زهرية مراكش تكتسح فضاءات المدينة بأريج العطر وتواصل الفكر

مـحـمـد الــقــنـــور : 

بعد أمطار الخير التي عرفتها مراكش، جاءت زهرية مراكش التي تنظمها في كل ربيع، جمعية منية مراكش، كفأل حسن، ومثل البشارة بكل تقاسيم الخصوبة، ورسائل العطر،  لتكذب كل تكهنات الجفاف، وتجهض جميع كوابيس القحط، ولتتألق مراكش من جديد وكعادتها برائحة أزهار النارنج الجذابة، أو “الزنبوع” الأب الطبيعي لكل الحوامض، ولتشكل الدورة الثالثة عشرة من زهرية مراكش، المعلنة لإفتتاح مراسم تقطير ماء الزهر ، وموسم أريجه، والممتدة من  21 مارس الجاري إلى 15 أبريل المقبل تحت شعار:

الــــــــزْهــــَـــــر اللّي تــْـــرجا …. تَلقاهْ فمــــــراكش البــهجـــــا

 

ومن خلال فعاليات إفتتاح الموسمية الحالية، أبرزت الدورة 13 لزهرية مراكش، أن هذه الأخيرة، باتت تشكل رمزًا للثقافة المدنية بكل أبعادها الحضارية المرتبطة بفنون العيش في مراكش، وعنوانا للتجديد اللقاء مع الزمن الربيعي ، وأسرار وكنوز التراث المحلي، حيث كان يجري تقطير “ماء الزهر” منذ قرون من قبل نساء المدينة  الحمراء، ليتم استخدام أريجها ونكهتها في فنون الطبخ وإعداد الحلويات، وعناصر صناعة العطور والتجميل، ومراسيم السماع والأعراس والمآتم .

وفي كلمته بحفل الإفتتاح، الذي حضره حميد بن الطاهر رئيس المجلس الجهوي للسياحة بجهة مراكش آسفي، والعديد من  ممثلي وأرباب المؤسسات الإقتصادية والمرافق السياحية، والأوساط الأكاديمية والدوائر الإجتماعية، والحرفيين من أرباب الصنائع العريقة، والباحثين في قضايا التراث المغربي، والمنابر الإعلامية الوطنية المرئية والمسموعة والمكتوبة والإليكترونية، وفعاليات من المجتمع المدني، وبعض ممثلي طلبة الجامعات وناشئة المؤسسات التعليمية،  أبرز الأستاذ جعفر الكنسوسي، الخبير الباحث في قضايا التراث المغربي القيم على الزهرية، أن تنظم جمعية منيّة مراكش تروم من خلال هذه الاحتفالية الحفاظ على الزهرية لكونها تشمل العديد من عناصر التراث المغربي المادي من أواني للتقطير وصناعات للقوارير والحاويات الزجاجية، وحلي وأزياء للنساء الممارسات للتقطير، والتراث اللامادي المرتبط بالأهازيج النسائية المحتفلة بالزهر والطبيعة، ومختلف فنون الطرب والسماع ذات الصلة بالطبيعة وبتثمينها.

كما أوضح الكنسوسي ،أهمية موسمية كأداة لنقل المعرفة التليدة المتوارثة عبر الأجيال، والتي تنتقل من جيل إلى جيل من قبل نساء المدينة،ولما تؤكده من انغماس حسي وثقافي فريد تترجمه أوراش عمل الزهرية ومعارض منتجاتها وفنون الطرب والموسيقى المرتبطة بها، ودرى التواصل الروحي والمعطيات الأكاديمية المرتبطة بالحفاظ على شجرة “الزنبوع” أو “النارنج” كإيقونة بيئية وعنوان إيكولوجي يختزل جميع معاني توازنات الحياة الطبيعية ومختلف أوجه الفرادة و العراقة المغربية  .

وتجدر الإشارة، أن الدورة الــ 13 لزهرية مراكش، إنتظمت بشراكة مع كل من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، المجلس الجماعي لمدينة مراكش، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ولاية جهة مراكش آسفي، بالإضافة إلى شركاء حكوميين ومؤسساتيين، على غرار وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، المجلس الجهوي للسياحة، الفدرالية الوطنية للسياحة، ، دار الشريفة، مرصد النخيل، مدينة هيرتاج، متحف فريد بلكاهية، المركز الثقافي لمقاطعة المدينة والمركز الثقافي لمقاطعة المنارة، نادي المدرس التابع لمؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم، رياض 1112 دار أتاي، مركز نجوم جامع الفناء”دار البوكيلي”، ودار الضيافة حدائق المدينة، ومقهى منزه الكتبية بالمدينة العتيقة. ومجموعة من المؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية، ككلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة القاضي عياض، ومؤسسة العمراني للتعليم الخصوصي، والمؤسسة التعليمية الموحدين، ومؤسسة العراقي الدولية، والمؤسسة التعليمية طه حسين، والمؤسسة التعليمية الربيع، ومجموعة مدارس بن عبد الله للتعليم وجمعيات المجتمع المدني وتعاونية توقيع نساء الحرفية، وتعاونية دوتمقيت أغبالو، وجمعية وشم للثقافة والفن وجمعية حفدة الشيخ سيدي عبد الله الغزواني مول القصور، وجمعية المرأة والطفل، وجمعية الأم، والجمعية النسوية للتنمية البشرية، وجمعية أماني للأعمال الاجتماعية، وجمعية الحادكات، وجمعية الزيتون مركز المنصور الذهبي ومؤسسة اتصالات المغرب عرصة مولاي عبد السلام، كما  أن هذه المراسم من المنتظر تنظيمها، فضلا عن فضاءات المدينة العريقة وبعض مؤسساتها الفندقية والأكاديمية في بعض البيوت لسيدات عضوات بجمعية منية مراكش.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.