كتب الكاتب الروسي الشهير أنطون تشيخوف في روايته “السكّير ” :
سألتُ خادمتي ( روبرتا ) ذات يوم ، قلتُ لها : ما الذي يبقيكِ في خدمتي وأنا رجل ثمل ومدمن على الشرب، أمكثُ طوال الليل أشرب الخمر .؟ ألا تخشينَ عبَثي عندما تأخذ الخمرة بعقلي ؟ ضَحِكت روبرتا ثم قالت : يا سيدي كل الذينَ حاولوا انتهاك جسدي لم يكونوا يشربون الخمر .!! لم أرَ واحداً منهم ثملاً .!!!!!!!!!!!! كانوا يقرؤون ويكتبون ويسْدون النّصيحة ويقْطرون بالحكمة ويصلون طوال الوقت ! وحدكَ أنتَ لم تحاول! قلت لها : كيف ؟هل تَصفين لي كيف أكون في ثمالتي وكيف تَطمئنينَ لي .؟ قالت روبرتا :عندما تأخذك الثّمالة تبكي وتردد أشياءً أكاد أن أدونها من فرط إحساسها … قلت لها : هل تذكرينَ منها شيئاً ؟ قالت :نعم تُقسِم لامرأة إنكَ لا تزال تُحبّها ولن تحبّ سواها !• بالطّبع كان يردد اسم زوجته الشّابة التي توفيت من الأنفلونزا الإسبانية … قلت لها : وما الذي يُطمّئِنكِ في هذا .؟ قالت : اللاشعور يا سيّدي .! فقلتُ مندهشاً : ماذا تقصدين باللاشعور .؟ قالت : لقد قرأت إننا عندما نغيب عن الوعي تتحكم فينا قوى أعظم وأصدق لا تكذب أبداً ، لأننا ببساطة نكون فاقدين السيطرة عليها •فكل شيء فقد الإنسان السيطرة عليه لا يكذب ،كلّ حماقات العالم جاءت من الكذب باسم الوعي.. يا سيّدي ، أنتَ في ثمالتك أصدق من كل الأكاذيب التي رأيتها من أناس يكذبون باسم الوعي .!!!