تعد حكاية علي بابا والأربعون لصًا، واحدة من الحكايات الشعبية الشهيرة التي تُعتبر جزءًا من مجموعة “ألف ليلة وليلة”، على الرغم من أنها أضيفت إلى المجموعة لاحقًا وليست جزءًا أصليًا منهاـ فإنها حكاية مليئة بالإثارة والتشويق، تدور حول الفقر والغنى والذكاء والخداع ، وتختزل مختلف الدروس حول الأخلاق والذكاء ومواجهة الصعاب.
وتروي أحداث الحكاية، أن علي بابا، كان رجلا فقيرا يعيش في مدينة شرقية، فيكتشف بالصدفة كهفًا سريًا أثناء رحلته في الغابة، ويعرف أن هذا الكهف هو خزانة مسروقات لأربعين لصًا، فيترصد إلى فترة عودة اللصوص بمسروقاتهم، ثم يعرف أن بولبة الكهف تفتح بكلمة سرية : “افتح يا سمسم”، ينطق بها زعيم اللصوص، وتنفرج بعدها بوابة الكهف الحجرية العملاقة، وعندما يغادر اللصوص، يدخل علي بابا، مستعملا ذات الشفرة الكلامية، فيجد كنزًا هائلًا من الذهب والجواهر والنفائس.
ولكونه قنوعا، يأخذ علي بابا جزءًا صغيرًا من الكنز ليحسن حياته، لكن أخيه الأكبر، قاسم الطماع، يحاول دخول الكهف بمفرده، بعد أن يطلعه علي بابا عن موضوع الكهف، ومصدر التحول الذي طرأ عن حياته، فيدخل قاسم الكهف المذكور بعد أن ينطق بكلمة السر، غير أنه سرعان ما ينساها وهو بداخل الكهف بسبب فرحه بمرأى أكياس الذهب وصناديق الجواهر، ليظل حبيسا بداخله، إلى يكتشفه اللصوص خلال عودتهم ويقتلوه.
وتروي الحكاية، أن كل من عائلة علي بابا وعائلة شقيقه قاسم تعيش في خطر وتحت التهديد بعد ذلك، بسبب مطاردة اللصوص للعائلة، لكن زوجة علي بابا الذكية “مرجانة” تتدخل لتنقذ كلا العائلتين، حيث تقوم مارجانة بحيلٍ مذهلة للتخلص من اللصوص ممن يحاولون القضاء على علي بابا وعائلته، وعائلة شقيقه المقتول، فتستدرجهم إلى الدخول في قدور عملاقة على أساس أن بها محتويات الكهف، قبل أن تصب الزيوت الحارقة والقاتلة عليهم .
وفي النهاية، تنجح مارجانا في حماية العائلتين، وعلي بابا الذي يصبح ثريًا ويعيش الجميع حياة سعيدة، بينما يتم القضاء على اللصوص بالكامل.
وتكمن رمزية القصة في سرد ثنائية الفقر مقابل الطمع، فعلي بابا يمثل الشخص الذي يستخدم ذكاءه بحذر، بينما قاسم يمثل الطمع الذي يؤدي إلى الهلاك، في حين ترمز مارجانا إلى قوة الذكاء، وتبرز قوة الكيفية التي يمكن للشخص العاقل والذكي أن يتغلب على التحديات.