الاتحاد من أجل المتوسط يدعم مشاريع النساء في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
مـحـمـد الـقـنــور :
من مدينة باليرمو في صقلية بإيطاليا، أطلق الاتحاد من أجل المتوسط شبكة إقليمية لجمعيات سيدات الأعمال لتعزيز الوصول إلى التمويل. وتسعى هذه المنصة الجديدة إلى ربط الجهود الوطنية وتحسين وصول رائدات الأعمال إلى التمويل والأسواق في منطقة المتوسط.
ووصلت عشر رائدات أعمال إلى باليرمو من مصر والأردن ولبنان وفلسطين وتونس والمغرب إلى التصفيات النهائية لمسابقة “إلهامُها” لعام 2025، حيث تم تكريم أربعة منهن كفائزات عن كل فئة لتميزهن في الابتكار والتأثير، حيث جمع منتدى سيدات الأعمال التاسع للاتحاد من أجل المتوسط أكثر من 60 مشاركًا ومشاركة من المؤسسات المالية ومنظمات دعم الأعمال وقطاع ريادة الأعمال لاستكشاف سبل تسريع الاستثمار في المشاريع التي تقودها النساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
هذا، ورغم ازدياد عدد المشاريع التي تقودها النساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لا يزال الحصول على التمويل يشكل عائقًا رئيسيًا — يتفاقم بسبب العقبات القانونية والمؤسسية والاجتماعية والثقافية. إذ تحصل الشركات الناشئة التي تقودها النساء في المنطقة على 1.2٪ فقط من إجمالي رأس المال الاستثماري، أي أقل بقليل من المتوسط العالمي البالغ 2٪.
وكان الاتحاد من أجل المتوسط قد عقد النسخة التاسعة من منتدى سيدات الأعمال بالتعاون مع اتحاد المصارف العربية ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، لتعزيز الاستثمار في المشاريع التي تقودها النساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
في سياق متصل، جمع المنتدى صانعي السياسات والمؤسسات المالية ومنظمات دعم الأعمال ورائدات الأعمال لاستكشاف استراتيجيات ملموسة لسد الفجوة التمويلية، مع طرح مقترحات تتضمن المساعدة الفنية في المراحل المبكرة وإشراك المستثمرين في نماذج تمويل بديلة تتجاوز رأس المال الاستثماري. وتضمنت فعاليات المنتدى حلقات نقاش وورش عمل أدارها مستثمرون ودورات تدريبية تفاعلية، قدمت رؤى عملية ساهمت في ربط رائدات الأعمال بالممولين بشكل مباشر. وتناولت المواضيع المعروضة الجاهزية للتمويل، والتوسع الاستراتيجي، والتمويل الأخضر والرقمي، وتطوير منظومة مراعية للنوع الاجتماعي.
كما تم اختيار عشر رائدات أعمال من مصر والأردن ولبنان وفلسطين وتونس والمغرب للمشاركة في التصفيات النهائية لمسابقة “إلهامُها” لعام 2025، وهي مبادرة للاتحاد من أجل المتوسط واتحاد المصارف العربية تحتفي بالتقدم المحرز في الشمول المالي وريادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ومن بين هؤلاء، تم تكريم أربع فائزات في كل فئة لتميزهن في الابتكار والتأثير.، حيث يتعلق الأمر بكل من :
♦إيمان الوصيفي، مقبس (Muqbis)، من مصر – الفائزة بجائزة رائدات الأعمال. من خلال مقبس، كمنصة للتجارة الإلكترونية تربط الحرفيين المحليين – وخاصة النساء – بالأسواق الأوسع، مما يمكنهم من الوصول الرقمي والفرص الاقتصادية.
♦نسرين صادق، لومينا (Lumina)، من المغرب – والتي حصلت على جائزة المشاريع الجديدة. تقدم لومينا مركبة كهربائية تعمل بالطاقة الشمسية مصممة لتلبية احتياجات التنقل في المناطق المحرومة، وتمزج بين الطاقة النظيفة والتصميم الشامل.
♦نهير زين، لوكاذر (Leukeather)، من مصر – جائزة “سند” للابتكار في الاستدامة. لوكاذر هي بديل نباتي للجلد مصنوع من أوراق الليوسينا المجففة، من خلال إبتكار حل صديق للبيئة ذو إمكانات تسويقية عالمية.
♦ظلال الشمايلة، إيزي روبوت كيت (Easy Robot Kit)، من الأردن – التي توجت بجائزة المشاريع الراسخة، حيث تقدم أكاديمية إيزي روبوت كيت تدريبًا عمليًا على العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات للأطفال، مما يعزز الابتكار والتفكير النقدي من خلال أدوات تعليمية ميسورة التكلفة ومستدامة.
كما شهد المنتدى الذي استمر على مدى يومين إطلاق الشبكة الإقليمية لجمعيات سيدات الأعمال التابعة للاتحاد من أجل المتوسط، وهي منصة تعاونية جديدة مصممة لربط الجهود الوطنية لهذه المجموعات، وتوسيع نطاق تأثيرها، فضلا عن تعزيز الوصول الشامل إلى التمويل والأسواق لرائدات الأعمال في منطقة المتوسط. وشارك ممثلون عن جمعيات سيدات الأعمال الرائدة في كل من الأردن ولبنان والمغرب وفلسطين ومصر وإسبانيا في تبادل أفضل الممارسات والمساهمة في تشكيل أولويات الحوكمة الخاصة بالشبكة.
إلى ذلكــ ، صرح السفير ستيفن بورغ الأمين العام المساعد للاتحاد من أجل المتوسط : “يعد التمكين الاقتصادي للمرأة أمرًا ضروريًا لمستقبل منطقتنا الشامل والمستدام. هذا المنتدى لا يهدف فقط إلى الحوار بل إلى العمل وإقامة شراكات هادفة، ومشاركة الحلول العملية، وتوسيع نطاق الحلول الناجحة. فمن خلال ربط المشاريع التي تقودها النساء بالمؤسسات المالية وواضعي السياسات وشبكات الدعم، نساعد في بناء منظومة تمكن هذه المشاريع من الازدهار حقًا”.
