احتفال تحفيزي في مراكش بالمنقطعين مدرسيا قصد عودتهم للحياة العمومية

 مـحـمـد الـقـنـــور :

نظمت جمعية النصر للتربية والتنمية، بشراكة مع مركز النجد المتعدد الإختصاصات، الذي تديره الأستاذة حنان الشبكي، الكوتش والفاعلة الثقافية، والتابع لمجلس مقاطعة جليز،على تراب عمالة مراكش، والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بذات العمالة،والمنتدى المغربي للكوتشينغ،حفلا تحفيزيا وتواصليا لفائدة رواد ورائدات المركز المذكور، من الفتيان والفتيان اليافعين المنقطعين عن الصفوف الدراسية، سعى إلى تحسيس بأهمية الاستثمار في الذات، والإنفتاح عن آفاق الحياة العمومية، وتمكينهم من المهارات الحياتية، وتمكينهم من الولوج إلى سوق الشغل.


وخلال إفتتاحه لفعاليات الحفل، الذي حضره العديد من أطر وموظفي مجلس المقاطعة المذكور، والمختصين التربويين وخبيرات الكوتشينغ، وبعض ممثلي وسائل الإعلام، أكد الدكتور عمر السالكي، رئيس مجلس مقاطعة جليز، بمراكش ، أن مبادرة مركز النجد المتعدد الإختصاصات، والتابع لإدارته، يروم خلق فرصة ثانية أمام الناشئة المستفيدة من خلال وضع خيار من شأنه معالجة ظاهرة الإنقطاع عن الصفوف الدراسية، وانتشال المنقطعات والمنقطعين عن الدراسة من ربقة الإنحراف وضياع الوقت، والتهميش والإنطوائية، وإعادة تدريبهم بهدف إعادة إلحاقهم بالحياة العمومية، والمؤسسات التربوية التابعة لوزارة التربية، إن أمكن، في سياق التربية الغير النظامية، أو بمنظومة التدريب المهني لإدماجهم في سوق الشغل وفي مسارات الحياة العمومية.

وثمن الدكتور السالكي جهود مركز النجد المتعدد الإختصاصات،والهادفة إلى خلق فرصة ثانية أمام اليافعات واليافعين من المنقطعين عن الدراسة، سواء على مستوى تراب مقاطعة جليز، أو بعموم مختلف مقاطعات مدينة مراكش، وبعض الجماعات بجهة مراكش آسفي، كجماعة زمران، بإقليم قلعة السراغنة، مشيرا، أن المركز يسعى إلى ضمان مبدأ تكافؤ الفرص أمام كافة شرائح هؤلاء المنقطعين عن الدراسة، ومعالجة ظاهرة التسرب المدرسي وتمكين المنقطعين من فرصة تدارك تؤهلهم للاندماج في سوق الشغل أو مواصلة الدراسة بالمؤسسات التربوية التابعة لوزارة التربية أو الالتحاق بمنظومة التدريب المهني.

وأبرز السالكي ، أن الشواهد تصبح لديها القيمة، متى إرتبطت بالمهارات وبسوق الشغل، وأن المركز التابع لمجلس مقاطعة جليز، يعمل جاهدا على إيلاء الفرصة الثانية الإهتمام الأولي والأساسي، سواء على مستوى مهام الاستقبال والتوجيه ، أوفيما يتعلق بالتأهيل والمرافقة والإحاطة بهذه الناشئة ممن تتراوح أعمارهم بين 12 و18 سنة وممن انقطعوا عن الدراسة دون الحصول على شهادة مدرسية تختم مرحلة تعليمية.

في سياق مماثل أبرزت الأستاذة حنان التاجر، رئيسة المنتدى المغربي للكوتشينغ، أن دور المنتدى المعني، تمحور حول دعم الفرصة الثانية أمام اليافعات واليافعين المستفيدين من البرنامج، وتأهيلهم عبر دورات تدريبية وحلقات تأطيرية من الـتأهيل التربوي والنفسي والسوسيو ثقافي، مع إجراء مقابلات فردية معهم ، وتقسيمهم على أفواج لتسهيل تدريبهم على المهارات والمكتسبات المتعلقة بكيفيات التواصل وحل المشكلات، والمصالحة مع الذات ومع المحيط الخارجي.

وأكدت الكوتش التاجر، أن تنظيم هذا الحفل، جاء كإعتراف من المنظمين بقدرة المستفيدات والمستفيدين على الإدماج في دورات الكوتشينغ التدريبية وحلقاته التأطيرية، وكتتويج لكفاءاتهم وقدرتهم على إستيعاب أليات التعامل مع مختلف مسارات المشاريع سواء المتعلقة بالمنظومة التربوية والتكوينية، أو التصدّي لظاهرة الانقطاع المدرسي، وإعتبارها تجربة متجاوزة، وبداية إنطلاق نحو الغد المشرق، وتوحّد السياسة العمومية المتصلة بمعالجة هذه الآفة.

من جهته، عبر الأستاذ ياسين برتوز، رئيس جمعية النصر للتربية والتنمية،أن منح فرصة ثانية لهذه الفئة من الشباب تكمن في استدراك خروجهم من المدرسة واستئناف مسارهم نحو مستقبلهم التكويني يترجم انخراطهم في أهداف التنمية المستدامة.

وأبرز برتوز أن هذه الفرصة الثانية تواكب التحوّل الرقمي والتقدّم التكنولوجي، إضافة إلى اعتمادها على نظام تأهيلي مرن يضمن تكافؤ الفرص ويتوافق مع احتياجات كل المنقطعين عن الدراسة من خلال تطوير المكتسبات الضرورية لديهم، وتعزيز مهاراتهم في التكوين والتربية والثقافة الإجتماعية، ومساعدتهم على اكتشاف مجالات ومتطلبات سوق الشغل، إضافة إلى الدور النفسي الذي يتم تقديمه لهم من خلال إخضاعهم لدورات تدريبية في الكوتشينغ، تستهدف استعادتهم لثقتهم بأنفسهم، وتمكينهم إما من العودة ومواصلة الدراسة وإما الالتحاق بمنظومة التدريب المهني وإما إعدادهم للاندماج بسوق الشغل وبالحياة المنتجة والنشيطة.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.