هاسبريس :
تزامنا مع موسمية زهرية مراكش، نظم الشاعر الملهم، وناظم الملحون الظاهرة قصيدة الرنجة، أو “عروس العرصة” وهي القصيدة التي تم إنشادها على مسامع جمهور مدينة مراكش، من عشاق الطرب والزوار والسياح بالمدينة ممن توافدوا على حفل الصبوحي الذي إنتظم بجنان الحارثي في مراكش، في إطار الدورة الثالثة عشر لــ”تقطار الزهر”، والمنظمة من طرف جمعية منية مراكش وشركائها.
يقول الشاعر الأستاذ عبد اللطيف خوسي عن القصيدة ” هي قصيدة تتقاطع في استلهاماتها مع تباشير الربيع وموسم تقطير الزهر الموروث الحضاري التليد بحواضر المغرب العتيقة، قصيدة تقترف- علاوة على وظيفتها الجمالية الإبداعية والتوثيقية- جريرة الوخز ولعبة المخاتلة كما سيتضح مع توالي أقسامها.
وتحاول القصيدة الملحونية، أن تكتسب بعدا إنسانيا رساليا محاينا يجعلها تنسجم مع رهان الراهن وصفتها التمثيلية في شعر الملحون كديوان للمغاربة”.
قصيدة: الرّْنْجَة أو عرُوس العَرصَة
شعر: عبد اللطيف خوسي
الحربـــة
قَالْت الرّْنْجَة سْرّْ عنَايْتِي فْزْهْرِي
بِهْ حزْت مْقَامْْ الرّْفْعَة فْرُوضْ ٱلْاشْجَار
القسم 1
كُنتْ خَارجْ فْالصّْبْحِيَة نْسِيح بْكْرِي
فْالبْسَاتْنْ مَابِينْ ربِيعهَا وْنُوَّار
غِير عَادَة.. سَاعَة سَاعَة نْرِيح فْكرِي
بْالرّْياضَة نْشْغْلْ ذَاتِي نْزِيح الٱكْدَار
ٱلصّْباح رْبِيعِي وْالمَا سْلِيسْ يْجْرِي
فْالخْضُورَة سَلّْكْ بِينْ الٱحوَاضْ المْسَار
وْالبْسُوط تْسَارح زْهْوَة سْبَاتْ نْظْرِي
فُلّْ حَبْقْ وُسُوسَانْ وْياسْمِينْ وْٱجْمَار
الشّْقِيقْ يْشاقِي بْحمُورتُو النّْسْرِي
شَافْهُومْ الخِيلِي غَار وسْقامْ وصفَار
وْالخْماسِي وْسْگُلْمَاسي بْلُونْ عَكْرِي
علَى ٱعكَار الوْجْناتْ يْفَايْشُو بْالفْخَار
وْالحكْمْ طَلْقْ سْرَاحُو قَالْ طُولْ عُمْرِي
فُوق سُور ريَاضِي بْٱحكامْ حَارسْ آلدَّار
القسم 2
سَرتْ وْسْط العَرصَة مْفْتُونْ
بِينْ كَرمْ وتُوتْ وْلِيمُونْ
بْعدْ كُنْتْ مْهْمّْمْ مْشْطُونْ
فُوْجَاتْ الگَانَة
الٱطيَار تْقْسّْمْ بْلْحُونْ
عَنْدْلِيبْ وْفْخْتْ وْحَسُّونْ
كِيفْ رَادْ الخْلَّاقْ تْكُونْ
نَاشْدَة فْرحَانَة
صَابْحَة تْلْعبْ عَلّْ الغْصُونْ
هَيْجَاتْ سْكاتْ المْسْكُونْ
فِيْقَاتْ جْنُونْ المْلحُونْ
جَاتْنِي دَنْدَنَة
شْفْتْ رَنْجَة مْقْصِيَةْ عَنْ ٱدْوَاح الجْنَانْ
شْفْتْها بْعيَاني وْهْفَا لْهَا جْنَانِي
الزّْهْر يْكْسِيهَا كَنُّو عقِيقْ الجْمَانْ
علَى حرِيرْ مْنْبّْتْ مْنْ خْزّْ تُركْمَانِي
صَايْلَة وْٱغْرَاسْ البْسْتانْ طُوقْ وْصفَانْ
غَايْرَة مْغْتَاظَة مْنْ زِينْهَا تْعانِي
عَابقَة بْزْهْرهَا بِينْ الهَوَى وْالمْكَانْ
فَايْحَة وْبْهَاهَا عَنْ غِيرهَا لْهَانِي
طَار بِيَّا شُوقِي لمَّا اجْتَاح صدْرِي
رِيحهَا.. وْمْشِيتْ حداهَا نْرِيح الٱصيَار
مْن رّْحيقْ عرشْهَا عسَّى نْصِيبْ وْطرِي
مْنْ زْهْرهَا يْمْكْنْ زْهْرِي يْرُوقْ يْخْضَار
القسم 3
هْزّْنِي مَا فَاح فْالهْوَى
وْطَار بِي بْجْنَاح النّْشْوَة
مْثِيلْ صَبّْ عمَاتُو صَبْوَة
وْحاجْتُو فْوْصَالُو
غَرّْنِي وْسْوَاسْ الشّْقْوَة
وْصَاتْ لِي فْخْيالِي وْدْوَى
وْقَالْ زِيدْ اغْنْمْ لْلسّْلْوَى
وْلَا يْهْمّْكْ وَالُو
قَطّْفْ الزّْهْر وْمَا تْهْوَى
تْصِيبْ ظْلّْ الرّْنْجَة خْلْوَة
تْرِيح ذَاتْكْ فِي ذَا الغْدْوَة
مْنْ الشّْقَا وْنْكَالُو
مَاشْعرتْ بْنْفْسِي يْلَّا وْكُنْتْ مُوقُوفْ
علَى ٱعرَاشْ الرّْنْجَة نْزْهَى بْدُونْ تْكْلِيفْ
جَالْتْ عيُونِي فْحمَاهَا وْكُنْتْ مْلْهُوفْ
حَاجْتِي فْالزّْهْراتْ نْطُولْهَا بْالْقْطِيفْ
تْمّْ نْسْمْع هْمْسْ الرّْنْجَة يْجِي مْنْ الجُّوفْ
جَايْباهْ النّْسْمَة صَافِي وْرَايْقْ لْطِيفْ
قَالتْ آشَاعر يَا سِيدْ الهْوَى وْالحرُوفْ
شُوفْ سَايْر الٱدْوَاح تْغِيظْنِي بْتْرجِيفْ
غَايْرَة مْنْ زْهْرِي وْزْنابْعِي وْعطرِي
مَا غْنَاهَا عَنِّي مَا حَامْلَة مْنْ ٱثْمَار
غِيثْنِي وْرفْع لِي بِينْ الٱشْجَار قْدْرِي
صِيفْنِي وْٱغْنْمْ مْنْ زْهْرِي نْفِيسْ الٱعطَار
القسم 4
قُلْتْ يا خَنَّار البْسْتَانْ
مَا دْراشْ الدَّوْح الحَقْدَانْ
بْالسّْرَار الِّي فِيكْ ٱلْوَانْ
وْالسّْرَار مْعَانِي
مَا نْبَا فْعنَاقْدْ الٱغْصَانْ
مْنْ ٱلْوَانْ الحُلُو المْزْيَانْ
مَا سْوَا تْنْبَاتْ بْالجْمَانْ
فِيكْ يَا سْلْوَانِي
كُلّْ مَا زْهْركْ فَاح وْبَانْ
هْلّْلَاتْ علِيكْ النّْسْوَانْ
بْالصّْلَاةْ علِيكْ آعْدْنَانْ
وْالشّْعَار مْثانِي
يَا عرُوسْ العَرصَة لْمَّا شْدَاكْ يْسْرِي
بْالزّْغَارْتْ يَاتِيوْكْ راجْيَاتْ ٱلْمْزَار
سَايْسِينْ ٱفْنانْكْ وْتْكابْرِي تْصبْرِي
مَا تْبْخْلِي عنْهُومْ يْلَا رخَاوْا لِيزَار
بْالسّْمَاح تْقُولِي نْهْدِي رحِيقْ زَهْرِي
علَى حرِيقْ ٱفْلاذِي بِينْ النّْحَاسْ وْالنَّار
قْطّْرِي يَا زْهْرَة عطرِي وْلَا تْعذْرِي
ذْكّْرِي وْٱعتْصرِي مْنِّي نْفِيسْ العِيَار
قْطّْرِي وْٱعتْبْرِي بِمَا جْرَى فْقْدْرِي
مَا يْكابْدْ الجْمَار سْوَى شْرِيفْ صَبَّار
مَا يْوْهْبْكْ زْهْر البْهْجَة مْثِيلْ قَطرِي
لَا ٱوْراقْ الرِّيحَانْ وْلَا كْيُوسْ جْلَّار
لَا قْدُودْ السُّوسَانْ وْلَا ٱبْيَاضْ نْسْرِي
لَا ٱنْوَاع النُّوَار الشَّايْعَة فْٱلجْوَار
لَا قْلَايْدْ مْخْتْلْفَة فْالعرَاشْ تْغْرِي
مَا خْفَى فْالْجَوْهَر هَادَاكْ سْرّْ الْٱسْرَار
غِير صُولِي صُولِي يَا لَالَّة وْفْخْرِي
كِيفْ صَالْ ٱلبْدْر المْكْمُولْ بِينْ ٱلْٱقْمَار
مْيّْسَاتْ الرّْنْجَة فْقْمِيصهَا السّْحرِي
فُوْحَاتْ علِيَّا رشَّاتْنِي بْتْحزَار
هْزّْنِي رِيح هْوَاهَا كِيفْ هْزّْ شْعرِي
صبْتْنِي فْحضْنْهَا بِينْ ٱلنّْدَى وْٱلازْهَار
راقْ لِيَّا رِيقْ لْمَاهَا وْشَاع خْبْرِي
فْالبْسَاتْنْ لْمَّا خْصِّيتْهَا بالاشْعَار
قَالْتْ آمْدَّاحِي بْخْصَايْلِي وْذْكْرِي
مَا تْشُوفْ آ عَبدْ اللَّطِيفْ سَاعةْ ٱغْيَار
مَا نْصِيبْ نْجافِي مْنْ صَانِّي فْقْدْرِي
مَا نْصدّْ جْوارُو لُو كانْ قَامْ ٱلاسْوَار
مَا نْعلِّي مْقْدَار الطَّاعنِينْ ظْهْرِي
فِي ظْهُور الطّٰعَّانَة دَايْرَة بْٱلْادْوَار
بْٱلمْحَانْ يْمْيْزّْ رَبّْ العبَادْ يْفْرِي
رُوضْنَا عَلْ لْشْياع حوَالْنَا ٱخْتِبار
ما يْغرّْ ٱبْصَارِي وْقْتِي حلُو وْ بْكرِي
مَا غْلَاتْ ٱزْهارِي يْلَّا بْكَيّْ الجْمار
عامْ صُوتْ وْ غَافِي يَا باخْسِينْ تْبْرِي
ما تْخْلّْدْ ٱلٱسْفَار سْوَى شْريفْ ٱلاقدار
يا الريح الغْربِيَة سَاعفِي وْجْبْرِي
يا الصّْبّْ الغَربِي زِيلْ ٱلهْبَا والغْبَار
هَبْتْ لِيكْ سْلامِي وْمْحبّْتِي وْشْكْرِي
كْمَا نْهِيبُو لْاخْيَار ٱلفَايْزِينْ ٱلاحرَار
وْٱلصّْلاةْ على خَاتْمْ ٱلْانْبِيَا البْدْرِي
لَامْتُو وْٱهْلْ البِيتْ الطِّيْبِينْ ٱلابْرَار