توأمات مراكش مع المدن عبر العقود أية آفاق التنمية ..؟
مـحـمـد الــقــنــور :
جرت اليوم الخميس 29 شتنبر الجاري، مراسيم توقيع اتفاقية توأمة بين مدينة مراكش ومدينة سوتزو الصينية عن طريق المناظرة المرئية، بقاعة الاجتماعات الكبرى بالقصر البلدي بمراكش. وترأس مراسيم توقيع التوأمة النائب الأول لرئيسة مجلس جماعة مراكش؛والكاتب العام لولاية جهة مراكش أسفي، وممثلة عن مجلس ذات الجهة، ونائب رئيس مجلس جماعة مراكش المكلف بالتعمير؛ ورؤساء مجالس مقاطعات مدينة مراكش،وبعض المنتخبين والمنتخبات،وممثلي بعض المصالح الخارجية للوزارات المرتبطة بالتنمية القطاعية والمجال الترابي، والعديد من الفعاليات الأكاديمية والثقافية والإعلامية والجمعوية ذات العلاقة بالشأن المحلي.
وحسب الدعوة التي توصل بها أغلب المدعوات والمدعويين، فإن هذه الاتفاقية تأتي تبعا للموافقة المولوية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على مقترح توأمة مدينة مراكش ومدينة سوتزو الصينية، وبناء على اتفاقية التعاون التي تجمع المدينتين منذ سنة 2013، ورغبة منهما في تطوير هذه الاتفاقية، فقد التزم الطرفان على ربط علاقات متميزة بين الجماعتين وتجسيدها في إطار اتفاقية توأمة.
هذا، وتشكل التوأمة إطارا قانونيا لإبرام اتفاقيات بين المدن، من أجل تعزيز التبادل الإقتصادي والمبادرات الإنمائية، والتواصل السوسيو ثقافي وتقوية العلاقات بين أية جماعتين ترابيتين قد تنتميان لنفس البلد أو إلى بلدين مختلفين.
ويمكن أن تخص الشراكة الرسمية التي تمثلها التوأمة عددا من الجماعات الترابية حيث غالبا ما تتم توأمتها مع العديد من المدن، وبالنسبة لمدينة مراكش، فقد طورت منذ أوائل الثمانينيات سياستها في مجال التبادل والتعاون حيث تمكنت من إبرام العديد من الاتفاقيات والصداقات مع مدن من مختلف دول العالم.
ومن خلال كلمة نائبة عمدة مدينة سوتزو الصينية،ونائب عمدة مراكش، وكلمة كل من سفير المملكة في بيكين، والسفير الصيني في الرباط،عبر تقنيات التواصل الإفتراضي، فقد بدا جليا أن كلا الطرفين يرومان نحو التوأمة بالمفهوم الثقافي الحضاري و التواصلي، وإنعكاساتها على الإقتصاديات المحلية،و إستشراف أسلوب جديد في مفهوم التوأمة يروم تطوير التعاون بين مدينة وأخرى، بعيدا عن المركزية،وعمودية القرار، قصد تمكين كلا الطرفين المحليين من نقل الخبرات التنموية والتدبيرية للمجال الحضري والتجارب السوسيو إقتصادية والثقافية المحلية وتقاسمها ، قصد ترسيم واقع جديد ومستمر يرتقي بالخدمات الضرورية المقدمة للمواطن في كل من مراكش وسوتزو، ووفق احتياجات وانتظارات مواطني ومواطنات المدينتين .
والواقع، أن مدينة مراكش، كحاضرة تاريخية وبؤرة عمرانية تختزل مئات السنين من أنماط العمران المغربي، وأشكال الروافد الحضارية، وكعاصمة ثقافية ومدينة عريقة تاريخية بالمملكة،لم تجنِ شيئا يذكر من أغلب التوأمات ، إذ حظيت بإتفاقيات توأمة مع كبريات المدن العالمية، سواء وفق رؤية مغربية عربية، أو مغربية إفريقية، أو مغربية أوروبية أو أسيوية، وذلكــ ، منذ التوأمة مع مدينة طشقند في بداية الثمانينيات من القرن المنصرم،ولكن مجمل هذه التوأمات لم تخلف سوى الفراغ والضياع وإهدار المال العام بالشعارات والخطابات المنمقة،والحفلات المصورة، والسفريات العائلية والمحسوبية والرحلات الخاصة فضلا عن العبث على نحو مفرط بالرأسمال الانتخابي،وفض الطرف عن المناحي الحقيقية للاستثمار الإقتصادي والثقافي والتواصل الإعلامي …لدرجة، أن المهتم بإتفاقيات توأمة مراكش مع المدن الأجنبية الأوروبية والإفريقية وحتى الأسيوية،،على مدى عقود السنوات الماضية، سيجد سلسلة من بروتوكولات ظاهرها حق وعمل وإستشراف للمستقبل وباطنها باطل وهدر للوقت والمال والجهود والخلفيات السياسية الحزبية الضيقة، التي تنكشف عادة خلال الإطلاع على لوائح سفريات متعة خارج الحدود .
وليس من قبيل التعميم، ولكن أغلب التوأمات عادة ما كانت تصطبغ بالطابع الحزبي أو الفئوي أو حتى العائلي، والدوافع الإستجمامية، بإسم العمل الجماعي،ضمن رحلات عائلية أو إمتيازات وظيفية وسفريات جماعية من أجل النزهة و المتعة و استجلاب الهدايا والتذكارات لمن كانوا “حيلةً وسببــًـا” في الإستفادة من رحلة السفر نحو المدينة الخارجية التوأم، على حساب المال العمومي طبعا، وكانت تفتقر للرواد الإقتصاديين بالمدينة من رجال ونساء المال والأعمال وحاملي المشاريع التنموية المحلية، والمثقفين والإعلاميين والفنانين،وإيقونات ورموز فنون العيش والتمدن بمدينة الرجال السبعة.