البصمة المغربية ذاكـ السر الذي يميز المغاربة

مـحـمـد الـقـنــور : 

يجمع معظم الأكاديميين والباحثين على أن البصمة الوطنية المغربية تعبير رمزي يشير إلى الهوية الحضارية الخاصة بكل الشعب المغربي، بمختلف روافده الحضارية، العروبية والأمازيغية، الموريسكية والعبرية، الحسانية الصحراوية والإفريقية، وكلها روافد تبرز في ممارساته، وفي رموزه، وفي قيمه، وتاريخه الفني والمعرفي، وعلى مستوى جميع دلالات تراثه المادي واللامادي في مختلف السياق التاريخي المغربي.

وتُستخدم عبارة البصمة المغربية للإشارة إلى الخصوصية الحضارية التي تميز المغرب عن غيره، رغم تأثيرات العولمة والانفتاح العالمي، حيث تظل البصمة الوطنية، وعلى رأسها المؤسسة الملكية التي حققت إجماعا وطنيا عقديا وروحيا وسيكولوجيا لدى المغاربة، وكنظام سياسي أصيل متجذر في التاريخ العالمي لقرون، ومنفتح على الدستورانية العصرية، ضامن لوحدة البلاد وساهر على ضمان الحريات الفردية والجماعية، وعلى سير المؤسسات السياسية في اتجاه الحداثة والعصرنة والتقدم والنجاعة، وفي اتجاه تكريس دولة الحق والقانون.

كما أن الطابع الفريد الذي يميز ثقافة الشعب المغربي، والتي تنعكس في الإشارات والمعاني اللغوية، وفي تنوع الأزياء والحلي، وفي الفنون التشكيلية من زخارف وتصاميم وزركشات ونقوش وتصاميم عمرانية وتهيئات مجالية للرياضات والقصور، والأزقة والدروب والصابات والرجيلات وهما فرعان عن الدروب الكبيرة الطويلة كتجمعات سكنية متواثرة ومصطفة على مستوى الحي الواحد، والدور والدويريات والأسواق والجوامع والصوامع والصهاريج والبساتين والمطفيات والسواقي والسدود والمنشآت الصناعية الحديثة والمجامع الحرفية وغيرها .

إلى ذلكـــ ، تنعكس البصمة المغربية على الأعراف والتقاليد، والطقوس من مآتم وأتراح والإحتفالات من أعراس الزفاف وعقيقات المواليد، ومواسم الخطوبة ومن عادات التي ترتبط بالعيدين الفطر والأضحى، وبعيد المولد النبوي وبإحتفالات عاشوراء، وتخليد للأعياد الوطنية كعيد العرش وعيد الشباب، وموسم التويزة، وأعراف الضيافة، والأعياد المرتبطة بالدورات الزمنية مثل الإحتفالات بالسنوات الهجرية والأمازيغية والميلادية.

ومعلوم، أن البصمة الوطنية تُعتبر  وسيلة لمواجهة الطمس الثقافي الناتج عن العولمة، كما ورد في مداخلة أندري أزولاي، فإن المغرب جعل من تنوعه الثقافي مرجعية دولية، واعتبره رافعة للحداثة الاجتماعية، برؤية عميقة حول ريادة المغرب في تعزيز التنوع الثقافي والحضاري، وربطه بالسياق العام للسياسات العمومية للمملكة.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.