الهيدروجين الأخضر مفتاح بارز للإنتقال الطاقي في قمة مراكش العالمية
مـحـمـد الـقـنــور :
خلال أشغال الدورة الخامسة للقمة العالمية للهيدروجين الأخضر وتطبيقاته (Power-to-X 2025)، التي نظمت تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من طرف المعهد الوطني للبحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة، و بإشراف وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، على مدى يومي الأربعاء والخميس 1و2 أكتوبر الجاري بمراكش، شدد المتدخلون، أن المغرب يولي أهمية كبيرة للنهوض بالهيدروجين الأخضر كرافعة استراتيجية للتحول الطاقي والتنافسية الصناعية والتعاون الدولي.
كما أبرز سمير الرشيدي، المدير العام للمعهد الوطني للبحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة، أن المعهد يعمل على تطوير بنية بحثية متكاملة في مجال الطاقات الخضراء، من شأنها تعزيز مكانة المغرب كفاعل رئيسي في الانتقال الطاقي.
وأشار الرشيدي أن هذا التوجه يقوم على شراكات استراتيجية مع مؤسسات وطنية ودولية، من خلال التعاون المثمر بين المغرب وفرنسا، الذي يتجسد في مشاريع وبرامج مشتركة تدعم الابتكار في مجال الطاقات المتجددة، مع توطين مختلف آليات التعاون والشراكة مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي، التي ساهمت في تطوير تقنيات (Power-to-X) بالمغرب، مشيرا إلى الأثر الإيجابي لهذه المبادرات على البيئة وتعزيز الحلول المستدامة لمواجهة التحديات الطاقية العالمية.
في سياق متصل، شدد طارق أمزيان مفضل، الرئيس المدير العام للوكالة المغربية للطاقة المستدامة (مازن)، على أن المغرب، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أضحى مرجعا عالميا في مجال الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، مشيرا إلى أن المملكة تعد لبرنامجها الخاص بقطاع الهيدروجين الأخضر بمنهجية وحكامة واضحة وشفافة.
كما أكد أمزيان مفضل، أن المملكة تقترح على المستثمرين عرضا فريدا في هذه السلسلة يضم التنافسية والموارد الطبيعية الاستثنائية والرؤية والاستقرار المشهود، والتجذر الاستراتيجي في كافة القارات.
من جهته، أفاد شكيب العلج، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، أن المغرب عازم على أن يصير رائدا في مجال الهيدروجين الأخضر، مشيرا إلى أن خارطة الطريق الوطنية، تعد من بين الأكثر طموحا في العالم، حيث تهدف إلى إنتاج ما يصل إلى تسعة ملايين طن سنويا بحلول سنة 2050، حيث منذ السنة الفارطة، أُعلن المغرب عن التزامات استثمارية ضخمة لستة مشاريع كبرى في الهيدروجين الأخضر والأمونياك الأخضر والفولاذ الأخضر، معتبرا أن هذه الاستثمارات تظهر بجلاء، أن المغرب انتقل من التخطيط إلى التنزيل، بفضل رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
كما كشف العلج أن المغرب يتوفر على موارد متجددة وفيرة مع وجود محللات كهربائية عالية الكفاءة، وهو ما يبرز أن المملكة لديها القدرة على تغطية ما يصل إلى 4 % من الطلب العالمي بحلول سنة 2030 بفضل مواردها الوفيرة والأراضي المتاحة، وهي فرصة من شأنها خلق فرص الشغل وتحفيز المقاولات الصغيرة والمتوسطة وتوطيد السيادة الصناعية.
على ذات الواجهة، أعرب محمد يحيى زنيبر، رئيس تجمع الهيدروجين الأخضر بالمغرب (Cluster Green H2)، أن الإستراتيجية الوطنية للهيدروجين الأخضر تقدم حلا لتقليص اعتماد المملكة على الطاقة، مشيرا إلى أن إنتاج الهيدروجين الأخضر من مصادر متجددة يمكن المغرب من أن يصبح مركزا إقليميا للطاقة، ومحركا اقتصاديا مبتكرا، ونموذجا للتنمية المستدامة، حيث من خلال التركيز على الهيدروجين الأخضر، يتم تعزيز السيادة الطاقية، وخلق فرص عمل للشباب، ودعم النمو الاقتصادي المحلي”، مشددا على ضرورة تعزيز قدرات التكوين والابتكار، وتشجيع الاستثمارات التقنية الخاصة، ووضع إطار تنظيمي ديناميكي وقائم على الحوافز، واعتماد استراتيجية إقليمية متكاملة.
في حين، ذكر هشام الهبطي، رئيس جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، أن المغرب انتقل في مجال الهيدروجين الأخضر من مرحلة التفكير الاستراتيجي إلى مرحلة التفعيل العملي، بفضل رؤية واضحة وإرادة قوية لتعزيز ريادته في الطاقات المتجددة، مشيرا أن جهود الجامعة تتركز بشكل خاص، على تطوير استخدامات الهيدروجين الأخضر في المجال الفلاحي، مشيرا إلى أن الجامعة تعمل على نقل خبرتها البحثية نحو باقي الدول الإفريقية، في إطار رؤية تضامنية تروم جعل القارة فضاء فاعلا في الانتقال الطاقي العالمي.
وللإشارة، فإن القمة العالمية للهيدروجين الأخضر وتطبيقاته، شكلت ملتقى علمي تواصلي رفيع المستوى الأكاديمي يروم تعزيز التعاون والإبداع وتبادل الآراء في مجال الهيدروجين الأخضر وتقنيات (Power-to-X)، ومناقشة السبل الكفيلة بتسريع التحول الطاقي العالمي، بمشاركة مسؤولين حكوميين وصناع قرار استراتيجيين ومبتكرين رائدين وأكاديميين بارزين، ومنصة دينامية للتعاون الدولي، والاستثمارات ذات القيمة المضافة القوية والابتكار .
ويعتبر الهيدروجين الأخضر وقود المستقبل النظيف، إذ يُنتج من الماء باستخدام الطاقة المتجددة، ويُعد ركيزة أساسية في التحول الطاقي العالمي، خاصة في الصناعة والنقل وتخزين الطاقة.
كما يتطلب الحصول على الهيدروجين الأخضر، تحليلا كهربائيا للمياه باستخدام مصادر الطاقة المتجددة، كتقنية علمية أساسية في تحول الطاقة، وإزالة الكربون من القطاعات التي يصعب كهربتها، حيث تتراوح استخداماته من الصناعة الثقيلة إلى النقل الثقيل، وتخزين الطاقة.