تثمين براءات الاختراع، أساسي لتحويل الذكاء الاصطناعي إلى ثروة وطنية

مـحـمـد الـقـنــور : 

في إطار فعاليات المؤتمر الدولي الأول للذكاء الاصطناعي والعلوم المعرفية من أجل التكنولوجيات الناشئة – AICSET 2025، الذي نظمته جامعة الحسن الأول بسطات، وبشراكة مع كلية العلوم والتقنيات والمعهد العالي لعلوم الصحة، على مدى ثلاثة أيام من 14 إلى 16 يوليوز الجاري بمدينة مراكش، كحدث علمي دولي بارز، الذي جمع خبراء تقنيات وتطبيقات العالم الرقمي وباحثين معلوماتيين وصناع قرار من مختلف دول العالم، ضمن حضور ملحوظ لأسماء وازنة في مجالات الذكاء الاصطناعي من مختلف أنحاء العالم.

كما تناولت الجلسات العلمية للمؤتمر المعني، ركزت على العلاقة بين الإبداع التكنولوجي والتحول المجتمعي، وعلى إسهامات الباحثين المغاربة في تطوير حلول ذكية ومستدامة، قصد توظيف آليات تأجير حقوق الملكية الفكرية في نقل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها المبتكرة، كرافعة استراتيجية لتحقيق تنمية مجالية واقتصادية مستدامة في الدول الصاعدة، وكوسيلة لتحويل براءات الاختراع إلى حلول عملية ذات أثر ملموس على الواقع الاجتماعي والمعرفي.

وخلال مشاركته في فعاليات المؤتمر المذكور، أبرز عبد العزيز مستاوي، الخبير الدولي في الملكية الفكرية، ورئيس اتحاد المخترعين الدوليين ووكيل تأجير حقوق براءات الاختراع، أن مستقبل الذكاء الاصطناعي في المغرب وإفريقيا لن يتحقق إلا عبر تثمين الإبداع الفردي والجماعي، وحماية المخرجات التقنية والعلمية ضمن منظومة متكاملة للملكية الفكرية والاختراع.

كما أكد مستاوي أن “المغرب يمتلك طاقات إبداعية هائلة في صفوف الشباب والباحثين، غير أن التحول الفعلي نحو اقتصاد الذكاء الاصطناعي يتطلب تحويل الأفكار إلى براءات اختراع محمية، ثم إلى نماذج تجارية قابلة للتسويق”، مضيفًا أن اتحاد المخترعين يعمل حاليًا على دعم مشاريع واعدة لرواد أعمال وتقنيين مغاربة في مجالات الذكاء الصناعي والصحة الرقمية والروبوتيك.

في ذات السياق، دعا مستاوي إلى إحداث آليات تمويلية وتشريعية لاحتضان الاختراعات الجامعية وحمايتها، مشددًا على أهمية تفعيل “سوق لتأجير وتراخيص براءات الاختراع” لتسهيل دخولها إلى العالم الصناعي والاقتصادي، سواء على المستوى الوطني أو عبر شراكات إفريقية ودولية، مشيرا أن غياب الوعي بأهمية الملكية الصناعية ما يزال يشكل عائقًا أمام الكثير من الباحثين، حيث تُهدر اختراعات ومشاريع ابتكارية بسبب غياب الحماية القانونية أو الجسور نحو التثمين الصناعي.

وأضاف مستاوي أن “الذكاء الاصطناعي ليس فقط خوارزميات، بل هو منتوج ابتكاري، ويجب معاملته كأي منتوج فني أو صناعي محمي بقوانين الملكية الفكرية. وبدون هذه الحماية، فإننا نخاطر بتحويل شبابنا إلى مجرد مستخدمين لتكنولوجيا الغير بدل أن يكونوا صانعين لها”.

كما نوه مستاوي بالتوجيهات الملكية السامية الرامية إلى دعم وتوجيه مسار الرقمنة والابتكار، معتبرًا أن المؤتمر الحالي يشكل منصة مثالية لتقوية التكامل بين الأكاديميين والخبراء والقطاع الصناعي، ولتسليط الضوء على التجارب المغربية في مجال الاختراع.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.