متعهدو المؤتمرات والتظاهرات بالمغرب يدقون ناقوس خطر الإفلاس ويلجؤون للدولة

مـحـمـد الـقـنــور :

أبرزت نتائج دراسة أنجزها مكتب VQ والذي يعتبر تجمعا للكفاءات حول تجارب متنوعة في مجال RM، والمتخصص في الدراسات والاستطلاعات، تحت قيادة الخبير جلال سخري ، وذلكــ بطلب من المجموعة المهنية لمتعهدي وموردي التظاهرات بالمغرب (GPPEM) مدى خطورة الأزمة المتواصلة التي يعيشها قطاع صناعة التظاهرات منذ ما يروب عن سنة، والتي تهدد بالقضاء كليا على خبرة فذة ساهمت في تنمية المغرب.
هذا، وأبرزت ذات الدراسة التي همت مقاولات وعمال مستقلين؛ والتي استهدفت إنجاز تقييم شامل للوضعية؛أن عودة النشاط حضوريا يمكن أن تحول دون إفلاس القطاع
كما كشفت الدراسة المذكورة، أن صناعة التظاهرات هي الأكثر تعرضا للأزمة مقارنة بباقي القطاعات، قبل أن تخلص إلى أن استمرار القطاع في الوجود رهين بتوفير مساعدة عمومية قوية من طرف الدولة، يضمن عودة نشاط تنظيم التظاهرات حضوريا كسبيل وحيد لإنقاذ القطاع؛ خصوصا بعدما فتح التلقيح أبواب الأمل،وإن كانت نتائجه المأمولة لن تبدأ في الظهور إلا بعد أشهر.
إلى ذلكــ ، شملت هذه الدراسة تقييم صارم ومناسب لوقع الأزمة المتعددة الأبعاد والناتجة عن جائحة “كورونا كوفيد 19” وتداعياتها على قطاع تنظيم التظاهرات على المستوى الوطني، ومدى الأضرار التي لحقت بالمجموعة المهنية لمتعهدي وموردي التظاهرات بالمغرب في سائر جهات ومدن المملكة كمراكش والدار البيضاء، والرباط، وفاس، وطنجة….
وأبرزت الدراسة المعنية أن 93،5% من الفاعلين يعتبرون أن هذه الظرفية هي الأسوأ على الإطلاق التي عرفوها عبر تاريخهم المهني. وتمخضت الأزمة عن انخفاض رقم معاملاتهم بنحو 75%، وتقلص عدد المستخدمين بنسبة 55%، ولجوء مكثف للاقتراض وتوجه كبير لبيع الممتلكات العقارية والمنقولة بالنسبة للعديد من الممونين بغرض مواجهة آثار هذه الوضعية الكارثية، وإبراز نتائجها على مستوى رقم المعاملات والتشغيل وسيولة المؤسسات والآفاق على المدى القصير.

متعهدو المؤتمرات والتظاهرات بالمغرب يدقون ناقوس خطر الإفلاس ويلجؤون للدولة
كما أوضحت ذات الدراسة أن صناعة التظاهرات هي الأكثر تضررا بتعرضها لحوالي 93.5% من التداعيات السلبية مقارنة مع باقي القطاعات الاقتصادية 83.5% من جانب آخر، وبالنظر إلى التزاماتها التعاقدية إزاء الممونين والأجراء والأطراف الأخرى، اضطرت مقاولات القطاع إلى اللجوء بشكل مكثف إلى القروض البنكية (رغم نقصها وغلائها بالنظر إلى هذه الظرفية الخاصة ، وكذلك لمساعدات الدولة التي طلبها 63 % من الذين شملهم البحث، والذين اعتبروا بأنها كانت غير كافية وغير منتظمة. وبهذا الصدد فإن اللجوء إلى القروض تعلق حصريا بمنتوج “ضمان أكسيجين” بــ 30% من الطلبات) و”ضمان انطلاقة” بنسبة 20% .
ويتجلى من هذه الأرقام (القروض والمساعدات العمومية) أن جزءا مهما من الفاعلين في قطاع تنظيم التظاهرات فضلوا اللجوء إلى مصادر “داخلية” لتحسين سيولة خزاناتهم (مساعدات العائلة والأصدقاء، إضافة إلى بيع الممتلكات العقارية والمنقولة)، علما بأن الفاعلين في قطاع تنظيم التظاهرات قد خضعوا إلى التسوية الحبية للمنازعات وأدائها (60% من المنازعات) من أجل تفادي المتابعات القضائية الطويلة والباهظة. وتعكس هذه الأوضاع النكبة الحقيقية التي تعرض لها المهنيون والتي أدت ولا تزال إلى إغلاق العديد من المؤسسات. فقد قررت 35% من مقاولات القطاع التخلي عن نشاطها.
إلى ذلكـــ ، تمحورت دراسة المجموعة المهنية لمتعهدي وموردي التظاهرات بالمغرب على سؤال مهنيين القطاع حول رؤيتهم للحلول المستعجلة التي يجب اعتمادها، سواء من قِبَل السلطات العمومية، خاصة رئيس الحكومة، ووزرات الداخلية والمالية والصناعة (باعتبارها سلطة الوصاية على القطاع) والصحة ولجنة اليقظة الصحية، والاتحاد العام لمقاولات المغرب، أو فيما يتعلق بالمتابعة المطمئنة لنشاط تنظيم التظاهرات.


لذلك، فإن مهنيي القطاع مقتنعون بأن المساعدة القوية من طرف السلطات العمومية هي وحدها الكفيلة بتمكينهم من الاستمرار، وخصوصا من خلال :
1. تدعيم وتعزيز المساعدات الموجهة للأجراء، مع الأخذ بعين الاعتبار لسلم الأجور حسب الإطار والكفاءة،
2. الإعفاء التام من التحملات الضريبية والاجتماعية لسنتي 2020/2021،
3. تأجيل الاستحقاقات البنكية بدون فوائد لعامي 2020 و2021،
4. منح قروض بدون فوائد لمقاولات القطاع التي تكون في حاجة إليها خلال سنة 2021.

وللإشارة، فإن هذه المساعدات والتسهيلات، تشكل في حدود آثارها البنيوية، القناة الوحيدة لتمكين القطاع من الاستمرار في الوجود في انتظار عودة الأمور إلى طبيعتها. بهذا الخصوص، فإن المهنيين يعتبرون أن تنظيم الحفلات حضوريا يعد السبيل الوحيد الكفيل بإعادة نشاطهم إلى وضعه العادي، في إطار الاحترام التام والصارم بطبيعة الحال للتدابير الصحية المقترحة من طرف المجموعة المهنية لمتعهدي وموردي التظاهرات بالمغرب في يوليوز 2020.
كما أن قطاع التظاهرات لا يمكنه العيش إلا بتنظيم تظاهرات بطريقة حضورية، وهذا الواقع يتطلب التأكيد عليه، خصوصا وأن الإلغاءات المباغتة منذ نهاية فبراير 2020 تميزت بعدم الاقتناع باعتبار التنظيم الافتراضي كوسيلة لتحقيق جدوى التظاهرات والغاية منها. والتالي فإن العودة إلى تنظيم التظاهرات بشكل حضوري يشكل الفرصة الوحيدة بالنسبة للقطاع، في مختلف مكوناته وتشعباته، من أجل تجاوز السقف وتفادي الإفلاس التام الذي يرخي بظلاله مع استمرار العمل بالقيود التي لا تأخذ بعين الاعتبار خصوصية صناعة وخدمات القطاع. من جانب آخر، يجدر التساؤل عن سبب استمرار منع التظاهرات الحضورية في الوقت الذي يلاحظ فيه أن بعض الأماكن والتجارات تستقبل يوميا جماهير غفيرة: المراكز التجارية، المقاهي، المطاعم…

ومعلوم، أن عمليات التلقيح، التي تم إطلاقها، رغم كونها تشكل عامل تفاؤل قد يؤدي إلى المناعة المشتركة على المدى المتوسط، فإنها لا يمكن أن تعطي نتائجها إلا مع مرور الوقت، مما يهدد وجود القطاع مع مرور الوقت، وإن كانت المساعدات والإعفاءات والعودة الفورية تبقى كفيلة بعودته إلى وضعيته الطبيعية وإنقاذه من إفلاس مبرمج، مشيرة، أن مقاولات قطاع تعهد وتوريد التظاهرات لا يزال مرنا وقادرا على التأقلم والمقاومة والافتخار، لكن في حدود الممكن اليوم، حيث أبرزت بعض معطيات الدراسة التي أجرتها المجموعة المهنية لمتعهدي وموردي التظاهرات بالمغرب أن : • 87.5% من المهنيين ممن شاركوا في الدراسة إما مسيرين أو مدراء عامون أو مالكي المؤسسات الممثلة؛ حيث تتكون العينة من 206 شخص، بعتبة ثقة 95%، وفاصل ثقة بنحو +/- 6.8%. والتي تشكلت كالتالي:
• اعتبر 93.5% من المشاركين، أن الظرفية الحالية للقطاع غير ملائمة. فيما اعتبرها 83.5% منهم سيئة جدا؛
• مهنيي تعهد وتوريد التظاهرات يعتبرون أن وضعية قطاعهم أكثر تعقيدا مقارنة مع باقي القطاعات الاقتصادية: 87.5%؛
• 25 % من مقاولات القطاع قلصوا عدد المستخدمين الدائمين بنسبة 50% .
• 51 % قلصوا عدد العمال المستقلين بنسبة 50% .
• 69 % من المهنيين الذين شملتهم الدراسة قاموا باقتطاعات مهمة في الميزانيات المخصصة للعمال المستقلين .
• 89 % من مقاولات القطاع سجلت انخفاضا بأزيد م 50% في رقم المعاملات. فيما تكبدت 57% من بينها انخفاضا بنسبة 75% .
• تلقي مساعدات والحصول على قروض مضمونة من طرف الدولة لمواجهة انخفاض رقم المعاملات؛
• 97.5 % من مهنيي تعهد وتوريد التظاهرات، الذين استفادوا من مساعدات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي الموجهة للأجراء، اعتبروا أن المجهود لم يكن كافيا بالنسبة لعمالهم؛
• 93.5 % من المقاولات المشاركة في الدراسة، التي حصلت على قرض ضمان أوكسيجين، اعتبرت أن المبالغ لم تكن كافية لمواجهة الاحتياجات خلال الحجر الصحي؛
• 85.5 % من مقاولات القطاع التي حصلت على قرض انطلاقة اعتبرت أن المبلغ غير كاف لمواجهة احتياجات ما بعد الحجر الصحي؛
• 22.5 % من المهنيين المستجوبين أكدوا أنهم فكروا في التوقف عن النشاط بعد الحجر الصحي؛
• 23.5 % من ممثلي شركات توريد وتنظيم التظاهرات عرضوا جزءا من تجهيزاتهم للبيع؛
• تسجيل حالات عسر وتعثر في تسديد الديون؛
• 97.5 % من المهنيين مستعدين لاحترام التدابير الصحية الأكثر صرامة حالما يتم الإعلان عن عودة النشاط المرتقبة؛
• 88.5 % من المهنيين المستجوبين لا يتصورون ﻷن بإمكان مهنتهم التخلي مستقبلا عن الطابع الحضوري؛
• حوالي 60% من المهنيين المستجوبين لا يتوفرون على وضوح رؤية تجارية بالنسبة للأشهر المقبلة؛
• رغم أن التوجه العام متفائل إعتمادا على السلوك الوطني العادي المبني على الإيمان، فإن أزيد من 40% من العينة تعيش نوعا مقلقا ؛ في انتظار مساعدة السلطات العمومية لقطاع تعهد وتوريد التظاهرات.
وتعتبر المجموعة المهنية لمتعهدي وموردي التظاهرات(GPPEM) في المغرب، الممثل الرئيسي للقطاع، كجمعية تضم الشركات والمقاولين الذاتيين الذين يمثلون صناعة وخدمات التظاهرات من وكالات استشارية ووكالات تنظيمية منتدبة ومقدمي الخدمات ومهنيين…


هــــذا، وتهدف GPPEM إلى الدفاع عن مصالح أعضاء الجمعية، وبناء قدراتهم المهنية، و بشكل عام، إنجاز كل الأنشطة القانونية والاقتصادية والمالية التي ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بمجال نشاط الجمعية والتي تسعى لتحقيق أهدافها وتطورها، كما تضم GPPEM مهنيي التظاهرات في كل من مدن مراكش، الدار البيضاء، فاس، العيون، مكناس، أكادير، بركان، المحمدية، وجدة، الرباط، سلا، طنجة، طانطان، تمارة…

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.