إنطلاق أشغال الاجتماع الإفريقي التحضيري للدورة 15 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية “رامسار” للمناطق الرطبة  

مـحـمـد الـقـنــور :

 إنطلقت بمدينة مراكش،صبيحة اليوم  الأربعاء 08 يناير الجاري، أشغال  الاجتماع الإقليمي الإفريقي التحضيري للدورة الخامسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية “رامسار” للمناطق الرطبة(COP15) ، بمشاركة 40 دولة إفريقية من الدول الأعضاء في الاتفاقية ، إلى جانب منظمات دولية شريكة وأكاديميين وخبراء وعلماء مختصين في تدبير المناطق الرطبة.

ويهدف هذا الاجتماع الهام المنعقد إلى غاية 10 يناير بمراكش، كحاضرة إفريقية تتميز بإرثها الثقافي وروافدها الحضارية المتنوعة، وإشعاعها العالمي والقاري والإقليمي ودورها الرائد في تعزيز وترسيخ التعاون الدولي، إلى تنسيق المواقف الإفريقية ومناقشة القضايا الاستراتيجية المرتبطة بالمحافظة على المناطق الرطبة واستغلالها بشكل مستدام، وذلك تحضيرا للمؤتمر الخامس عشر للدول الأطراف في اتفاقية رامسار، المزمع انعقاده في شهر يوليوز المقبل.

كما يشكل اجتماع مراكش فرصة هامة لتعزيز التعاون بين الدول الإفريقية وتشجيع الشراكات العابرة للحدود للحفاظ على التنوع البيولوجي والأراضي الرطبة. ومن خلال هذا الحدث الهام، يجدد المغرب تأكيد دوره كفاعل إقليمي ودعمه لكل المبادرات الهادفة إلى حماية هذه النظم البيئية، التي تعتبر أساسية لتحقيق التنمية المستدامة ومواجهة آثار التغير المناخي.

هذا، وخلال أيام  الاجتماع الإقليمي الإفريقي التحضيري المذكور، سينكب المجتمعون والمجتمعات على مناقشة الخطة الجديدة لاستراتيجية رامسار 2025-2034، والتي تهدف إلى تحقيق أهداف طموحة، مثل تعزيز تسجيل مواقع جديدة ذات أهمية عالمية لتحسين الترابط البيئي، لا سيما بالنسبة لمستوطنات الطيور المهاجرة، ودور المناطق الرطبة في تحقيق أهداف الإطار العالمي للتنوع البيولوجي، الذي تم اعتماده خلال الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر التنوع البيولوجي، باعتبارها مناطق حيوية للتنوع البيولوجي وقادرة على تحمل التغيرات المناخية.

كما سيتطرق المشاركون والمشاركات إلى آليات تعزيز البنية المؤسساتية لاتفاقية “رامسار”، بهدف تحسين ممارسات الحكامة، وزيادة الاعتراف الدولي بالاتفاقية، بالإضافة إلى تعبئة الموارد المالية للحفاظ على هذه النظم البيئية الحيوية.

وخلال كلمته الافتتاحية التي ألقاها في بداية الأشغال، أبرز عبد الرحيم هومي، المدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات مختلف الجهود الكبيرة التي يبذلها المغرب في مجال المحافظة على الموارد المائية والمناطق الرطبة، مشيرا أن المغرب منذ انضمامه إلى اتفاقية “رامسار” في سنة 1980، قام بتسجيل 38 موقعا في قائمة المناطق الرطبة ذات أهمية عالمية.

وأكد هومي أن المغرب يواصل التزامه الراسخ بالمحافظة على النظم البيئية الرطبة. وتوفر استراتيجية “غابات المغرب 2020-2030″، التي أطلقها جلالته في سنة 2020، حلولا عملية لحماية هذه النظم وإعادة تأهيلها ، مع تحسين ظروف عيش الساكنة المحلية وتعزيز العلاقة بين المواطن والطبيعة، وذلكــ تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله.

في دات السياق،كشف هومي أن الوكالة الوطنية للمياه والغابات، تعتزم تسجيل 10 مناطق رطبة جديدة ضمن قائمة “رامسار” مع متم سنة 2025، ليصل العدد الإجمالي الوطني إلى 48 موقعًا؛ كما تسعى ذات الوكالة إلى تعزيز الأدوات التقنية وآليات الحكامة لتحسين التنسيق بين الفاعلين الحكوميين وغير الحكوميين والشركاء الدوليين.

ومعلوم، أن المغرب يلعب دورا استراتيجيا في هيئات الحكامة البيئية الدولية، بصفته عضوا في اللجنة الدائمة لاتفاقية “رامسار” وممثلا لشمال إفريقيا خلال الفترة 2022-2025، مما يخول له عبر هذه المكانة في أن يكون صوتًا لإفريقيا في مواجهة تحديات المحافظة على المناطق الرطبة وإعادة تأهيلها واستغلالها بشكل مستدام، مع تعزيز مقتضيات ومضامين الالتزام الإقليمي والدولي.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.