خـــــوكـــ هـــنـــا : جـــزائـــرٌ إلَّا ربــــع
من خلال ما نشرته قناة الشروق الجزائرية المعروفة بولائها لقصر المرادية عبر برنامجها الساخر “ويكند ستوري”، ضد المغرب والمغاربة مستهدفة جلالة الملك محمد السادس، مولانا السلطان المعظم، وأسماء كبيرة بالفكر والثقافة الجزائرية ، على غرار بن باديس والإبراهيمي إلى مالك بن نبي وكاتب ياسين، يعرفون دلالات هذه الصفة “السلطان المغربي” كمفهوم تاريخي سياسي وديني حضاري جيدا، أكثر من غيرهم، غير أن الجزائر حسب مايبدو اليوم، لا تتوفر الآن على إعلام مهني، وليست بها حتى منابر إعلامية داخلية نزيهة ومستقلة،خصوصا وأن الإعلام يشكل حسب المعادلات الدولية ربع سؤال التنمية، لما يقدمه من حقائق ومعطيات وإنتقادات وإقتراحات، وأن هذا الربع الذي تفتقده الجزائر هو سبب مآسيها ومنبع أزماتها الإقتصادية والإجتماعية والسياسية.
فقد قدم الإعلام الجزائري مجددا نفسه،إلى أية درجة هو متخلف، وإلى أية درجة هو متحكم فيه بـــ”الريموت كونترول” وإلى أي حد هو مغمور في مستنقع الانحطاط والسذاجة والتدهور، لايعرف شيئا عن إستقلالية الصحافة،ولا أخلاقيات المهنة، ولا عن أبعاد الإنتاج الإعلامي المؤسس، مما جعلني أتساءل أمَا من صحافيٍّ عاقلٍ في هذا البلد يُثني هذه القناة عما تغوص فيه من قذارة ومن وقاحة ومن سماجة وإبتدال .
ولكنني سرعان ماتنبهتُ على أن برنامج الشروق الجزائرية، كان بحضور ساسة جزائريين، على غرار سليمان سعداوي، النائب عن حزب “جبهة التحرير الوطني” الحاكم في الجزائر، مما جعلني أستنتجُ أن الجارة الشرقية تعيش دون الربع الإعلامي الذي حتما يساهم في كل تنمية، خصوصا وأن البرنامج الساخر، لن يستطيع أبدا أن يسخر من أي حاكم في الجزائر، وبالمناسبة فالجزائر حكامها كــُـثُرٌ، ومتنوعين، وهي وضعية تدفعني للحزن العميق على وضعية الشعب الشقيق، الذي لم يبتسم حظ الديمقراطية والكرامة ولا التنمية في وجهه منذ زمن الداي العثماني.
وعليه، فإن الملكــ محمد السادس ملكا أمام العالم والتاريخ والمجامع الدولية والإقليمية،وأن صفته كأمير للمؤمنين بالديانات السماوية، تتجاوز تراب المملكة، إلى ساكنة الزوايا الدينية والمجامع الصوفية والمعابد اليهودية، والأديرة ، وأهل الله،والعلماء والنُساكـ والرهبان وعظماء الحاخامات في إفريقيا والشرق الأوسط وبمختلف دول العالم، فجلالته ليس جنرالا للخبز أو حاكما مسؤولا عن فبركة مخيمات المرتزقة والآفاقين، ومحاصرة المعذبين على أرض تندوف، ثم للشروق أقول ، ما سيضر القمر إذا نبحته الكلاب، فالقمر قمرا، والكِلاب كِلاب .
وعبر دُخولي لبعض صفحات وسائط التواصل الاجتماعي الجزائرية، تحقق لديَّ، أن الجزائر تُعادي المغرب، وتكن له البغضاء والحقد، وأن هذه البغضاء وذاكـ الحقد، لايقتصر عن حكام المرادية فقط، وإنما يتجاوز ذلكــ إلى أذنابهم في “الإعلام”، وياسيدي لنَقـُـل تجاوزا “إعلام”، وفي الثقافة وفي الأجهزة الأمنية وفي “سونتراكـ” ولدى أغلب الساسة، وفي حتى بعض الجمعيات السرطانية المستنبثة على الأرصفة في المدن الجزائرية، والمدعومة بأموال غاز ونفط الشعب الجزائري، الذي أُبْعد تاريخيا عن مواكبة التقدم الحضاري العالمي .
هذا، وكل العالم يعرف أن المملكة المغربية العريقة في التاريخ وفي الجغرافيا، كانت على الدوام دولة تكن للشعب الجزائري أسمى دواعي الاحترام وأبلغ التقدير، تضامنا ومساعدات، فيما كان حكامه يقابلونها بالعداء، فدولة العسكر لاتعرف حقوقا ولا واجبات، ولا تقدم كرامةً ولا ديمقراطية، ولاتؤمن حتى بالإختلاف وبالأحرى أن تحترم حقوق الجوار ورمزية الشعوب، وتوابثها ومعالم شخصيتها .