نقابة الصحافيين تطرح بمراكش واقع الاذاعات الخاصة بالمغرب وأفاقها
هاسبريس :
نظمت تنسيقية الإذاعات الخاصة المنضوية تحت لواء النقابة الوطنية للصحافة المغربية، ندوة وطنية أمس الجمعة 17 دجنبرالحالي بمراكش. حول موضوع: “الإذاعات الخاصة في المغرب الواقع والآفاق ؟”، بحضور يونس مجاهد،رئيس رئيسا للمجلس الوطني للصحافة، وممثل عن وزير الشباب والثقافة والتواصل، قطاع الإتصال،وعبد المجيد أباظة، المدير الجهوي لقطاع الإتصال بجهة مراكش آسفي، وعبد الله البقالي، رئيس النقابة الوطنية للصحافة في المغرب، وعبد الكبير أخشيشن رئيس المجلس الوطني لذات النقابة المذكورة، وأعضاء من المكتب المركزي للنقابة، وأعضاء ومنخرطين ومنتسبين للمكتب الجهوي لذات النقابة بجهة مراكش آسفي، والعديد من مدراء البث بمختلف الإذاعات الخاصة على المستوى الوطني، وإذاعيين من الإذاعة الجهوية الوطنية بمراكش.
وتأتي هذه الندوة التي إعتبرت الأولى من نوعها، بعد 16 عاما من إطلاق الجيل الأول من الإذاعات الخاصة، لطرح العديد من القضايا المرتبطة بالإذاعات الخاصة وبواقعها المهني والتداولي وآفاقها المتعلقة بالقرب من المواطنين والتعبير عن تطلعاتهم ووضعية العاملين بها، وبدورها الإعلامي في الدفاع عن المواطنة والتواصل والديمقراطية وحقوق الإنسان، وفي التجاوب مع مختلف القضايا والإنتظارات التنموية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية.
وفي هذا السياق، أبرز يونس مجاهد، رئيس المجلس الوطني،أن هذه الندوة تؤكد على أن الحضور القوي والإيجابي للإذاعات الخاصة في الخريطة الإعلامية الوطنية،والتي بات يستهلك منتوجاتها مايقارب الـ 16 مليون من المستمعين والمستمعات المغاربة.
كما دعا مجاهد، أن الندوة خطوة فاعلة من أجل تمكين الصحافيين والصحافيات والعاملين بهذه الإذاعات الخاصة، من توحيد الرؤية وتعميق منهجية العمل، وتكريس الحق في الإختلاف على مستوى الإنتاج الإذاعي، والتفكير في أفق تأهيل المهنة، والدفاع عن موقع الصحافي المهني الإذاعي وعن وضعه الاجتماعي والاعتباري.
من جهته، ابرز عبد الله البقالي، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، أن هذه الندوة الوطنية شكلت فرصة لحصر خلاصات العمل الإذاعي الخاص،وتطوره وإكراهاته، ومحطة لطرح مختلف العلاقات التي تربط بين المقاولات الاذاعية والعاملين بها، ومن أجل الدفاع عن المطالب والحقوق وتعميق المكتسبات الاجتماعية وتطوير أفقها بين مهنيي القطاع من صحافيين وتقنيين، وبين المسؤولين والمشرفين عن هذه الإذاعات، والوقوف على تحديات المقاولات الإذاعية والإكراهات المتعددة والاهتمام بالموارد البشرية.
وأوضح البقالي،أن الإذاعات الخاصة تواجه العديد من التحديات الكبرى من أبرزها التحدي الديمقراطي المرتبط بمدى احترامها للتعددية وتكريس قيم الاختلاف والحرية والكرامة وحقوق الإنسان في المجتمع.
وذكر البقالي أن الدولة المغربية أنشأت عام 2002 الهيئة العليا للسمعي البصري “الهاكا” لمراقبة المضامين الصادرة عن هذه الإذاعات، ومتابعة ما تبثه هذه الإذاعات، وفرض العقوبات الزجرية عليها إذا لم تلتزم بمقتضيات “دفتر التحملات” الذي يتضمن مجموعة من القواعد والمبادئ، الرامية إلى ضرورة الالتزام بنزاهة ومصداقية الأخبار، وحماية الجمهور الناشئ وإحترام الحياة الخاصة للأشخاص، بالإضافة إلى الاستقلالية عن المصالح الخاصة ومصالح السلطات العمومية.
هذا، وأجمعت مختلف المداخلات التي عرفتها فعاليات ندوة الإذاعات الخاصة في المغرب الواقع والآفاق على أن الساحة الإعلامية المغربية خلال السنوات الأخيرة، عرفت زيادة مضطردة في عدد الإذاعات الخاصة، مما نتج عنه تعددية وتنوع في المشهد الإعلامي السمعي البصري المشهد الإذاعي المغربي عرف تطورا كبيرا بسبب الانفتاح الكبير الذي عرفه القطاع السمعي البصري في المغرب رغم التحديات اللوجيستيكية والتسويقية التي يعرفها، والإكراهات المهنية التي يتعرض لها كل من المسؤولين والعاملين، ورغم وجود تشابه كبير في برامج وتوجهات تلك الإذاعات مضمونا، مع تغييرات في الشكل لاغير.
وأكدت ذات المداخلات من الحضور، على أن الثورة الكمية التي طبعت أغلب هذه الإذاعات الخاصة لم يصاحبها عموما أي تطور في النوع والكيف، مما ساهم في إفساد الذوق العام، وخلق نوعا من “الفوضى التواصلية والجموح اللغوي” بسبب استعمال بعض منشطي البرامج للغة “الهجينة السوقية”، وتحول بعض ضيوف هذه الإذاعات بأنفسهم إلى منشطين وأحيانا إلى صحافيين بها.
في حين، ثمنت مداخلات أخرى، دور بعض الإذاعات الخاصة، التي ساهمت في ترسيخ مفهوم إعلام القرب بسبب توجهها إلى مدن معينة ومناطق محددة جغرافيا، وتركيزها على قطاعات تنموية أساسية، وقضايا إنسانية تفاعلية.
ودعت ذات المداخلات إلى ضرورة تصحيح المضامين المقدمة إلى النساء والشباب الذي يعتبر الجمهور الأول لتلك الإذاعات، عبر التركيز على العمق الثقافي والفكري وعدم الاكتفاء بالجانب الخدماتي فقط، مع التركيز على التنافسية في الجودة بين الإذاعات الخاصة، التي باتت مطلوبة في ضوء الانخفاض الملموس في عدد وجودة الإذاعيين المنشطين والصحفيين والتقنيين .
إلى ذلكــ ،نوهت مداخلات أخرى بدور كل من المجلس الوطني للصحافة والنقابة الوطنية للصحافة المغربية، وحرصهما التكوين والتطوير المستمر للصحافيين من مختلف المنابر الإعلامية المكتوبة والإليكترونية والمسموعة والمرئية، ودفعهما من أجل تمثل الصحافيين والصحافيات للرسائل والمهام، والبرامج والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم، وإطلاعهم بمقتضيات ومبادئ ميثاق أخلاقيات الصحافة.