افتتاح قسم للتعليم الأولي بمعهد السبتي للمكفوفين في مراكش

 مـحـمـد القـنــور :

جرت اليوم الجمعة 18 أبريل الجاري، فعاليات حفل توقيع اتفاقية بين فرع مراكش للمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بالمغرب، وكلوب ليونيز الزيتون، وأكاديمية التربية والتكوين لجهة مراكش آسفي، وجامعة القاضي عياض تتعلق بإنشاء فصل دراسي تجريبي للتعليم الأولي مخصص للأطفال المعاقين بصريا، داخل معهد أبي العباس السبتي للمكفوفين بمراكش،وذلكــ بحضور الأستاذ بلعيد بوكادير، رئيس جامعة القاضي عياض بمراكش، والأستاذ مولاي أحمد الكريمي، مدير أكاديمية التربية والتكوين لجهة مراكش آسفي، ومجموعة من الأطر الأكاديمية، والعلمية، والعديد من المسؤولين التربويين، والفعاليات الجمعوية المختصة في قضايا التنمية والأوساط ذات الاهتمام بالشأن التربوي التعليمي، وأطر وأعضاء كل من فرع مراكش للمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين، ونادي ليونس مراكش الزيتون، وممثلي وسائل الإعلام الوطنية.

هذا، ونصت إتفاقية الشراكة بالمادة السادسة المتعلقة بإلتزامات المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بالمغرب على تخصيص الحجرة الدراسية المجاورة للمطعم بمعهد أبي العباس السبتي للمكفوفين في مراكش لفائدة الأطفال في وضعية إعاقة بصرية، والإشراف على تكوين المؤطرين من طرف أساتذة مكفوفين ومختصين في مجال الإعاقة البصرية، والمساهمة في تكييف المقررات الدراسية، والتنشيط الموسيقي، وتدريس الإعلاميات المكيفة لصالح تلاميذ التعليم الأولي من ذوي الإعاقة البصرية، والتدريس بطريقة برايل، والمساهمة في عملية إنتقاء المعلمين لضمان عدم وجود إعاقة مزدوجة مع إحترام السن.

وخلال كلمتها في الإفتتاحية لفعاليات حفل توقيع الاتفاقية، ثمنت الأستاذة لطيفة بلالي رئيسة فرع مراكش للمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بالمغرب، الحضور النوعي بحفل توقيع الإتفاقية، وأبرزت أن المنظمة من خلال أهدافها المنصوص عليها بقانونها الأساسي وتعليمات مكتبها المركزي تحت رئاسة سمو الأميرة الجليلة للا لمياء الصلح، ومبادراتها وأدبياتها ظلت تؤكد منذ تأسيسها دوما على أن الأطفال الصغار من ذوي الإعاقة البصرية يحتاجون للرعاية منذ المراحل المبكرة من حياتهم، حيث تكمن أهميّة تقديم الرعاية لهم في العديد من الجوانب القائمة على تُحسّن رعاية الطفل من سلوكه وتعامله مع الآخرين، تساهم رعاية الطفلة والطفل المكفوف في معالجة بعض المشكلات مثل العزلة الاجتماعيّة.

وأوضحت الأستاذة بلالي أن الرعاية المقدمة للطفل المكفوف تنعكس إيجابًا على تحصيله العلميّ، وتمكين الطفل المعاق بصريا من مخالطة أشخاص من خلفيّات مختلفة، مشيرة أن المنظمة العلوية تعمل منذ تأسيسها على تطوير وتحسين آليات رعاية الأطفال دورًا في تحسين الاستقرار الأسريّ، وعصرنة وتوطيد رعاية الطفل المكفوف على مستوى جميع مهاراته، وتعمل على نموه بصورة سليمة من الناحية الاجتماعيّة، والنفسية والعاطفيّة، والتفاعلية الرامية إلى المصالحة مع الذات.

وأفادت الأستاذة بلالي أن رعاية الطفل المكفوف داخل المنظمة العلوية المذكورة تستهدف الحفاظ على سلامته وصحته العامّة، وتنمية وعيه ببيئته الاجتماعيّة، والأدوار المرتقب أن يقوم بها مختلف الموقعين على إتفاقية الشراكة في حياته الأولية بمرحلة ما قبل القراءة، والكتابة،وفي أفق ولوجه للصفوف الدراسية النظامية، عبر توطين التحفيز اللغوي بوسائطه السمعية والمعرفي بميكنيزماته الترفيهية ، وتوفير البيئة الآمنة والصحية والنموذجية للبراعم من ذوي الإعاقة البصرية، خاصةً أنّهم سيقضون وقتًا طويلًا نسبيّا في قسم التعليم الأولي التجريبي بمعهد السبتي للمكفوفين في مراكش….

وشددت الأستاذة بلالي على أن المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين، ومن خلال إشتغال مكتبها المركزي الدؤوب، ومختلف فروعها تؤكد على أهمية ودور وتتبع الأطفال المكفوفين والمكفوفات من طرف أسرهم.

من جهتها ثمنت الأستاذة نجاة لحلو، رئيسة نادي ليونس مراكش الزيتون، مراحل التنسيق والجهود التي قام بها النادي المذكور، مع رئيسة وأعضاء فرع مراكش للمنظمة العلوية، من أجل إخراج وإعداد هذا القسم الأولي التجريبي الذي يروم رعاية الأطفال من ذوي الإعاقة البصرية، مشيرة أن هذا النوع من الأقسام يتطلب إعداد بيئة شبيهة ببيئة المنزل، بوجود عدد محدود من الأطفال حتى يحصل الطفل على الرعاية الأمثل.

وأكدت الأستاذة لحلو أن هذا القسم الخاص برعاية الأطفال الصغار من المكفوفات والمكفوفين سيتطلب أطر تربويين مختصين في تنشئة الأطفال، وفي برامج ما قبل المدرسة وهي البرامج التي تضمّ أطفالًا تتراوح أعمارهم ما بين 3-5 سنوات، مع تمكينهم من الشعور بالراحة والثقة نحو هؤلاء المربين والمربيات، خصوصا وأن جودة الرعاية المقدّمة للطفل تؤثّر بشكل كبير في نمو الطفل المكفوف من عدة جوانب نفسية وإجتماعية وتربوية وثقافية، في أفق تحقيق نتائج سليمة، وعالية الجودة، وذات وقع طويل الأجل.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.