تفاقم ظاهرة رُكون السيارات بعمارات الأحباس،خَلْفَ شارع علال الفاسي تحتاجُ لحَلِّ في مراكش

حـنـان الـتـاجر حـبـيب الله : 

“الخالوطة” هو الوصف الذي بات يطلق من طرف أغلب المراكشيين على مركب عمارات الأحباس،الواقعة على خلفية رصيف شارع علال الفاسي،من جهة طريق باب دكالة،على مقربة من الحديقة المتاخمة لكلية اللغة العربية بمراكش،حيث أصبحت تشهد البوابات الرئيسية لهذه العمارات  فوضى عارمة نتيجة الركون العشوائي للسيارات، تتولد عنه طيلة ساعات النهار وحتى لساعات متأخرة من الليل،مما يجعل الساكنة في سهر دائم، وأزمة مرورية تعرقل المارة خصوصا من المسنين والأطفال والأشخاص في وضعية إعاقة، وتعرض حياتهم لخطر الدهس والإصطدام،وتحرم ساكنة العمارات المذكورة،من رُكون سياراتهم، مِمَّا تتولدُ عنه خِلافات يومية بين الساكنة، وأصحاب السيارات الطارئة، تصل إلى حدود التشابكـ بالأيادي .

 

هذا، وبات ساكنة العمارات المذكورة، يعيشون تحت وطأة عشوائية هذا الركون للسيارات والدراجات النارية،وتحت اختناقات السير والجولان بمحيطها، فضلا عن التراشق اليومي لبعض ارباب هذه السيارات بالعبارات النابية والشتائم،على مسامع العائلات من الساكنة،وذلك في غياب ضوابط قانونية تحدد تصميم ركون هذه السيارات، وتخصيص مجالاتها للساكنة بهذه العمارات، على غرار المتعارف عليه في هذا الصدد، بخصوص مختلف المركبات السكنية بعموم المدن المغربية، وذلكــ عبر رسم خطوط أرضية ومواقف ومسارات لحركة سيارات الساكنة، ودراجاتهم. لتنظيم عملية ركن السيارات سواء عند الدخول والخروج.

وفي هذا الصدد، يؤكد أحمد 45 سنة، أحد ساكنة العمارات المذكورة، أن فوضى رُكون السيارات الدخيلة عن المركب السكني أمام العمارة التي يقطن في إحدى شُققها ،باتت تشكل خطورة محدقة عن والده،الذي تلازمه نوبات قلبية، تستدعي نقله للمستشفى بسرعة، بواسطة سيارته، التي عادة ما يجدها محاطة بسيارات طارئة، تتطلب وقتا كبيرا من أجل إنتظار أصحابها لإزاحتها.

ويوضح أحمد أنّ هذه الظاهرة المقلقة من طرف السيارات الدخيلة عن الرصيف المخصص للساكنة، أصبحت تشكل قلقاً بالغاً وجديا للساكنة، حيث لا يُخفِ تخوفه على حياة والده المريض،وأبنائه الصغار من عشوائية رُكون السيارات الطارئة التي تغلق الممرات وتسد آفاق إستعمال الطريق.

في حين، ترى سلوى 50 سنة، أم لثلاثة أبناء،أن فوضى وعشوائية رَكْن السيارات، أمام العمارة التي تسكنها،باتت عنوانا لعدم كفاءة تدبير محيطات المجمعات السكنية، ومثالا سيئا عن تدبير المجال الحضري،بسبب ظاهرة الفوضى وضعف التواجد الحقيقي للجهات التقنية والتمثيلية والمرورية.

وتتساءل سلوى حول الأسباب المانعة لتنظيم هذا المجال السكني من طرف المسؤولين،من خلال تحديد مسارات دخول السيارات وخروجها،ووضع اللوحات الإرشادية لتنظيم حركة الركن والمرور،وتوطين الحلول التخطيطية لتلافي هذه الظاهرة المُقلقة والمُتفاقمة.

في سياق مماثل،يجزمُ عبد الله،62سنة،أب لأربعة أبناء وبنات،وأحد ساكنة العمارات المذكورة،أن معظم السيارات المركونة أمام أبواب العمارات، هي سيارات طارئة، وليس لها علاقة بالساكنة،ليؤكد أن بعض هذه السيارات صارت تشكل “مَعلــَمات أثرية”دائمة بالحي،نتيجة طول مدة ركنها،وإستمرارها في حرمان ساكنة الحي من حقهم في إستعمال الرصيف. 

كما يقترح “عبد الله” ضرورة توفير مجال لرُكون سيارات الساكنة،حسب عددهم الكافي، مشيرا ،أن المجال كان سيتسع لسيارات ودراجت كل الساكنة،لولا الركون العشوائي والسيارات الطارئة،مع تخطيط المواقف المقابلة للبوابات بالعمارات المعنية، وتوضيح أماكن دخول السيارات وخروجها ومجالات الانتظار.

وأضاف عبد الله أنّ التنظيم سيساهم دون أدنى شكـ بشكل جيد في تخفيف الازدحام، وخطورة السير والجولان بهذه المنقة المفتوحة من جهة واحدة.

وإرتباطا بذات السياق،حمّل “عبدالعزيز” تقنيي المجالس المنتخبة،وإدارات المرور أسباب هذا الإزدحام وهذه الفوضى اللانهائية من طرف السيارات المركونة،حيث يفترض على حد تعبيره أن تسعى هاتين لجهتين لعلاجها،مؤكدا،أن مجالس المقاطعات والمجلس الجماعي مسؤولة عن تنظيم الشوارع،والأزقة،ومحيطات المركبات السكنية،وبيدها اللبنة الأولى للإسهام في هذا التنظيم،وتلافي ظاهرة الركون العشوائي للسيارات الطارئة لتي تحرم الساكنة من الشروط الخاصة بأمنهم وسلامتهم،وحقهم في رُكون سياراتهم ودراجاتهم أمام مساكنهم،خصوصا وأن المجال غير مفتوح على مسار شارع علال الفاسي إلا من جهة واحدة،وبعيدة عن تدفق حركية السير والجولان.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.