تخليد اليوم العالمي ضد التمييز العنصري، فرصة لفضح الظاهرة ضد ‏اللاجئين والمهاجرين

هاسبريس :

في ظل تنامي موجات الهجرة وما يرافقها من ممارسات عنصرية وتحريض على الكراهية، تخلد كل ‏أقطار المعمور، في 21 مارس من كل سنة ، اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري، في إسترجاع لذكرى ‏مأساوية وعنصرية، صادفت 21 مارس 1960 عندماالذي أطلقت فيه شرطة الأبارتايد بجنوب ‏إفريقيا الرصاص فقتلت 69 شخصا شاركوا في مظاهرة سلمية في شاربفيل، ، ضد “قوانين ‏المرور” المفروضة من قبل نظام الفصل العنصري.‏
هذا، واختارت الأمم المتحدة هذه السنة شعار “التنميط العنصري والتحريض على الكراهية، بما في ‏ذلك ما يتعلق بالهجرة”. وقد نصت كافة المواثيق الدولية على أنه “لكل شخص الحق في التمتع ‏بحقوق الإنسان دون تمييز”، حيث يعتبر الحق في المساواة وعدم التمييز الأساس في قانون حقوق ‏الإنسان، ولكن في أجزاء كثيرة من العالم، لا تزال الممارسات التمييزية واسعة النطاق، بما في ذلك ‏التنميط القائم على العنصرية والعرقية والدينية والجنسية، والتحريض على الكراهية.‏
ويقصد بالتنميط العنصري، الذي يشكل اللاجئون والمهاجرون أحد أهدافه، “اعتماد مختلف السلطات ‏المعنية بالأمن الداخلي والخارجي، على العرق أو اللون أو النسب أو الأصل القومي والعرقي، ‏كأساس لإخضاع الأشخاص للبحث المفصل، والتحقق من الهوية والتحقيقات، أو لتحديد ما إذا كان ‏الفرد يشارك في أنشطة مشبوهة”.‏
وأدانت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، خلال إعلان نيويورك الصادر عن قمة شؤون اللاجئين ‏والمهاجرين في شتنبر الماضي، بـ”شدة” أعمال ومظاهر العنصرية والتمييز العنصري وكره ‏الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب ضد اللاجئين والمهاجرين، مؤكدة التزامها بمجموعة من ‏الخطوات الإجرائية لمواجهة هذه المواقف والسلوكيات، خاصة في ما يتعلق بجرائم الكراهية، ‏وخطاب الكراهية والعنف العنصري.‏
كما أطلقت الأمم المتحدة مبادرات تهدف إلى تغيير المفاهيم السلبية والمواقف تجاه اللاجئين ‏والمهاجرين من قبيل، مبادرة “معا”، و”دعونا نكافح العنصرية” !، و”قم ودافع عن حق إنسان”، ‏و”العقد الدولي للمنحدرين من أصول أفريقية”، وهي مبادرات، يقودها الأمين العام بشراكة مع الدول ‏الأعضاء والمجتمع المدني والقطاع الخاص، لتعزيز الاحترام والسلامة والكرامة للاجئين ‏والمهاجرين. وقالت إيرينا بوكوفا المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ‏‏(يونيسكو)، في رسالتها بالمناسبة، إن التمييز العنصري “سم زعاف” يفتك بالأفراد واﻟﻤجتمعات، ‏ويؤدي إلى إدامة المظالم وتأجيج الغضب واشتداد الحزن والأسى وتفاقم العنف، مؤكدة أن مكافحة ‏العنصرية والتمييز بجميع أشكاله تعد إحدى أركان السلام والتلاحم الاجتماعي في المجتمعات ‏المعاصرة.‏
وأضافت بوكوفا أن اليونيسكو تدعو بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري، جميع ‏الدول الأعضاء في المنظمة وجميع شركائها إلى مضاعفة الجهود المبذولة من أجل بناء عالم أكثر ‏شمولا وتضامنا وإنصافا، مذكرة بأن مكافحة العنصرية تبدأ على المستوى الفكري للفرد، ومن ثم ‏تعميمها على سائر المستويات. وعلى الصعيد الوطني، أطلق المغرب، منذ سنة 2013 ، بتوجيهات ‏ملكية سامية، سياسته الجديدة للهجرة واللجوء، والتي ترتكز على أربعة محاور رئيسية تهم تسوية ‏الوضعية القانونية لطالبي اللجوء والمهاجرين الذين تتوفر فيهم الشروط المطلوبة، وتأهيل الإطار ‏القانوني المتعلق بالهجرة واللجوء، وبلورة وتنفيذ استراتيجية لإدماج المهاجرين واللاجئين تجعل ‏منهم عنصر إغناء للمجتمع وعاملا لتحريك التنمية، علاوة على التصدي بكل حزم لشبكات الاتجار ‏بالبشر.‏
وتتمثل السياسة الجديدة ذات الصلة في وضع استراتيجية وطنية في مجال الهجرة واللجوء، إنسانية ‏في فلسفتها، شاملة في محتواها ومسؤولة في تنفيذها، وفقا لتوجيهات جلالة الملك محمد السادس ‏ولتوصيات المجلس الوطني لحقوق الإنسان وانسجاما مع المواثيق الدولية. وقد حظيت هذه السياسة ‏بالدعم والإشادة الدوليين، كما أوصت هيئات ومنظمات دولية وإقليمية باعتمادها كوثيقة مرجعية يتم ‏تقاسمها في إطار تبادل التجارب والممارسات الجيدة.‏

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.