إبيقور الفيلسوف اليوناني الذي ولد عام 341 قبل الميلاد في ساموس، من أسرة فقيرة، ثم إنتقل إلى أثينا ليدرس الآداب والفن والفلسفة.
واضع ومؤلف الفلسفة الأخلاقية التي تتألف من المتعة البسيطة، والصداقة، والتقاعد، كما أنّه مؤسس لمجموعةٍ من مدارس الفلسفة التي نجت منذ القرن الرابع قبل الميلاد حتّى القرن الرابع الميلادي.
أمضى إبيقور شبابه في مستعمرة ساموس الأثينية، وعند بلوغه الثامنة عشر من عمره ذهب إلى أثينا، وخلال الاضطرابات الناتجة عن موت الإسكندر الأكبر تمّ طرد المستعمرين الأثينيين وكان منهم والد إبيقور، لذلك التقى إبيقور بوالده في كولوفون، وفي عام 306 -307 قبل الميلاد عاد إبيقور إلى أثينا، وأمضى بعض الوقت مع الفلاسفة هناكـ، وخلال هذه الفترة أسس مدرسته التي ما زالت تحمل اسمه.
وقد تعرّض إبيقور في حياته لتعليقات استهزاءٍ وسخرية،ناتجة عن سوء فهم فلسفته، حيث اتهم بالنهم، وملاحقة النساء، كما أنّه كان ضعيفاً من الناحية الجسدية،يعاني من مرض مزمن، وعاش حياةً غير مستقرة وزاهدة، وتميز بحب والديه،وبكرمه على إخوانه، ولطفه مع عبيده، واحترامه للأديان،حيث كانت بالنسبة له مثالاً للتحرر من الألم الجسدي والهدوء النفسي والعقلي.
وقد وصف ديوجين اللايرتي ، إبيقور بأنّه الكاتب الأكثر إنتاجاً والأكثر حفاظاً على رسائله، حيث يوجد له تعاليم رئيسية تتألف من 40 تصريح أبيقوراتي قصير، وعلى الطبيعة الذي يتكون من 37 كتاباً، وتم العثور على العديد من بقايا مراسلاته مثل رسائله الثلاثة المسماة رسالة إلى هيرودوت تناقش الفيزياء. ورسالة إلى بيثوكليس حول علم الأرصاد الجوية،ورسالة إلى مينويسيوس تناقش الأخلاق واللاهوت.
وإزدهرت فلسفة إبيقور بعد وفاته لفترةٍ طويلةٍ، دامت أكثر من ستة قرون، وأثرت في الحضارات اللاحقة، بما فيها الحضارة الإسلامية،فقد أسس مدرسةً فلسفية في منزله وحديقته في أثينا، وكرس نفسه لتحقيق السعادة من خلال المنطق والمبادئ العقلانية، فهو يؤمن أنّ المتعة جيدة والألم غير جيد،وأن أحسن المتع هي المتعة العقلية،لأن المتع الأخرى من الأكل والجنس والنوم والتنقل يمكن أن تتوفر لدى الحيوانات.
كما رأى أبيقور أن المتعة والألم من المقاييس النهائية والمهمة للخير والشر، وكثيراً ما نصح بالإبتعاد عن السياسة لكونها تجلب الرذيلة، وحذر من الإفراط في الشهوات،وكانت قمة اللذة عنده تتجسد في أن يكون الإنسان حرا, ناصحا أن الكرامة خير من الشهرة،وأن الكفاف أحسن من الطمع، كما حذر كثيراً من تجاوز الحدود ومن الإفراط ،لأنّ الإفراط في غالبية الأوقات يؤدي إلى الشعور بالألم، ونصح بعدم الخوف من الآلهة والموت، لأنه لا سبب منطقي أو عقلاني وراء ذلكــ .