بمناسبة الذكرى الــ 26 لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه المنعمين، نظمت الطائفة اليهودية المغربية بجهة مراكش آسفي، مساء اليوم الاثنين 28 يوليوز الجاري، حفلا فنيا موسيقيا، تخللته فقرات خطابية، عكست مدى التلاحم والمؤاخاة بين الرافد الديني العبري والرافد الإسلامي الوسطي، وعمق الدلالات الحضارية المغربية التليدة، والمُـترجَمَة بالتنوع الثقافي والزخم الفني.
وتميز هذا الحفل، الذي جرى بمتحف محمد السادس لحضارة الماء في مراكش، في أجواء مطبوعة بالوفاء والتشبث بالعرش العلوي والاعتزاز الوطني، وذلكــ بحضور كل من رشيد بنشيخي، والي جهة مراكش آسفي وعامل عمالة مراكش بالنيابة، ووالي أمن ذات الجهة وشخصيات مدنية وعسكرية، ورؤساء المصالح الخارجية، والسلطات المحلية، وأفراد من الطائفة اليهودية بجهة مراكش آسفي، والعديد من الفعاليات الإقتصادية المحلية والجهوية من رجال ونساء الأعمال، والمنتخبات والمنتخبين بالغرف المهنية، ومجالس مقاطعات ذات المدينة، ورجال ونساء الفن والرياضة والإعلام .
وخلال إفتتاح الحفل، أعرب جاكي كادوش، رئيس الطائفة اليهودية المغربية بجهة مراكش آسفي، عن إخلاص الطائفة اليهودية، وتشبتها بأهداب العرش الملكي، وبتعليمات صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بالتوفيق لما فيه تنمية ورقي الشعب المغربي.
وأبرز كادوش أن تخليد عيد العرش الذي دأبت عليه الطائفة اليهودية المغربية لعشرات العقود، يجسد التشبث المكين لكافة مكونات الأمة بالعرش العلوي، في تلاحم قوي بين العرش العلوي المجيد والشعب المغربي، مسجلا أن هذا العيد “يأتي هذه السنة في لحظة تواصل فيها المملكة، تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مسلسل التحول السياسي والاقتصادي والاجتماعي بعمق مميز وقويم .
كما أوضح كادوش أن “جلالة الملك، منذ اعتلائه العرش سنة 1999، ما فتئ يعمل على تحديث الاقتصاد،وعصرنة المجتمع، وتوطيد الحقوق الاجتماعية، والنهوض بالإندماج الإفريقي، مع الحفاظ على الهوية المغربية، المؤسسة على التعدد والتنوع داخل بوثقة الوحدة”.
وشدد كادوش على عمق الدلالات والإرادة القوية والرمزيات الوطنية المتعلقة بتخليد عيد العرش، كمحطة أساسية ومهمة تعكس انتصارات الشعب المغربي، ومساراته على سكة التنمية والحداثة”، مشيرا، أن الطائفة اليهودية المغربية، تميزت على الدوام ، ومنذ ألفي سنة من التاريخ،بالدفاع عن المملكة، والدود عن ثوابتها و مقدساتها، مما جعلها تراكم تراثا غنيا بشكل استثنائي، ومما سمح لأجيال الغد من الناشئة بتعزيز وحماية ذكرى بلد عاش فيه اليهود المغاربة بسلام وضمن بوثقة وطنية موحدة على الدوام، مبرزا تحضر ورسالة العقيدة الوسطية والشرعية الدينية الراسخة التي يجسدها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس .
وذكر كادوش بمختلف الإنجازات الكبرى التي ميزت عهد جلالة الملك محمد السادس نصره الله، من ميناء طنجة المتوسط، إلى خط القطار فائق السرعة من طنجة إلى الدار البيضاء، وتطوير شبكة عملية واسعة من السدود والطرق والأنسجة الحضرية والأراضي الزراعية والموارد المائية، والتحولات الطاقية، المهيكلة على غرار مركب “نور ورزازات” للطاقة الشمسية، وريادة المملكة إقليميا وقاريا في مجال الطاقات المتجددة”، فضلا عن الإستثمارات التنموية والمشاريع الاجتماعية التكافلية ومبادرات القرب، والزيارات الملكية الميدانية، على مستوى عموم جهات المملكة، والمبادرات السامية الرامية إلى ولوج منصف للعلاجات الطبية، مع التأكيد على الدور الريادي لمدونة الأسرة التي شكلت منعطفا في تحسين تحصين آمن العائلة المغربية .
في ذات السياق، ثمن كادوش رئيس الطائفة اليهودية المغربية بجهة مراكش آسفي، دور الطائفة اليهودية المغربية، بمختلف دول وقارات العالم، في الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، وتثمين مختلف مبادرات السلام والاحترام والحوار والتسامح، مما جعل المملكة المغربية تقدم على الدوام نموذجا متفردا للتعايش الديني والتناغم الثقافي .
وإختتم الحفل برفع أكف الضراعة و الابتهال، لحفظ ونصرة وتسديد خطى ومبادرات صاحب الجلالة محمد السادس، والدعاء لجلالته باللغة العربية واللغة العبرية بدوام الصحة والعافية، ولولي عهده الأمير مولاي الحسن، وشقيقه سمو الأمير مولاي رشيد وباقي الأسرة الملكية والشعب المغربي.