مكترية تحول مركب سكني في مراكش إلى جحيم، وغازات سامة تُهدد صحة الساكنة

هاسبريس :

يبدو أن المركب السكني والتجاري النخيل 1 على زاوية الطريق الرابطة بين زنقة الروضة وشارع يعقوب المنصور في مراكش، والذي يعتبر من أوائل البنايات الحديثة بالمدينة، منذ أن قام بإنشائه حسب ماتتناقله ألسنة الخاصة والعامة، أحد المستثمرين العقاريين المعروفين، غير أن هناك قلقاً بات يعتري بعض الساكنة والتجار وأرباب الخدمات والموظفين بمكاتب المقاولات حول الاستخدام الغير قانوني لمساحة مخصصة لإستراحة حديقة مشتركة في عمارة سكنية تابعة للمركب المذكور، والسيطرة عليها من طرف إحدى المكتريات، لاتختلف حقوقها وواجباتها عن حقوق وواجبات مختلف المكترين بالمركب السكني، وهو ما حَــوَّل نازلة الإستحواذ على الحديقة الصغيرة المشتركة التي تركن سيارتها بمحاذاتها، مما أصبح يزيد في عرقلة السير والجولان، عند مدخل مرآب المركب السكني والتجاري المعني، بساحته الداخلية الخلفية،وباتت قضية حساسة جداً،تثير الكثير من الخصومات والكلام النابي، وزادت – كما أوضحت الكثير من التصريحات التي إستقتها “هاسبريس” – من حدتها سلوكيات المعنية بالأمر، ضد السكان والتجار والمستخدمين على حد سواء، فضلا عن تأثيرها السلبي على حقوق جميع السكان وعلى عمل مختلف المكاتب وأرباب الخدمات الاجتماعية والمرافق التجارية بها، نتيجة هذه المضايقات من المكترية المعنية، والتي يتعرض لها باقي المكترين من طرفها، ومحاولاتها لكبح تحركاتهم، وعرقلة مسارات موارد أرزاقهم، والتحكم حتى في أوقات دخولهم وخروجهم من محلاتهم، وزبنائهم، والمرتفقين نحو مصالحهم، بدعوى أنهم يقومون بإزعاجها أثناء صعودهم الأدراج .

وأثناء إعداد هذا الموضوع، أجمعت معظم تصريحات ساكنة العمارة، وأرباب المكاتب بها، أنهم لم يتصلوا لإبلاغ السلطات المحلية أو المجلس الجماعي للمدينة بالمشكلة، وتقديم شكايات رسمية، إحتراما لزوج المعنية، وثقافة الجوار، رغم توفرهم على كل الأدلة القانونية للتعامل مع مثل هذه النوازل والتعسفات، مشيرين إلى تمادي المعنية في احتلالها الغير القانوني للحديقة المشتركة، بالصور و الشهادات من السكان الآخرين.

كما لم تتمكن الجريدة من التحدث مع المعنية التي قامت بالاحتلال للوقوف على مبرراتها، لعلها تتراجع طواعية عن فعلها الغير القانوني.

هذا، وتعتبر مشكلة احتلال الحدائق المشتركة بالمركبات السكنية والتجارية والوظيفية في مراكش من طرف بعض الأشخاص قضية حساسة ، تؤرق النسيج الحضري بمراكش، لكونها تؤثر على حق الجميع في الاستفادة من المساحات الخضراء العامة، في حين أن القانون المغربي، يحدد الملكية المشتركة في العمارات بأنها نوع من الملكية الشائعة، حيث يمتلك كل مالك حصة معلومة في العقار المشترك، مما يعني أن لكل مالك أو متصرف بالكراء حقوق معينة تتعلق بالجزء الخاص به وكذا بالأجزاء المشتركة.

ويُسمح للمُكترين من الناحية القانونية بممارسة جميع حقوقهم التي يمنحها لهم القانون مثل الترميم وأشغال الصيانة وكل ما هو متفق عليه في عقود الكراء، بالإضافة إلى حقوقهم في الأجزاء المشتركة، طبقا للقواعد والإجراءات لضمان عدم التأثير على حقوق الآخرين، خصوصا وأن المجال المشترك في العمارات على غرار عمارة النخيل 1 وعمارة النخيل 2 المجاورة لها، والمجزأة إلى شقق وطبقات تمثل حالة خاصة للإنتفاع، ذلك لكونها تجسد الازدواجية بين الحيازة الكرائية الخاصة والملكية المشاعةـ إلا أن هذا لا يمنع كل مكتري في المجال السكني والوظيفي المشترك والمذكور من أن يمارس جميع حقوقه التي يمنحها إياه القانون، وهذا ما يطرح أكثر من علامات إستفهام حول وضعية الحديقة المُستحوَذ عليها من طرف المكترية المعنية بعمارة النخيل 1 المذكورة.

في سياق مماثل، يشتكي ساكنة عمارة النخيل 2 المحادية لعمارة النخيل 1 في مراكش، من إنبعاث الغازات العادمة، والروائح الكيماوية من محل تصبين بذات العمارة المذكورة، حيث بات العديد من الساكنة يعانون من أمراض تنفسية، وحساسيات جلدية،في غياب قنوات تصريف ، ومداخن نفث وشطف لهذه الغازات والروائح، تراعي المعايير البيئية المتبعة في هذا الصددـ لمثل هذه المشاريع التجارية.

وفي الوقت الذي يعتبر فيه البعد البيئي جزءًا أساسيًا بالقانون المغربي، خصوصا قيما يتعلق بالتخطيط التجاري والتنموي المستدام، حيث تم تبني قانون الإطار 99.12 كميثاق وطني للبيئة والتنمية المستدامة، والذي يتضمن مجموعة من المقتضيات لحماية البيئة ومحاربة كل أشكال التلوث والإيذاءات، ويتطلب من المؤسسات الاقتصادية والمرافق التجارية الالتزام بالمعايير البيئية واستخدام تكنولوجيا أكثر صدقًا وأنظف.

كما يُلزم القانون المذكور، المؤسسات الاقتصادية الصناعية والتجارية والخدماتية بالمسؤولية الاجتماعية عن تأثيراتها السوسيو بيئية، وذلك من خلال تبني سياسات وإجراءات تدعم التنمية المستدامة.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.