حل بمدينة مراكش ما يقارب 200 شاب وشابة من أزيد من 48 بلدا إسلاميا من مختلف قارات العالم، للمشاركة في الفعاليات الفكرية والمعرفية الفنية والثقافية التي إحتضنتها مدينة سبعة رجال ، إحتفاء بإختيار مدينة “مراكش كعاصمة لشباب العالم الإسلامي 2025” والمنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل قطاع الشباب ومنتدى التعاون الإسلامي للشباب التابع لمنظمة التعاون الإسلامي..
جاء الإعلان عن مراكش كعاصمة لشباب العالم الإسلامي، خلال ندوة صحفية نظمت مساء الجمعة الفارطة بمراكش لتسليط الضوء على فقرات الفعاليات المذكورة، التي إستمرت على مدى ستة أيام، والتي تتمحورت على مدينة النخيل كحاضرة من حواضر العالم الإسلامي ، ومن أبرز الحواضر المغربية التي تجمع بين العمق التاريخي، الثراء الثقافي، والدينامية الاقتصادية، مما جعلها مدينة ذات إشعاع وطني ودولي، منذ أن تأسست سنة 1070ميلادية، على يد المرابطين، وكانت عاصمة لعدة دول مغربية من المرابطين، والموحدين، والسعديين، والعلويين على عهد السلطان محمد الثالث، كما نظمت الفعاليات المذكورة، تتويجًا لمكانة مراكش كمدينة ذات إشعاع حضاري وثقافي عالمي، وتأكيدا لإلتزام المملكة المغربية بقضايا الشباب والتنمية المستدامة..
وخلال الندوة الصحافية المذكورة، أكد محمد أوزيان، مدير التعاون والتواصل والدراسات القانونية بالوزارة ومدير فعاليات “مراكش عاصمة شباب العالم الإسلامي 2025″، أن هذه المشاركة تعكس الأهمية التي تحظى بها مراكش كمدينة عالمية تستقطب مجموعة من التظاهرات والأحداث ذات البعد الدولي.
وأضاف أن اختيار المدينة الحمراء لاحتضان هذه المبادرة يعتبر تأكيدا على الاعتراف الدولي بمكانة المملكة المغربية كملتقى حضاري عريق يجسد الدينامية المستنيرة في خدمة قضايا الشباب والتزامها الراسخ بالمساهمة في نهضة شباب العالم الإسلامي، وكذا أدوارها الطلائعية على المستوى الدولي في صياغة عدد من السياسات العمومية القارية والإقليمية والدولية الهادفة إلى تمكين الشباب في مختلف مناحي الحياة.
واعتبر أوزيان أن هذه الفعاليات تشكل فرصة لبناء روابط متينة وتحفيز روح الابتكار وترسيخ مركزية الشباب ودورهم في بناء مستقبل مزدهر متضامن وقادر على الصمود، وخلق منصة مؤسساتية للإجابة عن مجموعة من الأسئلة المطروحة من لدن شباب العالم الإسلامي في مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية.
وأبرز أن برنامج هذه الفعاليات يشتمل بالخصوص، على أنشطة ومنتديات ودورات تكوينية ذات صلة بالمجال الثقافي والفني والرياضي، وحوارا شبابيا مفتوحا بين مختلف الدول فيما يتعلق بالديمقراطية والسلم والأمن، إلى جانب محور حول علاقة الشباب بالثقافة.
وأشار إلى أن البرنامج سيفتتح بتنظيم منتدى دولي للشباب (30 يونيو -3 يوليوز) حول موضوع “شباب العالم الإسلامي: تحديات ما بعد كورونا” والذي يهدف إلى تعزيز قدرات الشباب الابتكارية في مواجهة الأزمات.
من جهته، أبرز طه أيهان، رئيس منتدى التعاون الإسلامي للشباب، أن تأكيد اختيار مراكش خلال اجتماع المكتب التنفيذي للمنتدى السنة الماضية في إسطنبول لتكون عاصمة للشباب خلال سنة 2025، يعكس مكانة المدينة الحمراء ذات التراث الغني والمتنوع كملتقى الحضارات التاريخي، مشيرا إلى أن برنامج هذه الفعاليات التي سبق أن احتضنتها مدينة فاس سنة 2017، يسلط الضوء على التحديات المختلفة التي واجهها الشباب في العالم الإسلامي على إثر جائحة كورونا ، حيث تحولت محاور الفعاليات إلى منصة استراتيجية لتعزيز الحوار بين الثقافات الإسلامية، وتمكين الشباب من لعب أدوار قيادية..
وأضاف طه أيهان، أن المنتدى يسعى من خلال برنامج “عاصمة الشباب” إلى توفير منصة للشباب من خلال تنظيم عدة فعاليات تشمل منتديات ومؤتمرات أكاديمية ومسابقات رياضية مما يسهم في تمكين الشباب وتطويرهم في مجالات مختلفة. أن المنتدى الافتتاحي لفعاليات “مراكش عاصمة شباب العالم الإسلامي” سيعرف حضورا وزانا على المستوى الوزاري بدول منظمة التعان الإسلامي إلى جانب ممثلي المنظمات الدولية والإقليمية الشريكة.
وصف طه أيهان، رئيس منتدى التعاون الإسلامي للشباب، الجائحة بأنها “ليست أزمة صحية فقط، بل درس عالمي في كيفية مواجهة الأزمات المستقبلية”.
في حين، أوضح رسول عمروف، المدير العام لمنتدى التعاون الإسلامي للشباب، أن هذه الفعاليات ستكون في خدمة الشباب بالعالم الإسلامي وخاصة الشباب المغربي، حيث ستشكل فرصة للتعارف والتبادل الثقافي بينهم، مؤكدا أن مدينة مراكش ستلعب دورا هاما في تعزيز اشعاع هذه المبادرة.
خلال افتتاح فعاليات “مراكش عاصمة شباب العالم الإسلامي 2025″، إستعرض محـمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، رؤية المغرب لتمكين الشباب وتعزيز دورهم في التنمية، مؤكدا أن هذه التظاهرة تُجسد إرادة جماعية حقيقية لتمكين الشباب، وإبراز دورهم الحيوي في بناء مستقبل المجتمعات وتحقيق الازدهار.
كما شدد بنسعيد على أن هذه المبادرة تتناغم مع التوجيهات الملكية السامية التي تضع الشباب في صلب السياسات العمومية، باعتبارهم شركاء في التنمية والاستقرار. ووصف بنسعيد الفعاليات، بكونها منصة استراتيجية للحوار والانفتاح بين شباب الدول الإسلامية، من أجل بلورة حلول مبتكرة للتحديات الراهنة.
واعتبر الوزير محـمد المهدي بنسعيد،أن اختيار مراكش يعكس الاعتراف الدولي بمكانة المغرب كمنصة حضارية وفكرية، مشيرًا إلى أن المدينة لطالما كانت مركزًا للإشعاع الثقافي والفني في العالم الإسلامي، مشيرا أن وزارته تعمل على بلورة برامج مبتكرة تهدف إلى صقل مهارات الشباب وتوفير فضاءات محفزة للإبداع، مع دعم اندماجهم الاقتصادي والاجتماعي.
إلى ذلكــ ، شكلت جائحة كورونا محورًا أساسيًا في فعاليات “مراكش عاصمة شباب العالم الإسلامي 2025″، حيث تم تخصيص منتدى دولي بعنوان “شباب العالم الإسلامي: تحديات ما بعد جائحة كورونا” كأولى محطات البرنامج الرسمي، إنصب حول آليات إعادة ترتيب الأولويات، بعد أزمة كورونا كوفيد 19، حيث ناقش المشاركون والمشاركات، خلال ورشة قام بتيسيير أطوارها الإعلامي محمد سعيد الوافي الكيفيات التي دفعت عبرها الجائحة، الشباب إلى التركيز على التعليم، التشغيل، والصحة النفسية، بدلًا من الانشغال بالأنشطة التقليدية، كما تناولت معظم مداخلات شباب الدول الإسلامية دور الجائحة كفرصة ساهمت في تسريع الرقمنة، حيث استثمر الشباب في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، والتحول الرقمي ضمن توصيات بضرورة دمقرطة الولوج إلى الرقمنة والفضاء السيبرنيتي، في الوقت الذي تطرقت خلاله مداخلات شبابية أخرى إلى ضرورة تم تسليط الضوء على التأثيرات النفسية للجائحة، خاصة على الفئات الشابة، مع الدعوة إلى إدماج الدعم النفسي في السياسات العمومية وتوطيد الإدماج الاقتصادي، خصوصا بعدما أثرت الجائحة على وثيرة فرص الشغل، مشددين على ضرورة تطوير نماذج جديدة للإدماج الاقتصادي العادل، والوعي بكون الإنكباب على تداعيات الجائحة الإقتصاية والتربوية التعليمية والإجتماعية والنفسية لايشكل مجرد استذكار للماضي، بل محطة لرسم معالم مستقبل أكثر مرونة وعدالة للشباب في العالم الإسلامي، وتحويل تداعيات الجائحة إلى ثورة رقمية وفرص للابتكار..