في سابقة غير مألوفة، عرف حي رياض الألفة التابع لمقاطعة الحي الحسني بمدينة الدار البيضاء، مساء أمس الأربعاء الفارط 23 يوليوز الجاري، مواجهات دامية مسلحة نفذها مهاجرون سريون من دول إفريقيا جنوب الصحراء، في إطار تصفية حسابات داخلية، حيث وصفها شهود عيان من ساكنة الحي المذكور، بالمرعبة والغوغائية .
وأفادت مصادر من ذات الحي، أن هذه المواجهات العنيفة والطاحنة تمت بإستعمال الأسلحة البيضاء، مما هدد الأمن العام في حي سكني، وذلكـ بعدما اقتحم عشرات المهاجرين السريين الحي مدججين بالسيوف والهراوات والأدوات الحادة ، وملثمون قصد إخفاء هوياتهم عن الأعين وبعض الكاميرات المثبتة بالحي، من طرف الخواص، لتتحول الشوارع إلى ساحة معركة مفتوحة، حيث اندلع شجار عنيف وسط ذهول السكان ممن فروا هاربين إلى داخل منازلهم.
وحسب المعطيات الأولية حول هذه المواجهات الدامية، فإنها إندلعت على خلفية خصومات سابقة بين مجموعات من المهاجرين من دول جنوب الصحراء، كانت قد بدأت خلال حفل زفاف نُظم بمنطقة فرح السلام، حيث نشب شجار تطور إلى تبادل للضرب، قبل أن ينسحب المعتدون، ويخططوا لاحقًا للانتقام عبر الهجوم على خصومهم داخل حي رياض الألفة.
إلى ذلكــ ، أسفر الهجوم المذكور عن إصابة عدد من الأشخاص بجروح متفاوتة الخطورة، ضمنهم ثلاثة في حالة حرجة تم نقلهم على وجه السرعة إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية، في حين، لم ترد معلومات مؤكدة عن تسجيل خسائر مادية، غير أن السكان عبروا عن صدمتهم وقلقهم من تصاعد هذه الظواهر في أحيائهم الآمنة.
هذا، وكان المشهد الدموي قد أثار حالة من الهلع الشديد بين ساكنة الحي والمارة ومستعملي الطريق، خاصة مع مطاردات في الشارع العام وصراخ النساء والأطفال، مما استدعى تدخلاً عاجلاً للقوات الأمنية التي باشرت تمشيط المنطقة وتعقب المتورطين.
ومعلوم، أن أصوات للمجتمع المدني وبعض الساكنة والفعاليات الحقوقية باتت ترتفع بشكل ملحوظ، قصد المطالبة بـتعزيز التواجد الأمني في هذه المناطق القابلة للإشتعال الفوضوي، ومن أجل مراجعة السياسات المتعلقة بإيواء المهاجرين غير النظاميين، خاصة في الأحياء السكنية بالأنسجة الحضرية، والحيلولة دون تحولها إلى فضاءات للصراعات العنيفة التي تهدد سلامة المواطنات والمواطنين.