يخلد الشعب المغربي ومعه أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، اليوم، الذكرى الـ 78 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، التي تعد حدثا جيليا ونوعيا في ملحمة الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال وتحقيق السيادة الوطنية والوحدة الترابية.
وأبرزت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالمناسبة، أن هذه الذكرى التي يتم تخليدها في أجواء التعبئة الوطنية الشاملة تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتحتفظ بها الذاكرة التاريخية الوطنية، وتستحضر الناشئة والأجيال الجديدة دلالاتها ومعانيها العميقة وأبعادها الوطنية التي جسدت سمو الوعي الوطني وقوة التحام العرش بالشعب دفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية واستشرافا لآفاق المستقبل، وتعد من أغلى وأعز الذكريات المجيدة في ملحمة الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال والدفاع عن التوابث الوطنية، وتحقيق السيادة المغربية والوحدة الترابية.
إلى ذلكـ ، ورغم مرور زمن طويل على وثيقة المطالبة بالاستقلال ، منذ 11 يناير من 1944، التي تم تخليد ذكراها اليوم الثلاثاء، فإنها ما تزال تحمل في طياتها دلالات ومغازي عميقة. فهذا الحدث، كما جاء على لسان عبد الكريم الزرقطوني رئيس مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث، يحمل الكثير من العبر والدروس التي يمكن أن تشكل مفتاحا لحل الكثير من منغلقات المرحلة الراهنة.
ولا شك أن هذه الوثيقة تكتسي كل عناصر الراهنية رغم مرور عقود زمنية طويلة على الحدث، وعلى ارتداداته على أداء أسرة العمل الوطني.
وإذا كانت سياقات تقديم الوثيقة أضحت معروفة ومتداولة على نطاق واسع، فالمؤكد أن تأثيراتها اللاحقة على العمل الحزبي والتنظيمي والتأطيري ظلت قائمة إلى يومنا هذا. لقد أسست وثيقة 11 يناير لسنة 1944 لخطاب مرجعي طبع أداء الحركة الوطنية داخل مجمل تنظيمات العمل الوطني التعبوي المباشر، ثم داخل المقاومة المسلحة التي اعتبرت الوثيقة تعاقدا أخلاقيا يجب العمل على بلورته في مواجهة الخطاب الكولونيالي الهيمني.