كما قال محمود درويش الشاعر الفلسطيني الراحل، “هاهم يتساقطون، يموتون سهوا” ، حيث في أقل من ساعة سجلت مدينة مراكش حالتي وفاة في ظروف غامضة لمواطنين بدون مأوى ، الأولى بحي الداوديات حيث تم العثور على جثة شخص بحديقة بالوحدة الخامسة، والحالة الثانية بحي المسيرة على مستوى شارع الصورة .
ويعيش الأشخاص بدون مأوى حالة التشرد القاسي وتسجل في صفوفهم وفيات سواء خلال انخفاض درجات الحرارة أو ارتفاعها المفرط. ويعيشون على مساعدات المواطنين ويوفرون ما يحتاجون من قوت من خلال ما يجود به عليهم أصحاب محلات بيع المأكولات السريعة المنتشرة في بعض شوارع وأحياء المدينة ، ويترددون كثيرا على المقاهي حيث يتم طردهم بسبب مظهرهم حيث يعانون أقصى درجات الحرمان والاقصاء ، فهم غير محسوبين ضمن اهتمامات الدولة .
في ذات السياق، سجل فرع المنارة مراكش للجمعية المغربية لحقوق الانسان،وجود العديد من هذه الفئة من المواطنين بالحدائق العمومية حيث يبيتون كما انهم يتعرضون للتنمر ناهيك عن الإهمال.
وإعتبرت ذات الجمعية حماية حياة وصحة الأشخاص بدون مأوى من مسؤولية الدولة ، وانه لم يعد مقبولا أن يتعرضوا لقساوة المناخ ويفقدون حياتهم جراء البرد أو الحرارة المفرطة ، وتؤكد أن حمايتهم تتطلب التكافل بهم وتوفير أماكن للاواء .
إلى ذلكــ ، أبرزت الجمعية المعنية، أن فقدان شخص للحق في الحياة نتيجة الإهمال الاجتماعي أو الصحي لم يعد مقبولا فبدل أن تباشر السلطات التحريات و التحقيقات لتحديد أسباب الوفاة ، وجب عليها توفير شروط العيش لهذه الفئة من المواطنين وضمان حقهم غير قابل للتصرف في الحياة، عبر تمكين المرضى منهم من حقهم في العلاج داخل المستشفيات ، والعناية والرعاية الاجتماعية في أماكن مخصصة لذلك وربط الاتصال بعائلاتهم وتمكينها من الدعم اللازم للتكفل، كما أن فقدان الحق في الحياة يعتبر انتهاكا صريحا لحقوق الإنسان وتكلفة الحفاظ عليها بسيطة مقارنة بفقدانها.
وخلصت الجمعية المذكورة، إلى دعوة سلطات مراكش للتحرك بسرعة لوقف هذا النزيف وتدارك الأمر ووضع حد للمخاطر وتفعيل شعارات الدولة في مجال الحماية والرعاية الاجتماعية.