اليعسوب : الحشرة الملهمة لمهندسي الطيران، وخبراء الصناعات الفضائية

هاسبريس : 

تبدو حشرة اليعسوب عادية للوهلة الأولى، حيث لايعدو الإنسان العادي أن يصنفها فقط ضمن عالم الحشرات، غير أن هذه الحشرة تخفي وراء جناحيها أسرارًا مذهلة في الطيران والمناورة.

ويعتبر اليعسوب ، الحارس الصامت ضد البعوض، والحشرة النموذجية والمثالية للطيران عالي الأداء، فضلا عن كونها صيّادا ماهرا للبعوض بلا منازع، إذ يتغذى على البعوض بكميات هائلة، قد تصل إلى مئات الحشرات يوميًا، مما يضعه على خط الدفاع الأول ضد البعوض كواحدة من أكثر الحشرات إزعاجاً وانتشاراً في العالم .

وتتمتع اليعاسيب بسرعتها الخارقة في الطيران التي تفوق كل التوقعات، حيث تُعدّ أسرع الحشرات الطائرة في العالم، بسرعة تصل إلى 96 كيلومتراً في الساعة.


كما تقوم اليعاسيب بمناورات طيران لا يمكن التنبؤ بها، نظرا لأجنحتها الأربع المستقلة، والتي تتمكن من التحكم فيها بدقة خارقة، مما يمنحها القدرة على التحليق للأمام، وللخلف، وحتى التوقف في الجو.

وتمتاز اليعاسيب بنمط طيرانها العشوائي جداً لدرجة أن العلماء المختصين يجدون صعوبة في دراستها وتصويرها، إذ تغيّر الاتجاهات بشكل سريع ومفاجئ، وعبر وثيرة تسارع غير متوقعة، الأمر الذي يجعل منها كابوساً لأي مفترس، وأعجوبة في هندسة المناورة، وفي التحليق، ومصدر إلهام لعلماء، وموضوع دراسة مستمرة من قبل مهندسي الطيران وخبراء الفضاء ممن يركزون على الطريقة التي تحرك بها أجنحتها الأربعة، وخصوصاً دورانها العمودي، وأثناء طيرانها بالرجوع إلى الخلف، كما تفتح اليعاسيب آفاقاً جديدة في تصميم الروبوتات الطائرة، خصوصا، وأن فريقا من المهندسين في جامعة MIT، لايزال يعمل على تطوير روبوتات مستوحاة من طرق طيران اليعاسيب ، وفك لغز تصميم جناحيها المزدوجين اللذان يتحركان باستقلالية لكل منها على حدى.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.