مقتل الأستاذة هاجر العيادر، يُعيد بقوة سؤال الأمن بالحياة التعليمية

مـحـمـد الـقـنــور :

أفادت مصادر متطابقة، أن هاجر العيادر أستاذة اللغة الفرنسية، التي كانت تدرس بأحد معاهد التكوين المهني بمدينة أرفود، لفظت آخر أنفاسها صبيحة اليوم الأحد 13 أبريل الجاري، بقسم العناية المركزة بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، متأثرة بجروح بليغة أصيبت بها إثر اعتداء جسدي خطير تعرضت له في أواخر شهر رمضان المنصرم، على يد أحد طلبتها، البالغ من العمر 21 سنة، في الشارع العام باستخدام أداة حادة، التي فارقت الحياة متأثرة بضربة كان قد وجهها إليها أحد طلبتها في المؤسسة التي تشتغل بها، بعدما رقدت لقرابة ثلاثة أسابيع في قسم العناية المركزة ..

وكانت الضحية هاجر قد نقلت في حالة حرجة إلى ذات المستشفى ، يوم 27 مارس الماضي، إلى أن فارقت الحياة متأثرة بخطورة إصابتها.

وكان خبر مقتل هاجر أستاذة اللغة الفرنسية بأحد معاهد التكوين المهني بأرفود، قد نزل على المغاربة عموما و الأوساط التعليمية، كالصاعقة ، تاركا موجات من الإستياء لدى الرأي العام الوطني.

وأجمعت العديد من الجهات التربوية والفعاليات المدنية، والمراكز التربوية، أن مقتل الأستاذة هاجر العيادر في أرفود، والتي فارقت الحياة في يوم ميلادها، لم يكن سوى نتيجة منطقية لأزمة القيم التي أصبحت تعرفها الفصول الدراسية منذ أكثر من عقد من الزمن، خصوصا بعدما صار التلاميذ على الأنستغرام ومختلف مواقع التواصل الإجتماعي، يتوعدون الاساتذة بدون استثناء بالكلام البديء واساليب الفظاظة، وقلة الحياء …

وأكدت ذات المصادر، أن المُعضلة التي لم يُر قط مثلها في قطاع التربية و التعليم منذ بداية القرن المنصرم ، بدأت تتناسل وتتكاثر ، مكللة بصمت المجتمع، وتعليق فشل الحياة المدرسية على الدولة وحدها ….

وإستطردت ذات المصادر، أن الحياة التعليمية باتت تتخبط في أزمة قيم، وأن يوم إضراب، أو حمل الشارة لن يعيد ترتيب هذه الحياة التعليمية، غصوصا، بعدما باتت هذه الأزمة تُعتبر من القضايا المحورية التي تهدد حياة وأمن نساء ورجال التعليم، والإداريين التربويين داخل المؤسسات، وتؤثر على مستقبل الأجيال القادمة، نتيجة تدني الوعي بأهمية القيم، وعدم التركيز على غرس القيم الوطنية والمبادئ الإنسانية والمرامي الأخلاقية في المناهج الدراسية، فضلا عن التغيرات الاجتماعية، التي بدأت تصفق للرداءة الإعلامية، والنكوص التواصلي، الذي ينتج الغباء ويصفق للإستحمار، بل بنشره نشرا واسعا.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.