زهرية مراكش تضع فكر المهندسة الناجي تحت مجهر التقييم

مـحـمـد الــقــنـــور : 

وضع شق الدورة الثالثة عشر لزهرية مراكش، لموسم سنة 2025 والمنظمة من طرف جمعية منية لإحياء تراث المغرب وصيانته بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل والمجلس الجماعي لمراكش وولاية جهة مراكش آسفي والمجلس الجهوي والمكتب الوطني المغربي للسياحة، ومجموعة من الشركاء الحكوميين والمؤسساتيين، والخواص، فكر المهندسة سليمة الناجي تحت مجهر التحليل والتقييم من خلال كتابها هندسة الصالح العام؛ من أجل أخلاقيات الحفاظ ” Architectures du bien commun ; pour une éthique de la préservation” .

وخلال تقديمه للكتاب ، أبرز الأستاذ الباحث في قضايا التراث المادي واللامادي المغربي جعفر الكنسوسي رئيس جمعية منية مراكش، وقيم الدورة الثالثة عشر لزهرية مراكش، أن الكتاب يشكل عملا مميزا لكونه يركز على مفهوم “الصالح العام” في العمارة المغربية، حيث يتناول الكتاب كيفية تصميم المباني بطريقة تعزز الاستدامة والعراقة وتستشرف مقومات الانسجام مع البيئة الثقافية المغربية والخصوصيات الحضارية للمجتمع المغربي.

وأبرز الكنسوسي، أن سليمة الناجي المهندسة المعمارية والباحثة المغربية في الأنثروبولوجيا، كرائدة من الرائدات المغربيات في ميدانها، تستعرض في هذا الكتاب أمثلة من العمارة التقليدية في المغرب، مثل “إيكودار” أو المخازن الجماعية، وطرق تدبير المعمار في الأماكن العامة بالواحات، وكيفيات إستلهام هذه النماذج بالعمارة المغربية الحديثة.

في حين، تطرق الأستاذ الباحث والأكاديمي محمد أيت لعميم إلى أهمية الكتاب العلمية وإلى ثراء مختلف فصوله بالمعلومات التاريخية والإحالات السوسيو إقتصادية ، داعيا الحضور إلى ضرورة الإطلاع عليه.

وأبرز الأستاذ أيت لعميم أنه بصدد ترجمة الكتاب المذكور من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية، نظرا لأهميته العلمية، وتميزه المعرفي وقصد توسيع وتعميم فائدته، مشيرا إلى أهميته الأكاديمية حيث يسلط الضوء على نجاعة استخدام المواد المحلية مثل الحجر والطين والأخشاب والنباتات المقاومة للتقلبات المناخية، وإنطلاقا من دعوة و تأكيد مؤلفته المهندسة سليمة الناجي على ضرورة تجاوز الاعتماد المفرط على الخرسانة، ودعوتها من أجل العودة للأصول المعمارية التراثية المغربية، قصد تحقيق التنمية المستدامة، وفي أفق إعادة كيفية تفعيل تقنيات البناء التقليدية عبر المشاريع التشاركية، والمبادرات العمرانية .

وأشار أيت لعميم أن الناجي كمهندسة معمارية وباحثة مغربية في الأنثروبولوجيا، ألفت العديد من الكتب التي تسلط الضوء على التراث المعماري الأصيل والثقافي المغربي، مستعرضا أهم مؤلفاتها ، على غرار “الفن والمعمار الأمازيغي المغربي” (Art et Architecture Berbères du Maroc) الذي يتناول مختلف الجوانب الفنية والمعمارية للثقافة الأمازيغية في المغرب، وكتاب “أبواب الجنوب المغربي” (Portes du Sud Marocain) حيث تركز الناجي على الأبواب التقليدية في الجنوب المغربي كجزء من التراث المادي المعماري، ثم كتابها حول “المخازن الجماعية بالأطلس: تراث الجنوب المغربي” (Greniers collectifs de l’Atlas : Patrimoines du Sud Marocain) حيث تستعرض الناجي دور المخازن الجماعية في الأطلس وعلاقتها بالنظام الاجتماعي للقبائل الأمازيغية، وكتابها تحت عنوان “أبناء شرفاء ضد أبناء عبيد” (Fils de Saints contre Fils d’Esclaves) الذي يتناول حيثيات وأسرار وخبايا  العديد من القضايا الاجتماعية والثقافية في المغرب.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.