أعلنت وزارة الداخلية البرتغالية، أن المغرب سيرسل طائرتين لمكافحة الحرائق من طراز “كنداير” إلى البرتغال، وذلك بعد تفعيل لشبونة لآلية التعاون الثنائي عقب تعطل طائرتين تابعتين لها .
وصرحت الحكومة البرتغالية أن البرتغال طلبت في البداية المساعدة من إسبانيا، لكن الأخيرة لم تتمكن من الاستجابة بشكل إيجابي بسبب تجدد الحرائق على أراضيها.
وتُعدّ طائرات “الكنادير” CL-415 من أقوى الوسائل الجوية لمكافحة الحرائق على الصعيد العالمي، حيث تتميز بقدرتها الكبيرة على حمل كميات ضخمة من المياه والهبوط مباشرة في المسطحات المائية لملء خزاناتها في وقت قياسي، مما يجعلها سلاحاً استراتيجياً في مواجهة الحرائق التي تزداد حدتها بفعل التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة عبر القارات.
ورغم الأهمية البالغة لهذه الطائرات، إلا أن عددها على المستوى الدولي يبقى محدوداً للغاية، إذ لا يتجاوز بضع عشرات موزعة على عدد قليل من الدول، من ضمنها المغرب الذي يعتبر أحد أبرز الفاعلين، بعدما نجح في تكوين أسطول مكون من 8 طائرات كنادير، ليحتل المرتبة الرابعة عالمياً، متقدماً بذلك على دول كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وماليزيا، رغم تفوقها العسكري والمالي.
الترتيب العالمي لأسطول طائرات الكنادير (CL-415)
1. كندا – 26 طائرة
2. إيطاليا – 19 طائرة
3. فرنسا – 12 طائرة
4. المغرب – 8 طائرات
5. اليونان – 7 طائرات
6. كرواتيا – 6 طائرات
7. إسبانيا – 4 طائرات
8. الولايات المتحدة – 4 طائرات
9. ماليزيا – طائرتان
ويعكسُ هذا الخيار الاستراتيجي رؤية المغرب، واختياراته في الاستثمار في هذا النوع من الطائرات الذي لم يأت من فراغ، بل جاء كخيار استراتيجي في ظل تزايد حرائق الغابات، خصوصاً في مناطق الشمال والريف، حيث شهدت المملكة في السنوات الأخيرة موجات نيران واسعة تسببت في خسائر بيئية واقتصادية معتبرة.
وبفضل هذا الأسطول، أصبح المغرب من بين الدول الأكثر استعداداً لمكافحة هذه الكوارث الطبيعية، ليس فقط على المستوى الإقليمي والإفريقي، بل أيضاً على الصعيد العالمي، إذ يضعه هذا الترتيب في مصاف نخبة الدول المالكة لـ “الكنادير”.
كما أن امتلاك المغرب لأسطول قوي من طائرات مكافحة الحرائق لا يعكس فقط مكانته الريادية إفريقيا وعربياً، بل يؤكد أيضاً قدرته على منافسة دول كبرى في مجال الأمن البيئي وحماية الغابات. فقد تمكن من تحقيق تفوق نوعي على قوى عسكرية واقتصادية ضخمة، وهو ما يعزز صورته الدولية كبلد استباقي في مواجهة التحديات المناخية.
هذا، ونتيجة استراتيجيته الرشيدة واستثماراته الحكيمة، إستطاع المغرب حجز مكانة متقدمة عالمياً ضمن الدول المالكة لأسطول طائرات “الكنادير”، حيث يكشفُ هذا التفوق ، قوة وعزم المملكة على السير بخطى ثابتة نحو تعزيز أمنها البيئي وضمان استدامة مواردها الطبيعية، لتصبح نموذجاً في مجال مكافحة الحرائق والتكيف مع التغيرات المناخية.