“النزاهة” إكليل تَوهُّج زهرية مراكش، تحتفي بالكاتبة الباحثة رجاء بنشمسي

مـحـمـد الـقـنــور  : 

كانت إحتفالية النزاهة الربيعية إكليل التوهج لإحتفالية زهرية مراكش، “موسم تقطير الزهر”، في نسخته الـ13،والتي أقيمت مساء أمس السبت 5 أبريل الجاري، بفضاء مركز نجوم جامع الفنا، الشهير تاريخيا برياض البوكيلي، بزقاق الشعراء في فحل الزفريتي بمراكش، وذلكــ بحضور عامل عمالة مراكش، ووالي جهة مراكش آسفي، والطاقم المرافق له، والنائب الأول لرئيسة المجلس الجماعي، والعديد من المنتخبين والمنتخبات، بمجالس المقاطعات والغرف المهنية، ومدراء المعاهد العليا، والأوساط الأكاديمية، بجامعة القاضي عياض ومراكز البحوث العلمية، وأرباب ومسؤولي المؤسسات الفندقية، والعديد من المهندسين المعماريين، والباحثين في التراث والتاريخ، والإعلاميين، والصناع الحرفيين، والطلبة الباحثين، وفعاليات المجتمع المدني .

في ذات السياق، ووسط زخم جماهيري، غصت به أرجاء فضاء نزاهة زهرية مراكش والتي ستتواصل فعالياتها إلى غاية 14 أبريل الجاري بالمدينة الحمراء، أبرز الباحث الأكاديمي في قضايا التراث المادي واللامادي  المغربي، الأستاذ جعفر الكنسوسي، رئيس جمعية منية مراكش، والقيم على دورة الزهرية الحالية، أن“زهرية مراكش” باتت تعتبر موسما ثقافيا وتراثيا سنويا، يحتفي بتقاليد تقطير ماء الزهر في مدينة مراكش، وتُعتبرُ  فرصة لإبراز التراث الثقافي المغربي العريق، لكونها تختزل مجموعة من ملامح ومقومات “بلغ العيش” المراكشي، الذي  تكشفه تقاليد النساء المراكشيات في تقطير ماء الزهر من خلال أهازيجهن وأزيائهن وحليهن و طرق إشتغالهن خلال عملية التقطير المرتبطة بالعديد من الصنائع العريقة المغربية، كحرفة سباكة “المرشات” و”الصواني” ومختلف الأواني الفضية، وحرفة الصفارين المتعلقة بأنابيق التقطير النحاسية، وحرفة الزجاجين المختصة في صناعة القوارير، وحرفة القزادرية والنقاشين المزركشين لأغلفة القوارير، وحرفة النساجين وغيرها من الحرف.

وأفاد الأستاذ جعفر الكنسوسي، أن الزهرية ومنذ نسختها الأولى، سعت إلى الحفاظ على هذا الموروث التراثي، وحرصت على إحيائه، وإخراجه من عمق الدور والرياضات كممارسات عائلية محدودة، إلى عموم الجمهور، وإطلاع مختلف المواطنين والمواطنات والسياح الأجانب على خصوصياته الثقافية والبيئية والجمالية، وإرتباطاته المهنية وأبعاده التاريخية من خلال فقرات تأطيرية متنوعة، و ورشات تعليمية، ومعارض فنية، بالإضافة إلى جلسات حكايات شعبية، وعروض موسيقية، وحفلات غنائية، وتوقيعات أدبية وفكرية، ومحاضرات علمية، تحتفي بزهرة النارنج “الزنبوع” في علاقتها بالعمران، وبعراصي وحدائق المدينة، ونسيجها العمراني الهندسي .

وأشار الكنسوسي أن موسمية تقطير الزهر، تعد كذلكـ  مناسبة لتعزيز الروابط الاجتماعية بين الأفراد والجماعات والاحتفاء بالثقافة المحلية والوطنية، وبإبداعات المغاربة الحضارية.

كما عرفت إحتفالية نزاهة الزهرية، فقرات غنائية من الطرب الأندلسي ، إحيتها كل من الفنان الرائد محمد باجدوب، ومجموعة مولاي هشام التلموذي الموسيقية، و العديد من المطربين والمطربات ممن شنفوا أسماع الحضور بخالدات الأغاني المغربية، موازاة مع عرض شريط وثائقي عن تاريخ زهرية مراكش على مدى أكثر من عقد من الزمن، وتجربة الخطاط الفني محمد بديع بوسوني ، وعرض لمختلف أعماله.

وإعترافا بدورها الريادي والثقافي، وتثمينا لمسارها المعرفي الإبداعي، كانت مديرة مؤسسة فريد بلكاهية، الباحثة والكاتبة المغربية المعروفة، رجاء بنشمسي نجمة إحتفالية نزاهة الدورة الــ 13 لزهرية مراكش، حيث تم تكريمها وسط زخم من التصفيقات والمباركات، وتوشيح جهودها بشعار الزهرية.

هذا، وتعتبر رجاء بنشمسي الكاتبة والشاعرة المغربية، الحاصلة على الدكتوراه في الفلسفة حول تجربة وأعمال الكاتب موريس بلانشو، من جامعة باريس، وإنكباب دراستها الفلسفية التحليلية من خلال العلاقة بين الفن والأدب.

من أبرز المبدعات المغربيات، وإحدى صانعات الثقافة والفكر في مدينة مراكش، حيث تجمع بين الشعر الرصين التواق والملتزم بقضايا الإنسان وتطلعاته، والرواية الأدبية المنطلقة من جذور الثقافة والمجتمع المغربيين، فضلا عن أبحاثها ومصنفاتها ومقالاتها في النقد الفني.

 فقد وُلدت الدكتورة رجاء بنشمسي في مدينة مكناس، غير أنها شكلت إيقونة معرفية مراكشية كباحثة وكنشيطة على المستوى الثقافي، وكرئيسة لمؤسسة “فريد بلكاهية”، زوجها الفنان التشكيلي الراحل فريد بلكاهية، فضلا عن كونها عضو في لجنة التحكيم الخاصة بالفيلم القصير في الدورة الثالثة من مهرجان مراكش السينمائي عام 2003، ورئيسة للجنة تحكيم الأفلام القصيرة بالدورة العاشرة من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة عام 2008.

كما إهتمت بنشمسي بالحفاظ على إرث التقاليد المغربية، والحضارة الوطنية، سواء من خلال أعمالها الأدبية والفكرية، أو عبر تنظيمها للعديد من المنتديات واللقاءات والمعارض والفعاليات التواصلية التي تُبرز عمق القضايا الثقافية المغربية.

 وللشاعرة الأديبة رجاء بنشمسي ديوان شعر نُشر عام 1997 في المغرب، ومجموعة قصصية بعنوان “انكسار الرغبة” نُشرت في فرنسا عام 1998، و مُؤَلف “الخلاف مع الزمن” ورواية “مراكش – أضواء المنفى” المتمحورة على عناصر المثاقفة La Culturation وامتزاج الثقافات بين الشرق والغرب.

  

 

 

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.