زهرية مراكش تُلهم الفنانين الشباب، وتؤكد إهتمام المُنية بالإقتصاد الإبداعي

مـحـمـد الـقـنـــور :

ألهمت الدورة الثالثة عشر لزهرية مراكش، المنظمة من طرف جمعية منية لإحياء تراث المغرب وصيانته بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل والمجلس الجماعي لمراكش وولاية الجهة والمجلس الجهوي والمكتب الوطني المغربي للسياحة، ومجموعة من الشركاء الحكوميين و المؤسساتيين، والخواص، مجموعة من الفنانات والفنانين التشكيليين الشباب، في التعبير عن إيقونات الزهرية، كطقس حضاري تراثي تتوارثه الأجيال في مراكش، إحتفاء بمباهج فصل الربيع، وعبق أشجار النارنج “الزنبوع” المؤثتة لفضاءات وشوارع المدينة الحمراء، ورياضاتها وبساتينها الخاصة وحدائقها العمومية.

 

وشكل المعرض الفني للزهرية الذي أقيم أمس السبت 22 مارس  الجاري بمؤسسة “إيريتاج مدينة” “Medina Heritage”،في زقاق الشعراء ، الشهير لدى العامة بدرب “سبع تلاوي” في حي القصور على تراب مراكش العتيقة، فرصة لإبراز التجربة التشكيلية التي تزاوج بين بهجة الضياء وإنبثاقية الطيف، للفنانة الشابة مريم سملاوي  Meryem Samlaoui البالغة من العمر 26 سنة، والتقنية المتخصصة في التسويق الفلاحي والطالبة بشعبة الفلسفة في السنة الثالثة بجامعة القاضي عياض.

زهرية مراكش تُلهم الفنانين الشباب، وتؤكد إهتمام المُنية بالإقتصاد الإبداعي

والفنانة التشكيلية إيمان التودي Imane Ettaoudi، ذات اللمسات الدقيقة في موكِبية من اللون والطيف، وطالبة الهندسة المدنية بالسنة الرابعة بكلية العلوم و التقنيات بجامعة القاضي عياض، والفنان التشكيلي محمد الأسجي Mohamed Elassiji ، البالغ من العمر 25 سنة، وطالب الماستر في كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة القاضي عياض، والمستوحي لمظاهر الزهرية بإنطباعية سلسة، تكشف دفء القيم وإيقاعات اللون والنور.

زهرية مراكش تُلهم الفنانين الشباب، وتؤكد إهتمام المُنية بالإقتصاد الإبداعي

هذا، وحملت إبداعات هؤلاء الشباب التشكيلية أهمية كبيرة من خلال تفاعلهم اللوني والقيمي بطريقة فنية ومبتكرة، مع فعاليات الدورة 13 لزهرية مراكش التي مثلت مصدرًا لديهم للإلهام والتفاعل المجتمعي. 

هذا، وساعدت دورة الزهرية المعنية، كل من الفنانتين التشكيليتين إيمان التودي، ومريم سملاوي، والفنان التشكيلي محمد الأسجي في التعبير عن أفكارهم، وترجمة مشاعرهم وطرح رؤيتهم حول “زهرة النارنج” وآليات تقطير الزهر، مما عزز من ثقتهم بأنفسهم، وطور من صقل مواهبهم التفاعلية مع التراث الثقافي المغربي، وإعادة تفسيره وإنتاجه بلمسات معاصرة،وضمن لغة لونية متفردة، تؤكد مدى ارتباطهم بجذورهم وهويتهم الوطنية.

كما ترجمت لوحات كل من الفنانين الشباب محمد الأسجي وإيمان التودي، ومريم سملاوي ، حول زهرية مراكش في نسختها لربيع سنة 2025 مدى قدرتهم على تنمية مهاراتهم الشخصية وتجربتهم التشكيلية الإبداعية في ممارسة الفن التشكيلي، وقدرتهم على التركيز، والتفكير الإبداعي، وبناء جسور التواصل مع جمهور الزهرية من الزوار المغاربة والسياح الأجانب، عبر الفن التشكيلي كلغة عالمية تساعد في التواصل بين مختلف الثقافات والفئات المجتمعية، في أفق ملامسة النطاقات العالمية التشكيلية، والتوجهات التصنيفية الفنية .

في سياق مرتبط، فإن المعرض التشكيلي الثلاثي للفنانين المذكورين، إختزل بشكل واضح مدى إهتمام جمعية منية لإحياء تراث المغرب وصيانته، في دعم الاقتصاد الإبداعي، في أفق أن تُصبح مواهب الشباب الإبداعية مصدرًا للدخل عبر معارضهم، وقناة لبيع أعمالهم الفنية، وتمكينهم من فرص وظيفية داعمة وجديدة.

كما كشف إهتمام ذات الجمعية بإبداعات الشباب التشكيلية ليست كمجرد وسيلة للتعبير الفني فقط، بل كبوابة لإحداث تأثير إيجابي على مستوى الفرد والمجتمع.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.