة بأبراز نعمة الله تعالى في لطفه بعباده، وإعلاء إسمه جل في علاه، والصلاة على رسوله وصفيه وعلى آله وصحبه أجمعين. وعلى خلفية ماعرفته العديد من فضاءات التسوق ومحلات بيع المواد الغذائية بأكبر مدن المملكة، من حمى شراء مسعورة، على خلفية الخوف من نقصانها او إنقضائها ، في ظل تفشي وباء “كورونا المستجد الذي يضرب معظم بلدان العالم، إعتبر الشيخ القزابري هذه الحمى الإستهلاكية، مظهرا من مظاهر العيب ، التي لاتليق بأمة تمثل العقيدة فيها أساس الدين ، وإنتقد ما أسماه في رسالته المذكورة بالتهافت الغريب على الأطعمة والأشربة، من قبل البعض وكأن الناس في مجاعة وتخزين المواد الغذائية بهذه الصورة المسعورة التي لا يتضرر منها إلا الفقير والمعوز، والتي تسيء لصورة الوطن وحضارة الوطن . وإستضاءة بالحديث الشريف “بشروا ولا تنفروا،ويسروا ولا تعسروا” نبه القزابري اليائسين إلى أهمية السكينة وقوة تدبير الحال ومعرفة المآل، والنظر إلى حال الضعفاء والمحتاجين وعدم نشر الإشاعات، مذكرا أن من أخاف الناس أو أحزنهم فقد عارض مراد الله..ومراد رسوله “ص” فثقافة نشر الأمل، وبث السكينة، هي ثقافة نبوية..مثلها بحاله صلى الله عليه وسلم، ودعا إليها بمقاله. وناشد القزابري المتسابقين المستحوذين على شراء بضائع رفوف المتاجر الكبرى،على أن” يهدأوا..ويسكنوا..ويرفقوا ببعضهم البعض، بعيدا عن الهم والخوف القاتلان للروح، وعن مايدر طعم الرماد في حلوق الناس. في ذات السياق، شدد القزابري على عدم تحويل وباء “كورونا المستجد” من مفهومه العلمي إلى صيغة ذات خلفية غنوصية، تقوم على توصيفه بالعقاب من طرف الموهومين والغنوصيين، والتقول على الله بغير علم، واستغلال نازلة “كورونا ” لتصفية حسابات سياسوية ممجوجة، وإظهار دعوات مرذولة، يرفضها الشرع، وتمجها الفطرة السليمة، خصوصا وأن الله تعالى، لايعبد عن جهل، فالله عز وجل لم يخبر أحدا، منذ إنقطاع خبر السماء مع وفاة محمد عليه أفضل الصلوات والتسليم، وإنما “كورونا” وغير “كورونا” هي من أمور الله، يصرفها كيف يشاء، ومتى يشاء بحكمته..وإرادته ورحمته التي وسعت كل شيء. وخلص القزابري إلى أن المغرب، دولة مؤسسات قانونية وفقهية وإستشارية وتدبيرية وإستشفائية علمية، كما تتوفر على جهات مهنية مختصة بنشر الأخبار وإذاعة الحقائق والمعطيات والأرقام والأسباب والنتائج، وليس بعثرة الخزعبلات، والترهات والمهاترات وأضغاث الأحلام، مشيرا أنه لا داعي لهؤلاء أن يزكوا أنفسهم كممثلين عن عدل الله ، وأوصياء على إحسانه، ولا داعي لتزكية النفس من طرف هؤلاء، ولاداعي لكيل الإتهامات للآخرين، والمبالغة في إساءة الأدب مع الله ومع عباد الله ، فلو لو أراد الله سبحانه أن يؤاخذ عباده بذنوبهم ماترك على ظهرها من دابة، لقوله جل في علاه ” ولو يواخذ الله الناس بما كسبوا ماترك على ظهرها من دابة” صدق الله العظيم .