تحت شعار “مغرب الأمل مغرب المستقبل”التأمت ما بين 18 و22 شتنبر الحالي، نظمت الشبيبة المدرسية وجمعية التربية والتنمية بمخيم العاليا بالمحمدية ، دورة الفقيد الحاج محمد أفيلال ضمن فعاليات الجامعة الصيفية للشباب، وعرقت أشغال دورة هذه الجامعة ندوات وطنية وورشات موضوعاتية ولقاءات تواصلية مع مجموعة من القيادات الوطنية، وقد استهدفت هذه الجامعة عددا كبيرا من الشباب ذكورا وإناثا تجاوز 250 مستفيدا ومستفيدة ممثلين لفروع الجمعيتين بمختلف ربوع المملكة، وفي سياق وطني ودولي يتبوأ فيه المغرب مكانة متقدمة نحو تحقيق التنمية الشاملة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا على المستوى الاقليمي والدولي.
إلى ذلكــ ، واستحضارا لهذه المعطيات وإيمانا من الشبيبة المدرسية وجمعية التربية والتنمية بأهمية تأطير وتكوين الشباب الرامية إلى المساهمة الإيجابية في هذا المسلسل التنموي الوطني، وصونا للشباب من كل الانزلاقات والأخطار التي تتهددهم وتتربص بهم للزج بهم في غياهب اليأس و الإحباط والهروب نحو الحلول السهلة وتجنب تحمل المسؤولية الجماعية لبناء الوطن.
كما أكدت كل من الجمعيتين أن الشباب ثروة وطنية كبيرة ورأسمال تنموي حقيقي وجب الاستثمار فيه من خلال التأطير والتكوين الجادين، وتبني فلسفة إصلاحية جديدة تواكب التطورات التي تعرفها المجتمعات المعاصرة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وذلك من خلال الاحتضان المؤسساتي والمجتمعي المبني على برامج هادفة قائمة على ترسيخ قيم الإنسية المغربية والوطنية والتفكير الجماعي والمشترك لبناء مستقبل أفضل للوطن والإنسان معا، كما أن البناء المؤسساتي الرصين لمختلف مؤسسات التنشئة الاجتماعية وتحديث بنياتها وتثمين برامجها التربوية هي المداخل الأساس لتعزيز روح المواطنة لدى فئة الشباب، وهي أمر أساس للاندماج السليم في المجتمع وتجنب الصدمات الاجتماعية الناتجة عن هشاشة التأطير والتكوين الموجه لهذه الفئة من المجتمع.
وأبرزت كل من جمعية الشبيبة المدرسية وجمعية التربية والتنمية استعدادهما التام لمواصلة المساهمة الجادة والمسؤولة إلى جانب مختلف الإطارات والمؤسسات الجمعوية والتربوية والشبابية الوطنية في تعزيز روح الأمل والتفاؤل لدى الشباب، والعمل على اقتراح وتنزيل مختلف السياسات والبرامج الموجهة لفئة الشباب. كما إستحضرت الجمعيتان هواجس وانتظارات الشباب كفئة مهمة في المجتمع، وتعلنان عن استعدادهما لخلق فضاءات للإنصات والاستماع للشباب والشابات، والتواصل المباشر معهم بكل ربوع المملكة، في المدن والقرى والهوامش والمداشر، وإشراكهم في صناعة القرار التنموي وابتكار الحلول واقتراح البدائل لإدماجهم في المجتمع.
ولم تُخْفِ الجمعيتان أسفهما الشديد حول الأحداث المؤلمة التي كانت مدينة الفنيدق مسرحا لها من خلال الحملات العدمية والوهمية التي نشرتها بعض وسائل التواصل الاجتماعي من أجل الهجرة غير النظامية والتي كان ضحيتها عدد كبير من الشباب والشابات، داعية هؤلاء إلى ضرورة توخي الحيطة والحذر اتجاه مثل هذه الدعوات المشبوهة.
كما شددت الجمعيتان المذكورتان على ضرورة التعبئة الجماعية من طرف الحكومة والبرلمان والمجتمع المدني، من أجل الحفاظ على صورة المغرب المشرفة أمام المنتظم الدولي، والتصدي لكل المحاولات المشبوهة التي تريد المس بالأمن والاستقرار داخل المملكة وخارجها. والعمل على الرفع من حس الانتماء للوطن وقيم المواطنة، مع التأكيد والتركيز بشكل أولوي على قطاعي التشغيل والاستثمار عبر تسريع وثيرة تنزيل المشاريع المبرمجة. وذلك لمواجهة إشكالية البطالة في صفوف الشباب باعتباره الثروة الحقيقية للدولة ومصدر قوتها ومشتل مستقبلها، وذلكـــ ، عبر تعميق النقاش وتدارس الاستراتيجية الحكومية الكفيلة بالنهوض بدينامية التشغيل ومكافحة ظاهرة الهجرة غير النظامية. وكذا تعزيز الرأسمال البشري وتقويته وبناء مجتمع العلم والمعرفة وملائمة المدرسة المغربية مع التحولات التكنولوجية التي يقتضيها امتلاك كفاءات ومؤهلات جديدة.