في حلة جديدة تزدهي جمعية منية مراكش في موسمية تقطير الزهر للدورة الحادية عشرة، والتي تخلد مراسيم الإحتفاء بالزهر و بإقتبال فصل الربيع، الذي يزهو بزهوره ووروده وجمال طبيعته ، وطيب عبقه وعطوره، يأخذ شكلا متألقا في الحفاظ على التراث المغربي المرتبط بفن العيش وسبل الحفاظ عليه من خلال تنظيم هذه الموسمية، التي تنعش الذاكرة المغربية، وتربي الذوق على أصول متجذرة في الحضارة، وضاربة في عمق التاريخ، مستقرة في الذهنيات الشعبية، ومرسخة في قلوب المولوعين والمهتمين.
وكانت ولاتزال جمعية منية مراكش، تحلم كما يحلم زهرها بترسيخ هذا اليوم عيدا يحتفى به، ويجتمع فيه الشمل، فيكون لقاءا ينفض غبار النسيان والفتور، عن ذاكرة وشمت بفنون العيش العريقة، وقدست طقوسا لها من الإرتباط الروحي، ما يجعل إحياءها ضخا لدماء جديدة، وإحياء لعهد جميل طبع كل الذهنيات، المنجزة والمتلقية، لهذا الطقس الرائق، فلا غرو، أن يكون السبق لجمعية منية مراكش في هذا الإحياء، وإنتعاش الذاكرة من خلال تنظيم هذه المراسيم في عدة فضاءات ، تضمنت المنازل الشعبية، والمؤسسات الجمعية والمقاهي الثقافية، ورياضات العريقة، إيذانا بإبان عودة هذا الطقس إلى عاداتنا ، وسط معيشنا،مراهنين على لمة المحبين، والمهتمين، ودافعين بنخبة شبابنا للتشبع به، وبدلالاته، وإثارة اهتمامهم للحفاظ عليه، ولما لا ، لتطويره، وجعله ضمن أولوياته المستقبلية.