توصيات جمعية جسور تكشف مكامن الخلل في التمثيلية السياسية للنساء
محمــد القـنــور :
عدسة : محمد أيت يحي :
نظمت جمعية جسور ملتقى النساء المغربيات مائدة مستديرة مؤخرا بالرباط ، وذلكـ بشراكة مع مؤسسة فريدريش إيبرت بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يحتفى به كل 8 مارس وفي إطار دراسة تشاركية اطلقتها تناولت ” تقييم آليات تعزيز التمثيلية السياسية للنساء في المغرب “، جمعت المائدة المستديرة المنظمة بالرباط بين منتخبين ومستشارين واطر سياسية وجمعوية و باحثين ومراقبين من مختلف جهات المملكة.وسوف تؤخذ تجارييهم الشخصية وخبراتهم ومهاراتهم ووجهات نظرهم في اطار تقييم مختلف الآليات و فهم العقبات والممارسات والمقاومات وكذا في التفكير في تدابير انتخابية ومأسسة جديدة وناجعة تدخل في اطار التكافؤ السياسي الذي ينص عليه دستور 2011، حيث ثمنت أميمة عاشور، رئيسة جمعية جسور ملتقى النساء المغربيات, مؤسسة فريدريش إيبرت التي تقوم بمجهودات جبارة من اجل مرافقة عدة مشاريع في منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا في مجال الديمقراطية والعدالة الاجتماعية للنساء والشباب.
وحسب بلاغ صحافي توصلت به “هاسبريس” فإن الهدف من هذه المحطة الاولى التي حضرتها كل من خديجة الرباح، منسقة الحركة من أجل ديمقراطية المناصفة و خديجة الزومي، مستشارة الغرفة الثانية، وثريا لحرش، مستشارة الغرفة الثانية، وخبيرات في القضايا النسائية الحقوقية والجمعوية و باحثات وأساتذة جامعيات و مستشارات وفاعلات سياسيات وممثلات المجتمع المدني و بعض المؤسسات ومنتخبات بعض الأحزاب السياسية والعديد من الفعاليات الجمعوية والإعلامية والحقوقية وبعض المتدخلين والمتدخلات, ممن أدلين بمعطيات وتوصيات تنطلق من تجاربهن الميدانية والمساهمة في ورشة للتفكير في قضايا المسألة النسائية بالمغرب ، وتبادل الخبرات بين مختلف المشاركات والمشاركين من الرباط و الداخلة و زاكورة و أكادير وفاس وبولمان و تاونات والناظور .
كما أورد ذات البلاغ أن مناظرة في ذات السياق إلتئمت بجهة طنجة في أفق إعداد تظاهرة دولية بالرباط تسعى إلى المساهمة في تقوية وثيرة التوصيات التي من شأنها أن تلعب دورا كبيرا في الانتخابات المقبلة. من خلال التأثير على أصحاب القرار والفاعلين السياسيين ، وبهدف تحقيق المساواة بين المرأة والرجل في ما يخص التمثيلية السياسية.
على ذات الواجهة، قدمت مليكة غفران، الخبيرة في المساواة بين الجنسين، عرضا حول “النظام الانتخابي: ما أثره على التمثيلية السياسية للمرأة على المستوى المحلي والإقليمي؟ ” في حين تطرقت خديجة الرباح إلى موضوع “المجتمع المدني المغربي، ودوره في تصميم ورصد الآليات السياسية لتمثيلية المرأة؟ “وثريا الحرش” مكانة النساء داخل مجلس المستشارين: ماهي تمثيلية النساء؟ “
والجدير بالذكر حسب البلاغ فإن إدخال آليات التمييز الإيجابي لضمان تمثيلية اكبر للمرأة في الحياة السياسية مثل القائمة الوطنية والقائمة الخاصة بالنساء والشباب، والكوطا, هي بالتأكيد من الضروريات. لكن على الرغم من الجهود المبذولة منذ عدة سنوات، والدعوة الى تمكين المرأة في مواقع صنع القرار، سواء داخل الأحزاب السياسية او في قبة البرلمان إلا ان النتائج لازالت هزيلة.
إلى ذلكـ ، إنبثقت عن أشغال المائدة المستديرة المعنية العديد من التوصيات التي تعلقت بتقييم آليات تعزيز التمثيلية السياسية للنساء في المغرب كل من المؤسسات و التشريعات و تعزيز مظاهر التمثيلية السياسية للمرأة والمجتمع المدني و النساء المنتخبات والأحزاب السياسية و التمويل والإحصاءات.
حيث دعت التوصيات على مستوى المؤسسات إلى إنشاء هيئة للتكافؤ ومكافحة جميع أشكال التمييز (APALD) وإلى ضرورة إدماج المساواة في جميع المؤسسات والمنظمات سواء العامة أو الخاصة (الحكومة والبرلمان والنقابات والغرف ألمهنية والشركات مع إهمية إستحضار مقاربة النوع الاجتماعي في السياسات القطاعية والمجالية العامة للتصدي لعدم المساواة بين الجنسين في جميع القطاعات ، وضمان امتثال الإدارة الإقليمية لتطبيق القوانين والعقوبات ضد إساءة استخدام السلطة.
كما إنصبت التوصيات المتعلقة بالقوانين على تعزيز الإطار المعياري ووضع قانون إطار بشأن المساواة بين الجنسين ومرافقة و مواكبة مشروع القانون مع دراسة مدى تأثيره ، ومرافقة مشروع القانون بقرارات التنفيذ واقرار الالتزامات في القوانين وتقييم اثر القوانين العضوية.
وفيما يخص آليات لتعزيز التمثيلية السياسية للنساء فقد ركزت التوصيات على :
اقرار التناوب الإناث / الذكور في اللوائح الانتخابية للمجالس الإقليمية والجهوية وكذا المجالس البلدية
زيادة عدد المقاعد المخصصة للنساء في البلديات التي تنص على الاقتراع الاحادي
إنشاء آلية تساهم في ولوج النساء إلى رئاسة المجالس
دعم آليات تعزيز قيادة النساء في الأحزاب السياسية
إعادة النظر في اللائحة الوطنية والتفكير في لوائح إقليمية
تجاوز الكوطا الحالية والمطالبة بالتكافؤ كأولوية وطنية
وأوردت التوصيات المتعلقة بالمجتمع المدني :
ضرورة تعزيز قدرات المنظمات غير الحكومية لاقتراح ومراقبة اليات التمثيلية السياسية للنساء
توطيد التعاون بين المنظمات الغير الحكومية للاستفادة بشكل أفضل والحفاظ على المكتسبات
تشجيع مشاركة المنظمات غير الحكومية في الهيئات المحلية التي يهيمن عليها الذكور
توفير آليات التمويل دون تمييز لجميع المنظمات غير الحكومية كيفما كان توجهها السياسي.
هيكلة لجان الحوار والتشاور لتعزيز دورها كقوة اقتراح في اعداد وتتبع برامج التنمية
وحول العلاقة للمسألة النسائية بالمجتمع المغربي شددت التوصيات على
نشر قيم المساواة والعدالة في المجتمع
مضاعفة المجهودات البيداغوجية والتأطيرية لدى الشباب المغربي من كلا الجنسين والمتعلقة بمقاربة النوع .
العمل على مستوى التعليم من أجل التحسيس على الديمقراطية التكافئية.
وبالنسبة للنساء المنتخبات فقد دعت التوصيات إلى
انشاء شبكات تواصلية وتفاعلية حول المسألة النسائية بين النساء في المجالس الإقليمية والبلدية
ضمان فضاءات للتعبير والتبادل
تعزيز القدرات الشخصية والتنظيمية للنساء المنتخبات
تعزيز ولوج النساء المنتخبات الشبكات الاجتماعية.
وحول دور الأحزاب السياسية ، إنطلقت التوصيات المعنية ، من :
أهمية حماية المرأة داخل الاحزاب السياسية
حث الأحزاب السياسية على ضمان المساواة الفعلية بين الرجل والمرأة
تطبيق النوع على الولايات الانتخابية
وضع معايير موضوعية للوصول واختيار النساء في القائمة الوطنية
دعم هيكلة تعزيز قيادة النساء داخل الأحزاب السياسية
وضع آليات ومعايير للتقدم داخل الأحزاب السياسية.
في سياق آخر ، يتعلق بالتمويل ، فقد إنصبت توصيات المشاركات والمشاركين في المائدة المستديرة التي نظمتها جمعية جسور ، وشكلت ملتقى للنساء المغربيات بالرباط ،على المطالبة بــ
توفير آليات التمويل لتمثيلية سياسية افضل للنساء
العمل على ترسيخ النوع الاجتماعي في ميزانية الجماعات المحلية لدعم المنتخبات
وضع إحصاءات النوع الاجتماعي شفافة وموثوق بها ومفصلة لتقييم أفضل لتمثيلية النساء.